ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بعد تدهور الحالة الاقتصادية للبلاد وتدني شعبية هولاند

ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد

الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي

باريس ـ مارينا منصف يرى المحللون السياسيون أن "الناخب الفرنسي بدأ يفقد ثقته في الرئيس الفرنسي الحالي فرانسوا هولاند، لا سيما نتيجة ارتفاع معدل البطالة، وتدهور الحالة الاقتصادية في البلاد، في الوقت الذي يتحدث فيه عن الواجب الذي يحتم عليه العودة من جديد لعالم السياسة، لاسيما بعد ظهور استطلاع الرأي الأخير الذي أجرته مجلة "باري ماتش" والذي أكد "أنه لو أن انتخابات الرئاسة الفرنسية كانت قد أجريت اليوم، وليس العام الماضي، فإن ساركوزي كان سيحصل على نسبة 53 % من اصوات الناخبين مقارنة بنسبة 44 % من الأصوات لفرانسوا هولاند.
وتبعث هذه الأرقام على الدهشة والذهول، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه على الساحة الفرنسية الآن هو، هل من الممكن فعلا عودة ساركوزي؟ وهل يمكن لرجل وصلت شعبيته إلى أدنى مستوى لها خلال فترة رئاسته؟ هل يمكن لرجل قال للشعب الفرنسي في أعقاب هزيمته أمام هولاند "لن تروني مرة أخرى" أن يعود مجددا؟.
لقد قال ساركوزي في مقابلة صحافية أجريت معه أخيرًا إنه "يفكر مليًا في العودة للواجهة السياسية "بدافع من الواجب وليس بدافع من الرغبة"، وعلى الرغم من إصراره على أنه قد مل وضجر من عالم السياسة، لكنه يفضل على حد زعمه الركون إلى حياة يصطحب فيها ابنته إلى المدرسة يوميًا، ويستمتع بحياته مع زوجته كارلا بروني وهو يستمع لها وهي تغني وتداعب أوتار الغيتار. والواقع أنه من الصعب على ساركوزي أن يحصل اليوم على صوت من أصوات الناخبين الذين يعتقدون بأنه لا يحاول العودة من جديد. وكان ألبوم كارلا بروني الغنائي الأخير الذي يبدو أنه يهجو هولاند، قد زاد من شائعات عودة ساركوزي للواجهة السياسية في فرنسا.
وقالت رشيدة داتي التي عملت وزيرة للعدل في عهد ساركوزي بعد وقوفها إلى جانبه في انتخابات العام 2007 ، في حديث لها مع صحيفة "الأوبزرفر إن "السياسية تجري في دم ساركوزي، وأنه سيظل دائمًا راغبًا في ممارستها".
إن هزيمة ساركوزي في وقت كانت تحيطه فيه الفضائح، وفي وقت كانت يعشق فيه المال، ويشتري الساعات الثمينة والتمتع بوسائل الترف في إجازاته في وقت تعاني فيه البلاد من أزمة اقتصادية، يعني ببساطة انسدال الستار على مستقبله السياسي للأبد. ونادرًا ما تشهد فرنسا تعلق السياسيين بطموحاتهم السياسية،  كما أن إبداء الرغبة في العودة من جديد من أجل إنقاذ الأمة، ما هو إلا عبارة مستهلكة.
 ويقول الأستاذ في معهد الدراسات السياسية في الجامعة الأميركية في باريس ماثيو فرازير، إنهم "في فرنسا يعتقدون أن رجال السياسة لا يتقاعدون، ويكتفوا بكتابة سيرتهم الذاتية، كما يحدث في بريطانيا وأميركا، وإنما يظلوا يمارسون لعبة العودة من جديد للحياة السياسية".
 ويشير فرازير إلى أن "الجنرال شارل ديغول أمضى أكثر من عشر سنوات في عالم السياسة خلال فترة الخمسينات قبل العودة لتكوين الجمهورية الخامسة في فرنسا، كما أن فرانسوا ميتران الاشتراكي بدأ يخوض انتخابات الرئاسة في العام 1965 ولكنه لم يفز بها إلا في العام 1981 ولم يغادرها إلا في العام 1995 ، وكذلك جاك شيراك الذي بدأ محاولته العام 1981 ولم يفز بها إلا في العام 1995 ثم تقاعد العام 2007 ، وأضاف أن "السياسة كانت بمثابة معركة بين ميتران وشيراك على مدار 30 عامًا تقريبًا".
ويرى المحلل الفرنسي أن "فرص ساركوزي في العودة على الصورة التي يرسمها لنفسه والتي فشل خليفته في تحقيقها".
ويناضل هولاند اليوم من أجل التمكن من إحكام قبضته على الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة التي ورثها عن سلفه، ويعاني من ارتفاع معدلات البطالة وتوقف النمو الاقتصادي والرفض الألماني لحجم الدين العام المرتفع في فرنسا.
ويسود في فرنسا الآن أن "هولاند لم يرتق بعد للحدث، وأنه عديم الخبرة والقدرة على قيادة فرنسا في تلك المرحلة، الأمر الذي دفع بساركوزي لتشمير أكمامه والانجذاب نحو السلطة من جديد".
ويشير الخبراء إلى أن "الموقف الراهن في فرنسا معقد للغاية، وغير مستقر على المستويين الاقتصادي والاجتماعي، كما أن هولاند ليس الرئيس الفرنسي الأول الذي يواجه مثل هذا المعدل من البطالة، ولكن التعقيد يبدو في ركود النمو ومشكلات العجز المالي الإصلاحات المطلوبة الأمر الذي يجعل من مهمة الرئاسة أمرًا ضخمًا وغاية في الصعوبة".
ومن هنا يأتي ساركوزي، إذ أن الموقف يمكنه من القول إنه "لو كان يدير شؤون البلاد في الوقت الراهن لكان الوضع مختلف. وقد لا يكون الشعب الفرنسي بالضرورة مؤيدًا لساركوزي، ولكنه يشعر بالقلق البالغ مع هولاند".
ويرى حزب يمين الوسط أن "ساركوزي هو أفضل مرشح لمواجهة هولاند العام 2017. وكانت حاشية ساركوزي والمحيطين به قد حذروه بعد الهزيمة من الإدلاء بأي تصريحات تحول من دون عودته من جديد للحكم". وذكرت تقارير صحافية أن "أصدقاء ساركوزي يعدون العدة لعودته، وأن قاعدته الانتخابية في الحزب مازالت قوية  لاسيما وأن الحزب حاليًا يفتقد إلى شخصية سياسية في حجم ساركوزي".
ومع ذلك فإن هناك من يقول بأنه "لا يوجد أحد في فرنسا ينخدع بقول ساركوزي أنه يفكر في العودة بدافع الواجب، وليس بدافع الرغبة". ولكن لا أحد يستطيع أن يؤكد "عزمه العودة من جديد وإن كان هناك من يعتقد أنه يرغب بالفعل في العودة على أساس أنه حيوان سياسي كما أنهم في فرنسا دائمًا ما يرددون بأن "النمر لا يمكن أن يصبح نباتيًا".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد ساركوزي يُخطط لخوض معركة الرئاسة الفرنسية من جديد



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia