المقاومة السورية تقطع على بشار الأسد طريق اللاذقية ملاذه الأخير
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

باعتباره موطنه الأصلي وطائفته العلوية منذ قرون عدة

المقاومة السورية تقطع على بشار الأسد طريق اللاذقية ملاذه الأخير

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المقاومة السورية تقطع على بشار الأسد طريق اللاذقية ملاذه الأخير

أحد أفراد المقاومة السورية ونظرة نحو جبهة القتال الأمامية

لندن ـ ماريا طبراني يتوقع المحللون السياسيون أن "يكون الشريط الساحلي السوري المطل على البحر المتوسط، والذي تمتد خلاله محافظة اللاذقية، الملاذ الأخير للرئيس السوري بشار الأسد لإنهاء الصراع الدائر الآن في البلاد، فيما قطع أفراد المقاومة الطريق أمامه بالتقدم صوب هذه المنطقة والاستيلاء عليها تدريجيًا". وذكرت صحيفة "الديلي تلغراف" البريطانية أن "إقليم اللاذقية وعلى مدى عدة قرون كان بمثابة موطن الرئيس السوري وموطن طائفته العلوية، ويضم هذا الشريط الساحلي مدنًا ساحلية مثل اللاذقية وطرطوس وسلسلة من الجبال في اتجاه الشرق، وينظر إليه الكثير من طائفة الرئيس السوري باعتباره فرصته وفرصتهم الأخير لإقامة دولة علوية شيعية منفصلة لحماية أنفسهم ضد الغالبية السنية المتمردة".
وقد اكتشفت الصحيفة من خلال جولة قام بها مراسلها هذا الأسبوع في هذه المنطقة، أن "قوات المقاومة السورية استطاعت بالفعل أن تسيطر على الكثير من أراضي هذه المنطقة، الأمر الذي يجعل من تصور الرئيس بشار الأسد حول إقامة دولة آمنة له ولطائفته في هذه المنطقة، أو على الأقل دولة قادرة عن الدفاع عن نفسها، مجرد ضرب من الخيال أكثر من كونه مشروعًا للمستقبل".
وقد قام أفراد المقاومة الذين تسللوا عبر الحدود مع تركيا بشن حرب غير معلنة في هذه المنطقة، وهم يتقدمون الآن فيها ببطء، ويقومون بالاستيلاء تدريجيًا على قرى المنطقة الواحدة تلو الأخرى، وباتوا يتحكمون الآن في اثنين من السلاسل الجبلية، وهما جبل الأكراد، وجبل تركمان وكلاهما يشكل غالبية المنطقة الشمالية في الإقليم".
ومع اقترب أفراد المقاومة من المنطقة، قامت العائلات العلوية بلملمة أمتعتهم ومقتنياتهم بسرعة والهروب من المكان. ويقول أبو ياسين الذي كان يرافق مراسل الصحيفة إن "المقاومة تسيطر الآن على ست من القرى العلوية، ولا يوجد أي من العلويين فيها، لأنهم يعتقدون أنه في حالة سقوط بشار الأسد، فإنهم سيقتلون، ولهذا فهم يفرون إلى مناطق تسيطر عليها قوات النظام".
وقد قام مراسل الصحيفة بزيارة لتلك القرى العلوية ويقول إنها "خالية من سكانها، وتحولت إلى مكان مهجور، وهناك الكثير من الشواهد التي تشير إلى أن سكانها قد غادروها بصورة متعجلة، فالأبواب مفتوحة والمقتنيات الشخصية كما هي مثل الأحذية والملابس والكتب، إضافة إلى وجود آثار لطلقات نارية على الجدران الخارجية".
وقد فر معظم هؤلاء إلى اللاذقية أو طرسوس أو جبل العلويين، وهو المكان الذي يضم منزل بشار الأسد نفسه في القرداحة. وقد بدأت العائلات العلوية في بناء منازل لها في تلك المرتفعات كملاذ لهم، خوفًا من أن يصبحوا ضحايا لهجمات طائفية سواء كانوا يؤيدون بشار الأسد أم لا؟.
ومع ذلك، فإن هذا الملاذ قد بات على مرمى بصر أفراد المقاومة الموجودين في قرية سلمى التي تبعد حوالي ثلاثة كيلومترات من جبل العلويين. وتقوم المروحيات والطائرات الحكومية بقصف تلك القرية ليلا ونهارًا على نحو تحولت فيه معظم المنازل إلى أنقاض، وعمت الطرق الكثير من الحفر والأخاديد.
ومع ذلك، فهي عاجزة حتى الآن عن وقف تقدم المقاومة، الأمر الذي يبدو معه أن الرئيس السوري لم يعد أمامه مكان آمن يمكن أن يحتمي فيه في سورية.
ويقول أبو طاهر أحد قادة المقاومة في قرية سلمى إنهم "يخططون للاستيلاء على جبل العلويين والتحرك نحو مدينة اللاذقية"، وأضاف "أننا لو سمحنا بإقامة دولة علوية على أرض الواقع، فإن الأقليات كافة في البلد ستطالب بدولة منفصلة لها، الأمر الذي تتحول معه سورية إلى أشلاء ودويلات". وأوضح أبو طاهر الذي يتسم بالاعتدال أنه "لن يعاقب من العلويين سوى هؤلاء الذين تلوثت أيديهم بدماء السوريين، وأن أي محاولة سيقوم بها المتطرفون من المقاتلين "الجهاديين" الذين تسللوا إلى جماعات المقاومة السورية للهجوم على المدنيين العلويين سيتم التصدي لها على يد أفراد المقاومة السوريين، ومع ذلك فهناك البعض من أفراد المعارضة السورية المحلية الذي يخشى من أنه وبعد انتصار المقاومة والاستيلاء على تلك الجبال ثم اللاذقية، فإنه من الصعب منع انتشار العنف الانتقامي".
يذكر أن العلويين والسنة كانوا يعيشون كنسيج واحد في سلام في المنطقة، إلا أن الحرب استطاعت أن تمزق نسيج المجتع السوري، وتضع الآن أسس صراع طائفي خطير.
وقد رفض زوج وزوجة من العلويين يزيد عمرهما عن 80 عامًا مغادرة قريتهما العلوية عند وصول أفراد المقاومة إليها الذين وعدوا بعدم تعرضهم لأي أذى بوساطة من أحد الشيوخ واسمه أيمن عثمان، إلا أنه وبعد مقتل هذا الشيخ قامت جماعة أخرى متطرفة بشن هجوم على القرية، وتحولت بعد ذلك حياة سكان القرية إلى كابوس، بعد أن قامت تلك الجماعة بنهب ممتلكاتهم كلها بما فيها سياراتهم، الأمر الذي اضطر بعضهم إلى الفرار من القرية خوفًا على حياتهم.
وفي وقت لاحق، كما يقول أحد سكان القرية إنهم "قاموا باختطاف ابنه من دون أن يرتكب أي جرم، ثم عادوا مرة أخرى وطلبوا منه فدية تعادل 13 ألف جنيه إسترليني وأمهلوه مدة ثلاثة أيام، وإلا فإنهم سيقتلون ابنه، وعلى أثر ذلك قام باللجوء إلى أصدقائه وعائلته ليقترض منهم المبلغ، وعلى الرغم من استلامهم الفدية لم يفرجوا عن ابنه حتى الآن".
ويعلق الشيخ محمد رحيح على ذلك فيقول إن "رجال الدين والأعيان في جبل الأكراد يحاولون معًا القيام بحملات توعية في أوساط أفراد المقاومة وتعليمهم كيفية السيطرة السلمية على المناطق العلوية ويحاولون كذلك الحد من ظاهرة القتل الانتقامي".
وكان الشيخ خالد كمال هو أول رجل دين يجاهر في اللاذقية بصوته ضد النظام خلال العام الماضي، والآن استقر به الحال في المناطق الجبلية يعمل مع الثوار ويحاول منعهم من السقوط في هاوية الفوضى الطائفية. ويقول "أنا واثق من أن اللاذقية ستشهد مذابح واغتيالات انتقامية ضد العلويين فور وصول المقاومة هناك، لأن النظام السوري قام بنشر العداوة بين المواطنين على مدار العامين الماضيين". وأضاف أنه "وغيره من الشيوخ ورجال الدين في المنطقة يحاولون الحيلولة من دون وقوع تلك المذابح، ولكنهم لا يدرون ما إذا كان بإمكانهم النجاح في تلك المهمة أم لا؟".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المقاومة السورية تقطع على بشار الأسد طريق اللاذقية ملاذه الأخير المقاومة السورية تقطع على بشار الأسد طريق اللاذقية ملاذه الأخير



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia