حلب تحت سيطرة جبهة النصرة ومخطط إسلامي لمستقبل ما بعد الأسد
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

وسط حال الدمار التي تعيشها سورية والصراع على رغيف الخبز

حلب تحت سيطرة جبهة النصرة ومخطط إسلامي لمستقبل ما بعد الأسد

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حلب تحت سيطرة جبهة النصرة ومخطط إسلامي لمستقبل ما بعد الأسد

أم سورية تبكي وهي تحتضن طفلها المصاب

دمشق ـ جورج الشامي ما تزال سورية تعيش حالة من الدمار، حيث حطام التاريخ الرغد للبلاد يتناثر في الطرقات مع أجزاء الأرصفة التي دمرها القصف الجوي ورصاص المسلحين الذي يتناثر في كل اتجاه والثوار الذين يسعون خلف الموالين لحكومة بشار والمجرمون الذين يسعون إلى أي شخص للمطالبة بفدية، ويظهر صدام أيدولوجي عنيف بين كتائب من الثوار يقفون في الصف الثاني خلف عمليات القتال المستمرة في منافسة حامية الوطيس لتحديد شكل سورية ما بعد الاسد.
فهناك جبهة النصرة التي صنفتها الولايات المتحدة بين أعضاء اللائحة السوداء التي تشن عليهم حربها ضد الإرهاب، وهي الجبهة التي تريد سورية "إمارة إسلامية" من دون منازع. وتقف الجبهة في مقابل الثوار السوريين الليبراليين الذين يريدون سورية ما بعد بشار الأسد "ديمقراطية"، ويتهمون الجهاديين بأنهم "السبب وراء وقف وصول المساعدات المالية التي تستخدم لأغراض إنسانية، والتي كانت دول الغرب ترسلها إلى سورية، إلا أنها توقفت خشية أن تصل هذه الأموال إلى الجهاديين، ليستخدموها في التسلح".
وفي غضون ذلك، هناك مشكلة هي الأخطر على الإطلاق، تزاحم الصراع الأيدولوجي بشأن مستقبل سورية، هي مشكلة الخبز، المصدر الأساسي للغذاء في سورية، والمكون الأساسي للنظام للغذائي لملايين السوريين. ونظرًا للنقص الحاد في إمدادات الدقيق وغيره من المواد الأساسية الضرورية للسوريين، تقف طوابير المواطنين أمام منافذ توزيع الخبز لفترات طويلة قد تصل في بعض الأحيان إلى أيام، ما يؤدي بهم إلى أن يلعنوا الثوار وجنود الجيش السوري الحر، لأن غالبيتهم من مؤيدي الاسد.
كما يروج سكان حلب وغيرها من المدن السورية التي ينتشر فيها المؤيدون للرئيس السوري، أن جنود الجيش الحر يسيطرون على صوامع الغلال، ويستولون على ما بها من حبوب لبيعها، إلا أن تلك المزاعم كذبها الاهتمام البالغ بوصول الخبز إلى المواطنين من خلال نظام توزيع عادل، يشرف عليه مقاتلون ضد نظام الاسد يعملون بالتعاون مع الجيش الحر الذي وظف عناصر من جبهة النصرة في مشروع توزيع الخبز حسب الكثافة السكانية لكل شارع وحي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الثوار.
وعلى الرغم من اندماج أعضاء جبهة النصرة في المجتمع السوري منذ بدء القتال بين الثوار والقوات الحكومية الموالية لبشار الأسد وقيامهم بالكثير من الأنشطة الاجتماعية، مثل توفير المؤن والخدمات للفئات المهمشة والفقيرة في سورية وغيرها من الفئات المتضررة من الحرب الأهلية، لكن النصرة في سورية ما زالت تستخدم كمرادف لتنظيم القاعدة، إذ تتكون الجبهة من غالبية الجهاديين الأجانب الذين كان معظمهم من الأعضاء السابقين للقاعدة في العراق.  
وعن الخطة الشاملة التي أعدتها النصرة لإقامة الإمارة الإسلامية في سورية، فقد بدأت ملامحها في الظهور بقوة في حلب التي سيطر عليها الجهاديون تمامًا في الوقت الحالي. ومن أهم ملامح الإمارة الإسلامية التي يعزم الجهاديون الأجانب إقامتها في سورية انطلاقًا من حلب، تلك المحكمة التي أسستها الجبهة وأطلقت عليها "محكمة الشريعة" التي أصبح لها شأن كبير ونفوذ قوي في جميع أنحاء المدينة. إضافة إلى المحكمة، أصبحت المدينة (حلب) غنيمة حرب للإسلاميين من الجهاديين الأجانب تحديدًا، ليتشارك النفوذ فيها عدد من الحركات الثورية السورية ذات الانتماء الإسلامي، أو ما يطلق عليها الجماعات الإسلامية، مثل جماعة "أحرار الشام"، و"فجر الإسلام"، و"لواء التوحيد"، والتي تعمل جميعها تحت راية جبهة النصرة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حلب تحت سيطرة جبهة النصرة ومخطط إسلامي لمستقبل ما بعد الأسد حلب تحت سيطرة جبهة النصرة ومخطط إسلامي لمستقبل ما بعد الأسد



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia