الانتخابات النيابية في لبنان تفرز واقعًا جديدًا في الشارع السني
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بوصول شخصيات إلى البرلمان من خارج عباءة الحريري

الانتخابات النيابية في لبنان تفرز واقعًا جديدًا في الشارع السني

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الانتخابات النيابية في لبنان تفرز واقعًا جديدًا في الشارع السني

رئيس الحكومة سعد الحريري
بيروت - العرب اليوم

لا يختلف اثنان على أن الانتخابات النيابية التي حصلت في ربيع العام الماضي، أفرزت واقعاً جديداً في الشارع السنّي في لبنان، وساهمت بوصول شخصيات سنيّة إلى الندوة البرلمانية من خارج عباءة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي يقود تيّار «المستقبل» منذ اغتيال والده الرئيس السابق للحكومة رفيق الحريري في العام 2005.

لكنّ بروز هذا التنوّع في البيئة السنيّة، لم يصل مرحلة صياغة زعامات سنيّة منافسة للحريري أو قادرة على إضعافه، وفق تعبير خبراء وسياسيين، ردّوا أسباب ظهور زعامات سنية جديدة إلى عاملين، الأول قانون الانتخاب النسبي الذي أفقد «المستقبل» ثلث نوابه، والثاني انعكاس الاعتراض السنّي على التسوية السياسية التي أبرمها الحريري في خريف العام 2016. وأدت إلى وصول العماد ميشال عون إلى رئاسة الجمهورية.

أقرأ أيضا :

رئيس الحكومة اللبنانية يدعو لاقتلاع روح الحرب الأهلية من الممارسات السياسية

وتتباين الرؤى حيال التعرجات التي يمرّ بها الشارع السنّي، الذي كان أكثر التصاقاً برفيق الحريري منذ دخوله معترك السياسة في العام 1992. وانكفاء بعض من هذا الشارع عن الحريرية السياسية، إلا أن لدى الوزير السابق رشيد درباس وصفا مغايرا للحالة السنّية، إذ أكد أن «قلب السنة في لبنان لا يزال مع سعد الحريري، لكنّ نبضات القلب التي كانت تخفق بمعدل 120 ضربة في الدقيقة، باتت في حدود 50 في الدقيقة». وأوضح في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة اليأس التي تعتري الشارع السنّي هي نتيجة واقع المنطقة بشكل عام وما حصل في سوريا بشكل خاص، ونتيجة التسوية السياسية التي أبرمها سعد الحريري في لبنان، وولّدت حالة من النكوص وإشاحة الوجه».

وكما أن المزاج الشعبي في كلّ دول العالم يرتبط بالمتغيرات السياسية، كذلك الحال في لبنان، حيث عزا عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، تراجع تمثيل «المستقبل» النيابي، إلى «النظام الانتخابي وفق القانون النسبي الذي اعتمد لأول مرة في لبنان، والذي ساهم بوصول بعض الشخصيات السنيّة للندوة النيابية». وقال «عندما وافقنا على هذا القانون كنّا نعرف أنه سيسهم في بروز قوى أخرى، لكنّ حجمها أقلّ من «المستقبل» بكثير، علما بأن تيارنا عابر للطوائف، ولديه تمثيل وطني على مستوى كلّ الطوائف اللبنانية كما أسسه الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإن كان جمهورنا الأوسع داخل البيئة السنيّة».

ولا ينكر النائب محمد الحجار، أن «مجموعة من الخيارات السياسية التي اعتمدها الرئيس الحريري، لعبت دوراً في نتائج الانتخابات، منها التسوية السياسية مع الرئيس ميشال عون، كما أن تراجع التقديمات الاجتماعية التي كان يقدمها «المستقبل» على مدى سنوات طويلة لجمهوره، أثرت كلّها في نتائج الانتخابات، مقابل الصرف المالي الهائل من قبل خصوم المستقبل». وشدد الحجار على أن «موضوع التسوية رغم المآخذ عليه، نجح في حماية لبنان، ومنع الدولة من السقوط»، مؤكداً أن «الآمال ما تزال معقودة على شخص الرئيس سعد الحريري لإنقاذ الوضع الاقتصادي بالتعاون مع القوى السياسية الأخرى».
وتقول مصادر قريبة من الحريري بأنه كان تلقّى نصائح من المقرّبين منه داخل تيّاره ومن أصدقاء وحلفاء بعدم المجازفة بموافقته على قانون انتخابي يقلّص حجم نوابه، لكن زعيم «المستقبل» آثر السير بالقانون النسبي، كي لا يطير الاستحقاق الانتخابي، وليساهم في تحقيق أفضل تمثيل للمسيحيين في البرلمان والسلطة، وهذا ما أسهم في صعود نجم شخصيات سنيّة بفضل هذا القانون، ما شكّل نقمة لدى جمهور «المستقبل» والشارع السنّي، غير أن هذا الامتعاض لا يشمل كلّ السنة بحسب الوزير رشيد درباس، الذي قال «لا شكّ أن قانون الانتخاب عوّم بعض الشخصيات السنيّة التي تكنّ العداء للحريري، كما أوجد شخصيات في البيئة السنيّة بعضها عاتب على الحريري ويمكن استمالتها بسهولة، وجزء منها ضدّه وهؤلاء يكنّون له العداء ولا يتغيّرون، وبعضهم يختلفون مع سعد الحريري من نفس الموقع ولا يشكلون أذى له».

ورغم التنوع السنّي الذي أفرزته الانتخابات، إلا أنها أوصلت نواباً منفردين وليست كتلاً، باستثناء رئيس الحكومة الأسبق نجيب ميقاتي الذي فاز بكتلة من أربعة نواب، وهم سنّي واحد (ميقاتي نفسه) وماروني وأرثوذكسي وعلوي، ويعترف معارضو الحريري أن الموجود في موقع السلطة، لا يمكنه إطلاق مواقف تصعيدية في وجه «حزب الله» كما يطلقها من هو في المعارضة، ويكشف درباس عن جانب من الحوار الذي دار بين الحريري والوزير السابق أشرف ريفي في لقاء المصالحة، حيث توجه الحريري إلى ريفي قائلاً «نحن نختلف معك ومع فؤاد (السنيورة) ومع رشيد (درباس) في السياسة، لكننا نبقى ضمن عائلة واحدة». وخاطب الحريري الجميع، قائلا: «أنا لا أستطيع الذهاب إلى الحرب (المواجهة الداخلية)، لأن قرع طبول الحرب يعني انهيار الاقتصاد وسقوط البلد، فأجابه درباس: نحن أصحاب رأي وأنت صاحب القرار».

وقد يهمك أيضاً :

يوم 13 نيسان 1975 ليس وحده بداية الحرب اللبنانية

مدينة "طرابلس" اللبنانية تستعد لإجراء انتخابات نيابية فرعية الأحد

 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الانتخابات النيابية في لبنان تفرز واقعًا جديدًا في الشارع السني الانتخابات النيابية في لبنان تفرز واقعًا جديدًا في الشارع السني



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia