أحلام الأطفال النازحين في العـراق تتحطم عند أبواب المدرسـة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

عدم امتلاك وثائق ثبوتية عقبه تحرمهم من اللحاق بركب التعليم

أحلام الأطفال النازحين في العـراق تتحطم عند أبواب المدرسـة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أحلام الأطفال النازحين في العـراق تتحطم عند أبواب المدرسـة

أحلام الأطفال النازحين في العـراق
بغداد – نجلاء الطائي

 تحلم مأرب المقيمة في مخيم للنازحين في شمال العراق، بمستقبل كبير. لكن عند كل صباح، تشعر الفتاة ذات الأعوام السبعة بالحزن لعدم قدرتها على اللحاق بركب أقرانها إلى المدرسة، كونها لا تملك وثائق شخصية. قالت مأرب في نفسها، عندما فتحت مدرسة في مخيم حمام العليل 2 في محافظة نينوى الشمالية، "سأكمل دراستي وأصبح طبيبة في المستقبل"، لكنها وجدت الأبواب مغلقة. تقول الطفلة التي ارتدت عدة طبقات من الملابس علها تقيها برد العراق القارس، "أريد الذهاب مع صديقاتي إلى المدرسة، لكنهم لا يقبلونني. ليس لدي هوية".

فر والدا مأرب من زمار عند اجتياح تنظيم "داعش" للبلدة الواقعة على بعد أقل من مئة كيلومتر عن مخيم حمام العليل2 الذي يسكنونه اليوم، ولا يملكان ما يثبت وجود طفلتهما غير شهادة ولادة صادرة من المستشفى.

لم يتمكن والد مأرب، إبراهيم حلو، منذ فرارهم، وطيلة فترة سيطرة الجهاديين لثلاث سنوات منذ العام 2014 على ما يقارب ثلث مساحة العراق، من استحصال بطاقة شخصية لابنته. يقول حلو 30 عاما لوكالة فرانس برس "بسبب ظروف النزوح، لم أتمكن من استحصال هوية أحوال مدنية لابنتي، وهي حاليا من دون مستمسكات عدا بيان الولادة".

نقص في المعلمين

تسكن عائلة مارب في خيمة، وعلى مقربة منها محال تجارية صغيرة وساحة للعب الأطفال، ومركز صحي وخزان مياه ومركز صغير لتوزيع الكهرباء. ويبدو أن مأرب ليست الطفلة الوحيدة التي لا تملك وثائق صادرة عن دائرة الأحوال المدنية. تقول بلقيس ويلي من هيومن رايتس ووتش لفرانس برس إن "سياسة الدولة" العراقية الرافضة لتعليم أطفال لا يمتلكون وثائق رسمية، "صادمة".

إقرأ أيضاً :

"اليونيسيف" تعرب عن قلقها من تفشي الأمراض بين الأطفال في العراق

وتدعو في المقابل السلطات إلى "بذل ما في وسعها لإعادة دمج مئات آلاف العائلات التي عاشت لثلاث سنوات تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية"، مؤكدة أن "مفتاح هذه العملية، هو عودة أطفالهم إلى المدارس في أسرع وقت ممكن". عائلة إبراهيم حلو بين 1,9 مليون عراقي نازح جراء العنف ولم يتمكنوا حتى الآن من العودة إلى منازلهم، رغم إعلان القوات العراقية "النصر" قبل عام.

ومن بين 7500 طفل في مخيم حمام العليل 2، يتلقى 2500 فقط، هم دون سن العاشرة، التعليم الذي يوفره خمسة معلمين، وفق ما يؤكد مدير المدرسة إبراهيم خضر. يوضح خضر55 عاما أن هناك أسباباً عدة تمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة "من هذه الأسباب فقدان المستمسكات الثبوتية للتلميذ نتيجة ظروف النزوح، والحالة المادية الصعبة لبعض العائلات، واستفادتها من هؤلاء الاطفال في العمل خاصة التي بلا معيل، إضافة إلى عدم رغبة البعض من التلاميذ بمواصلة الدراسة وعدم تشجيع أهلهم لهم".

ومن بين هؤلاء الأهل عبد الخالق جلود 37 عاما الذي فقد عمله وليس لديه المال لإطعام أطفاله الخمسة. ويقول لفرانس برس "حالتي المادية الصعبة تحول دون توفير احتياجاتهم من الملابس والحقائب والقرطاسية والمصاريف الأخرى اللازمة للتعليم ، نعيش على ما نستلمه من مواد غذائية من المخيم".

ومشكلة التعليم ليست محصورة بالنازحين فقط. فعلى مستوى العراق، هناك ثلاثة ملايين طفل لا يرتادون المدرسة بانتظام، خصوصا لأن نصف المدارس الرسمية غير مؤهلة. حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي من أن عدم التكافؤ الاقتصادي يؤثر بشكل كبير على عملية تعليم الأطفال في العراق، وحضت حكومة بغداد على إنفاق المزيد من الأموال على قطاع التعليم.

يفترشون الأرض

ويترك كثيرون المدرسة في المرحلة الابتدائية أو الثانوية، خصوصا من أبناء العائلات المحرومة. لكن يشكل النقص في الكادر التعليمي عقبة أيضا. ففي محافظة نينوى، حيث مخيم حمام العليل 2، فر العديد من السكان إلى إقليم كردستان العراق المجاور أو إلى بغداد، بحسب معاون مدير المديرية العامة للتربية في المحافظة خالد جمعة.

وبمكن للعنف، الذي لم ينته تماما بعد، أن يثني الأسر عن إرسال أطفالها إلى المدرسة. في المخيم نفسه، يركض الأطفال، حفاة في بعض الأحيان، بين برك المياه التي خلفتها الأمطار، للذهاب إلى المدرسة. وتحت الخيم التي استحالت صفوفا دراسية، يفترش هؤلاء الأرض لعدم وجود طاولات ومقاعد.كان درس اليوم عن الجغرافيا. يقول المدرس لتلاميذه "النهر الرئيس في العراق هو دجلة". لكن الأمر لم يكن سهل الاستيعاب لدى الأطفال، إذ لا وجود أصلا لخريطة أو لوح يوضح موقع النهر.

قد يهمك أيضاً :

إعادة فتح "حقل الشرارة" النفطي في ليبيا بعد زيارة مفاجئة لفائز السراج لحرمه

نوري محمود ينفي التقارير حول انتشار "البيشمركة" في العراق و سورية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أحلام الأطفال النازحين في العـراق تتحطم عند أبواب المدرسـة أحلام الأطفال النازحين في العـراق تتحطم عند أبواب المدرسـة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia