الحكومة البريطانية تدفع 22 مليون جنيه إسترليني كتعويض لعائلة منشق ليبي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

لتورط استخباراتها في خطفها وتسلميها إلى القذافي لتعذيبها في سجونه

الحكومة البريطانية تدفع 2.2 مليون جنيه إسترليني كتعويض لعائلة منشق ليبي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الحكومة البريطانية تدفع 2.2 مليون جنيه إسترليني كتعويض لعائلة منشق ليبي

المنشق الليبي سامي الساعدي مع ابنته خديجة في طرابلس بعد ثلاثة أشهر من خروجه من السجن

لندن - سليم كرم وافقت الحكومة البريطانية على دفع ما يزيد على 2 مليون جنيه إسترليني إلى عائلة المنشق الليبي البارز سامي الساعدي، الذي سبق اختطافه بمساعدة جهاز الاستخبارات البريطانية "إم آي 6"، ونقله سرًا إلى العاصمة الليبية طرابلس، حيث تعرض إلى التعذيب على يد شرطة الأمن اللييبية في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي.
وكانت أجهزة الاستخبارات البريطانية والليبية قد اشتركتا في اختطاف سامي الساعدي وزوجته وأطفاله الأربعة من هونغ كونغ، والسفر بهم على متن طائرة إلى ليبيا حيث تم سجنهم. وقد تعرض الساعدى على مدار سنوات عدة  إلى التعذيب داخل السجن.
وقد وافقت عائلة الساعدي أمام المحكمة العليا في بريطانيا، الخميس، على تسوية القضية بقبول مبلغ 2.23 مليون جنيه إسترليني قامت الحكومة البريطانية بدفعه على سبيل التعويض، مقابل إغلاق ملف القضية دون اعتراف منها أو تحمل المسؤولية.
وكان سر التورط البريطاني في هذه العملية التي يعتقد بأنها الوحيدة التي يتم فيها تسليم عائلة بأكملها، على النحو غير المشروع، قد كشف النقاب عنها في أعقاب سقوط القذافي العام 2011.
وتقول وثائق الـ "سي آي إيه" المتبادلة مع الاستخبارات الليبية، والتي عثر عليها في مكتب موسى كوسا في طرابلس على يد "هيومان رايتش ووتش": "إننا على علم بتعاونكم مع الاستخبارات البريطانية في نقل الساعدي إلى طرابلس، وإن الحكومة في هونغ كونغ ربما يمكنها التنسيق معكم لتسليم الساعدي وعائلته إليكم".
وكانت العملية قد تمت في العام 2004 خلال فترة تعامل توني بلير مع القذافي، وقيام الاستخبارات البريطانية بمساعدة القذافي في ملاحقه خصومه، وتسليمهم إليه.
وهناك ضحية ليبية أخرى وهو عبد الحكم بلحاج، الذي تم تسليمة وهو وزوجته الحامل، وقد عثر على خطاب صادر من رئيس دائرة مكافحة الإرهاب في جهاز الاستخبارات "إم آي 6" السير مارك آلين إلى موسى كوسا، ويقول له فيه "نهنئكم على وصول بلحاج إليكم بسلام، وإن هذا أقل ما يمكن أن نقدمه إليكم وإلى ليبيا".
ويسعى الآن بلحاج إلى إقامة دعوى مماثلة ضد الحكومة البريطانية.
ويقول الساعدى بعد تلقيه التعويض إن عائلته عانت كثيرًا بعد اختطافتها وتسليمها للقذافي، وإنه سوف يبدأ في تعليم أفراد أسرته في ليبيا الحرة الجديدة، وإنه سوف يكون قادرًا على توفير الرعاية الطبية اللازمة له، للعلاج من آثار التعذيب الذي عاناه في السجن.
وقال أيضًا إنه كان واثقًا بأن المحكمة البريطانية سوف تصل إلى الحقيقة إلا أن الحكومة البريطانية ترغب في أن تكون المحاكمة سرية، وهذا لن يكون في صالح عائلتي، لأنه يرى أن المحاكمة السرية سيئة، وشكل من أشكال التعذيب.
وقال أن الحكومة البريطانية لم تجب حتى الأن على سؤال بسيط، وهو "هل كانت الحكومة البريطانية متورطة في خطفي أنا وزوجتي وأطفالي؟" وأضاف قائلاً "أعتقد أن المبلغ المدفوع يتحدث عن نفسه". وقال إنه بصدد التبرع بجزء من المبلغ لضحايا التعذيب في ليبيا.
وتقول ابنته خديجة، 12 سنة، إنها لا ترى ضرورة لأن تتم المحاكمة سريًا لأنها لن تكون عادلة، وإنها تأمل في أن يكون التحقيق علنيًا مثلما كان الحال مع قضية التنصت على المكالمات الهاتفية في بريطانيا.
وتقول محامية العائلة كات كاريغ "نحن الآن نعرف أن صفقة توني بلير مع القذافي في الصحراء كانت بمقابل تسويات قبيحة، وربما كان الأقبح هو قيام الاستخبارات بتسليم عائلة كاملة إلى واحد من أكثر طغاة العالم قسوة ووحشية".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة البريطانية تدفع 22 مليون جنيه إسترليني كتعويض لعائلة منشق ليبي الحكومة البريطانية تدفع 22 مليون جنيه إسترليني كتعويض لعائلة منشق ليبي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia