الرئيس الأفغاني يتهم أميركا بالتواطؤ مع طالبان لإطالة أمد قوات التحالف في بلاده
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تصريحاته الأخيرة جاءت "نارية" وتوقيتها الحرج كان "استثنائيًا وشاذًا"

الرئيس الأفغاني يتهم أميركا بالتواطؤ مع "طالبان" لإطالة أمد قوات التحالف في بلاده

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الرئيس الأفغاني يتهم أميركا بالتواطؤ مع "طالبان" لإطالة أمد قوات التحالف في بلاده

الرئيس الأفغاني حامد كرزاي و وزير الدفاع الأميركي الجديد تشوك هاغل

كابول - أعظم خان انتهز الرئيس الأفغاني حامد كرزاي زيارة وزير الدفاع الأميركي الجديد تشوك هاغل الأولى لأفغانستان، الأحد، ليتهم الولايات المتحدة بالتواطؤ والتآمر مع حركة "طالبان"، فيما قال هاغل للصحافيين "إن الحديث عن أي تآمر وتواطؤ بين الولايات المتحدة وأفغانستان "لا يتسم بكثير من العقلانية والمنطق". وتشير صحيفة "ديلي ميل" البريطانية إلى أن تاريخ كرزاي حافل بمثل هذه التصريحات المثيرة التي تثير استياء واشنطن، إلا أن طبيعة تصريحاته الأخيرة وتوقيتها الحرج بشأن الولايات المتحدة ، كان استثنائيًا وشاذًا.
كما زعم كارزاي، الأحد، بأن "طالبان" والولايات المتحدة يجريان يوميًا محادثات في قطر، في محاولة منه للتأكيد على إيحاءاته بان واشنطن ومقاتلي "طالبان" يعملان معًا وفقًا لأغراض مشتركة.
واتهم كرزاي بعد يومين من شن "طالبان" هجومين انتحاريين أسفرا عن مقتل 17 فردًا، كلاً من الولايات المتحدة و"طالبان" بالتآمر معًا لإقناع الأفغان بضرورة بقاء القوات الأجنبية في أفغانستان بعد العام 2014، وهو العام الذي سوف تشهد نهايته انسحاب معظم قوات "الناتو"، وإنهاء مهمتها القتالية في البلاد.
وقال كرزاي "إن القنابل التي انفجرت قبل يومين في كابول وخوست لم تكن استعراضًا للقوة أمام أميركا، وإنما كانت من أجل خدمة أميركا، إنها كانت لخدمة شعار 2014 الذي يقول بأنه إذا خرج الأميركان فإن طالبان سوف تعود".
وقال أيضًا "الواقع أن هذه التفجيرات التي وقعت باسم طالبان إنما تخدم الأميركان، من أجل الإبقاء على القوات الأجنبية فترة أطول في أفغانستان".
وكانت هذه التصريحات من بين عدد من التصريحات النارية التي أدلى بها كرزاي وحكومته، الأحد، وفي أعقاب أسابيع من الجهود التي يبذلها الزعماء الأفغان من أجل الحد من أنشطة القوات الأميركية في أفغانستان، بما فيها الدعوة إلى طرد القوات الأميركية الخاصة من أحد الأقاليم المهمة في البلاد.
وقال تشوك هاغل بعد ساعات من تصريحات كرزاي إنه تحدث "بوضوح وصراحة" عن تلك التصريحات، خلال أول اجتماع له مع الزعيم الأفغاني، بعد رئاسة "البنتاغون" في 27 شباط/ فبراير.
وحاول هاغل جاهدًا أن يبتعد عن الانتقادات الحادة، ولكنه قال للصحافيين "إن الحديث عن أي تآمر وتواطؤ بين الولايات المتحدة وأفغانستان "لا يتسم بكثير من العقلانية والمنطق".
أما القائد الأميركي لقوات "الناتو" في أفغانستان الجنرال جوزيف دونفورد فقد كان أكثر صراحة وحزمًا عندما قال للصحافيين المصاحبين لتشوك هاغل "لقد حاربنا بكل قوة على مدى السنوات الاثنتي عشرة الماضية، وأراقنا فيها الكثير من الدماء، ولقد فعلنا الكثير من أجل مساعدة قوات الأمن الأفغانية حتى تنمو وتكبر خلال تلك السنوات، ولم يكن ذلك اعتقادًا منا بأن العنف أو عدم الاستقرار سوف يكون في مصلحتنا".
وعن تصريحات كرزاي أضاف قائلاً "سوف أترك الآخرين للحكم عن ما إذا كان ذلك مفيدًا أو لا على المستوى السياسي".
وتستعد الولايات المتحدة وحلفائها في دول "الناتو" للعمل على تنفيذ إستراتيجية الانسحاب بقواتها من أفغانستان، واتخاذ قرار بشأن حجم القوة التي سوف تبقى في البلاد بعد العام 2014.
والتقى وزراء دفاع "الناتو" في بروكسل، الشهر الماضي"، لمناقشة موضوع إبقاء قوة عسكرية مشتركة من القوات الأميركية والحلفاء قوامها يتراوح ما بين 8 إلى 12 ألف جندي في أفغانستان، للتركيز على تدريب القوات الأفغانية، والتصدي لبقايا تنظيم "القاعدة"، وذلك وفقًا لما تقوله مصادر "البنتاغون".
يذكر أن أي اتفاق بشأن تلك القوة العسكرية يحتاج إلى موافقة كرزاي، وتقول الولايات المتحدة "إن مثل هذا الاتفاق لا بد وأن يتضمن حصانة للقوات الأميركية".
وقال هاغل "لقد أبلغت الرئيس الأفغاني أن ذلك غير صحيح، وأن الحقيقة هي أن أي تسويات سلمية أو سياسية لا بد وأن يتولى أمرها الأفغان".
كما نفى المتحدث باسم "طالبان" ظبي الله مجاهد استئناف مفاوضات الحركة مع الولايات المتحدة.
وزعمت حكومة كرزاي أيضًا بأن قوات التحالف بقيادة أميركا والأفغان العاملين معهم يمارسون انتهاكات واعتقالات لطلبة الجامعة، وقد أصدر كرزاي أمرًا تنفيذيًا يحظر على القوات الأجنبية دخول المؤسسات التعليمية في أفغانستان.
وكان من المفترض أن يظهر كل من هاغل وكرزاي معًا في مؤتمر صحافي مشترك، مساء الأحد، ولكن وفي ضوء مخاطر وتهديدات المقاومة الأفغانية قرر المسؤولون الأميركيون إلغاء ذلك لدواعٍ أمنية.
وكان هاغل على بعد كيلومتر من الهجوم الانتحاري الذي وقع، صباح السبت الماضي، على مسمع منه خارج وزارة الدفاع، والذي راح ضحيته تسعة قتلى. وكان من المفترض أيضًا أن يلتقي مع نظيره الأفغاني هناك مع نهاية الأسبوع، ولكن المكان تغير.
وتتزامن زيارة هاغل مع الموعد الأخير الذي يضعه كرزاي للقوات الأميركية الخاصة لمغادرة إقليم وارداك، متهمًا إياهم بالإشراف على أعمال قتل وتعذيب هناك، وتنكر القوات الأميركية تورطها في مثل هذه الانتهاكات.
وبدا هاغل متفائلاً بشأن إمكان التوصل إلى اتفاق بشأن استمرار نشر القوات الأميركية، ولكنه اعترف بعدم وجود انفراجة خلال محادثاته مع كرزاي.
ولم يُعرف بعد كيف سينظر الجمهوريون في أميركا إلى زيارة هاغل إلى أفغانستان، والمعروف أن الجمهوريين حاولوا بشدة منع ترشيح هاغل لمنصب وزير الدفاع، كما أنهم يصورون هاغل على أنه يتعامل بنعومة مع المسألة الإيرانية، ويشككون في مدى حصافته وتقديره للأمور.
ويبدو هاغل في بعض الأحيان متعاطفًا مع ضغوط الحياة السياسية التي يتعرض إليها كرزاي. ويقول هاغل "أنا أعرف الأمور الصعبة التي تواجه الرئيس كرزاي والشعب الأفغاني، لقد كنت يومًا ما رجل سياسة، ولهذا فأنا أستطيع أن أتفهم نوع الضغوط التي يتعرضون إليها".
يذكر أن القيادات الأميركية ترى أن عمليات القوات الخاصة مهمة ورئيسية في المرحلة النهائية من الصراع.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرئيس الأفغاني يتهم أميركا بالتواطؤ مع طالبان لإطالة أمد قوات التحالف في بلاده الرئيس الأفغاني يتهم أميركا بالتواطؤ مع طالبان لإطالة أمد قوات التحالف في بلاده



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia