نموذج لأحد المظاهرات المصرية
القاهرة – أكرم علي
حسمت القوى اللبيرالية واليسارية والإسلامية المصرية موقفها من المشاركة في تظاهرات 25 كانون الثاني/يناير، بمناسبة حلول الذكرى الثانية للثورة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس حسني مبارك، حيث اتفقت القوى المدنية علي إحياء الذكرى الثانية للثورة، للتأكيد على استمرار الثوؤة من منطلق أنها لم تحقق أهدافها بعد،
مشددين على رفع المطالب الاقتصادية والاجتماعية كشعارات أساسية في التظاهرات، بينما قررت القوى الإسلامية الاحتفال بذكرى الثورة باعتبارها أكملت أهدافها بانتخاب رئيس الجمهورية، ووضع دستور للبلاد، وقالت القوى الإسلامية أنها ستعلن عن مشروعات جديدة في كل محافظات مصر، فيما أعلن وزير الداخلية اللواء محمد إبراهيم أن الوزارة أعدت خطة حاسمة لتأمين التظاهرات، مؤكدًا على التعامل بكل حسم مع الخارجين عن القانون والشرعية، وأكد أنَّه وضع خطط تأمين للمنشأت الحيوية وعلى رأسها وزارة الداخلية وعدد من المباني الآخرى.
واتفقت القوى اللبيرالية المتمثلة في جبهة الإنقاذ الوطني وعدد من الأحزاب الاشتراكية على النزول إلى الشارع والتعبير عن مطالبهم في التغيير السياسي الذي حدده في الدستور, وإقالة الحكومة الحالية بالإضافة للمطالب الاقتصادية والاجتماعية، نافيًا المطالبة بإسقاط شرعية الرئيس المنتخب محمد مرسي، وطالبت القوى اللبيرالية بالتزام السلمية في التظاهرات مثل 25 كانون الثاني/ يناير 2011، حين قامت الثورة لإسقاط نظام الرئيس السابق حسني مبارك.
ودعا عدد من الحركات الثورية، جموع الشعب المصري للنزول إلى الميادين وشوارع مصر للتظاهر يوم الجمعة المقبلة في الذكري الثانية للثورة تحت شعارات الثورة عيش حرية عدالة اجتماعية، وتحديد مطالب أهمها تأكيد استمرار الثورة التي سال من أجلها دماء الشهداء ولا تنازل عن القصاص للدماء الشهداء والتحقيق في الانتهاكات التي شهدها الاستفتاء علي الدستور والمطالبة ايضا باسقاط هذا الدستور الذي لا يمثل الشعب المصري وتشكيل لجنة لوضع دستور يمثل به كل اطياف وفصائل الشعب المصري المطالب أيضا باقالة الحكومة الحالية وتشكيل حكومة انقاذ وطني ومحاسبة المتسببين في اراقة كل نقطة دم مصرية.
وقال عضو اتحاد شباب الثورة عمر الحضري لـ "العرب اليوم" إن التظاهرات ستنادي بسقوط نظام الإخوان والانتقال لدولة مدنية حقيقية، دون المطالبة بسقوط الرئيس محمد مرسي، قائلًا "لا نريد دولة الإخوان ودولة المرشد بل نسعى لرئيس مدني مستقل يسمع آراء شعبه".
وأعلن أحد المتحدثين باسم الاتحاد هيثم الخطيب عن انشاء غرفة عمليات بالتنسيق مع عدد من الحركات الثورية بداية من يوم الخميس المقبل لمتابعة التظاهرات والمسيرات في القاهرة والمحافظات وأن25 القادم سيكون ثورة وليس احتفالا.
فيما طالب حزب المصري الديمقراطي اللجان المختلفة بالمحافظات بالنزول الي ميدان التحرير يوم الجمعة المقبل والمشاركة في المظاهرات بالقاهرة لمن يستطيع أو الخروج للساحات الرئيسية بالمحافظات. مؤكدا الحرص علي سلمية المظاهرات ومحذرا من اندساس بعض مثيري الشغب لاشعال العنف بينهم، كما دعت حركة الاشتراكيين الثوريين جموع المصريين للنزول يوم الجمعة في ميادين التحرير.
ووضعت القوي الثورية برنامج الاحتفالية بعد اجتماعات متواصلة, تم خلالها الاتفاق علي توجيه جميع المسيرات من القاهرة والمحافظات إلى التحرير، ومن أبرز الميادين التي ستخرج منها المظاهرات, الأزهر, والسيدة زينب وجامع الفتح, وجامع الاستقامة بالجيزة ومسجد الخازندارة بشبرا, والنور بالعباسية, والسلام وخاتم المرسلين بالهرم.
في المقابل أعلنت جماعة الإخوان المسلمين عن تنظيم مؤتمر، الثلاثاء تعلن فيه عن بدء مشروعات قومية تتناسب مع الاحتفال بذكرى الثورة الثانية تحت عنوان "معا نبني مصر" وتسعى لتنظيم تظاهرات احتفالية في مختلف الميادين. ودعت الجبهة السلفية والتحالف الإسلامي الذي يضم 22 حزبا إسلاميا للاحتفال بالذكري أمام مدينة الانتاج الإعلامي والاحتفال أيضا بالتظاهر في عدد من ميادين القاهرة، وعلى العكس قرر حزب النور عدم مشاركته في أي فعاليات خاصة بيوم25 يناير لأن ظروف البلاد لا تحتمل احتفالات أو مظاهرات، وحتي لا تحدث تجاوزات, وحرصا علي مصلحة مصر العليا خاصة أن هناك بعض العناصر تسعي للتخريب وعدم الاستقرار وإحداث حالة من الفوضي بالبلاد.
أرسل تعليقك