نعوش الموتى أحدث وسائل تهريب المخدرات في العراق
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مع ارتفاع أعداد الموقوفين والكيمات المضبوطة

"نعوش الموتى" أحدث وسائل تهريب المخدرات في العراق

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "نعوش الموتى" أحدث وسائل تهريب المخدرات في العراق

"نعوش الموتى" لتهريب المخدرات
بغداد – نجلاء الطائي

كشفت محكمة التحقيق المركزية في الرصافة بالعراق، عن أهم طرق دخول المخدرات إلى البلاد، فبينما تحدث قاض متخصص عن دخولها جواً عن طريق لبنان وبراً عن طريق مشاحيف الأهوار، لم تسلم نعوش والموتى من استخدامها وسيلة للمرور عبر السيطرات المحلية، حيث وجه القضاء محكمة التحقيق المركزية بالإشراف والتحقيق في ملف مكافحة المخدرات في جانب الرصافة من بغداد، وبعد مدة وجيزة من تسلمها الملف الشائك ازداد عدد الملقى القبض عليهم من المدانين والموقوفين اضافة الى ارتفاع مشهود في كميات المخدرات المضبوطة بحسب قاضي محكمة التحقيق المركزية المختص بنظر قضايا قسم مكافحة مخدرات بغداد الرصافة.

وقال القاضي المختص لـ"القضاء" إن "ارتفاع أعداد الملقى القبض عليهم من المدانين والمتهمين وازدياد كمية المخدرات المضبوطة بعد مدة من تسلّم محكمة التحقيق المركزية ملف المخدرات في الرصافة يعود للاحترافية المتبعة في طرق التحقيق من قبل هذه المحكمة المتخصصة، إضافة الى إتباع احدث الطرق التكنولوجية في تعقب المجرمين وتحديد أماكنهم ورسم قاعدة بيانات كاملة عن أسماء وأعداد والمطلوبين والمدانين"، وبالرغم من الجهود القضائية الاستثنائية في هذا الملف الخطير، إلا أن جرائم المخدرات في ازدياد بسبب "غياب الردع وقلة الوعي وضعف إمكانيات الأجهزة القائمة على مكافحتها"، كما يقول القاضي المشرف على قسم مكافحة مخدرات الرصافة.

وأضاف أن "قسم مكافحة المخدرات لا يمتلك الإمكانات الكافية لمكافحة مثل هذه الجرائم ووزارة الداخلية لا تدرك مدى خطورة استفحال وانتشار المخدرات، فقد قامت بتجهيز قسم مكافحة المخدرات بعدد قليل من السيارات والتجهيزات، إضافة لعدم توفير الابنية الكافية لمنتسبي الأقسام، وعدم وجود مواقف نوعية للموقوفين في هذه الجرائم".

وتابع أن "إجراءات سلبية تكتنف عمل الداخلية منها فتح شعب أمنية تابعة للأقسام الرئيسية أدت إلى تشتت في العمل والواجبات في ظل هذه التجهيزات المحدودة"، لافتا إلى أن "اغلب تجار المخدرات هم من أصحاب النفوذ والعلاقات ويمتلكون دعما من قوات غير منضبطة تابعة الى جهات متنفذة، وبهذه التجهيزات لا يمكن تنفيذ اغلب أوامر القبض لاسيما الصادرة منها على التجار"، مؤكدا ان "وزارة الصحة هي الأخرى لم تقم بدورها في انشاء المصحات النموذجية ليتم إيداع المتعاطين ومعالجتهم فيها".

اقرأ أيضا:

الرئيس التونسي يلتقي الأمين العام لمنظمة السياحة العالمية

وعن قانون مكافحتها أشار القاضي المختص ان "قانون مكافحة المخدرات والمؤثرات العقلية رقم 50 لسنة 2017 احد أهم أسباب انتشار المخدرات في الآونة الأخيرة، وبصدوره أصبحت اغلب الجرائم تجارة وحيازة وتعاطي المخدرات جنحة لا تتجاوز عقوبتها الخمس السنوات"، لافتا إلى ان "هذه العقوبات لا تتناسب ومثل هذه الجرائم، ولا توفر الردع المطلوب تحقيقه في المجتمع".

أما عن قلة الوعي المجتمعي أوضح القاضي أن "فئات المجتمع عانت ما عانته من انتشار للامية في كثير من مناطق البلاد فأغلب العائلات، لا تعرف شكل هذه السموم او تأثيراتها السلبية على كافة الصعد، وهنا يجب التنبيه الى دور الاعلام الضعيف في نشر الوعي وتحذير المجتمع من مخاطر المخدرات وآثارها، الذي لا يرتقي ومستوى بشاعة هذه الجرائم المرتكبة بحق المجتمع"، مؤكدا ان "الغالبية العظمى من المتعاطين هم بسطاء الحال ومن الطبقات تحت المتوسطة بل بعضهم من المتسولين لذا يستدرجون ليكونوا مروجين جيدين لهذه المادة".

ومن أهم طرق استدراج المتعاطين وتكوين دوائر عملية لتجارة هذه المادة افاد احد اكبر تجار المخدرات والحبوب المخدرة الملقى القبض عليهم في بغداد بان "اغلب المتعاطين نستدرجهم من خلال الكافيهات والمراقص والمساجات وبائعات الهوى المتعاطيات للمخدرات بإفهامهم بأنها منشط عام للجسم، لنوفرها بأسعار زهيدة، بل في بعض الأحيان تعرض عليهم مجانا لحين الإدمان عليها، ليضطرون بعدها الى طلب المادة وتخييرهم بين شرائها بأسعارها الباهظة او ترويجها وبيعها مقابل كمية محددة منها".

أما عن طرق نقلها وتوزيعها بين المحافظات والمناطق أكد التاجر المدان أن "نقل المواد المخدرة وتوزيعها يكون عن طريق ناقلين يتم استدراجهم بالطرق نفسها او إغراء بسطاء الحال وسواق سيارات الأجرة بالمال الكثير عن كل نقلة ينفذونها، اضافة لمشاركة عدد من سواق شاحنات النقل البري من المدمنين على تعاطي مادة الكرستال او حبوب (الصفر-1) التي تمنعهم من النوم لعدة ايام"، حيث لفت تاجر المخدرات إلى ان "اغلب الناقلين يقومون باستغلال النساء او المعاقين في النقل المواد لتجاوز السيطرات الأمنية، أو بإدخال المواد المخدرة في توابيت الشهداء والمتوفين للحيلولة دون خضوعها للتفتيش".

وعن أكثر المواد انتشاراً، أكد من جانبه قاضي محكمة التحقيق المركزية ان "أكثر أنواع المخدرات انتشارا في العراق هي مادة الكرستال تليها مادة الحشيشة مع انتشار الأفيون والهروين والكوكايين بقلة، إضافة الى الانتشار الواسع للحبوب المخدرة المتمثلة بـ(صفر-واحد والوردي والقبرصي والكيمادرين وغيرها"، وتابع قائلًا:"هذا الانتشار دخل في كافة مفاصل الدولة والمجتمع ليصل الى موظفي الدوائر الرسمية ومنتسبي الاجهزة الامنية، بل في احدى الجرائم المعروضة امامي وصل انتشارها الى طلاب المدارس المتوسطة حيث يقوم مروج يستقل سيارة بالوقوف في باب المدرسة ليجهز مادة الكرستال ويذوبها وبيع الشهقة (النفس) الواحدة بعشرة آلاف دينار".

وحذر القاضي المختص من الكرستال وحبوب (الصفر-1) مؤكدا أنها "اسرع المخدرات ادمانا وتأثيرا، اضافة الى تأثيرها القوي بالنسبة لباقي انواع المخدرات فهي تعتبر منشطا جسديا ولا تظهر آثارها بسهولة على متعاطيها إضافة لاستمرار مفعولها مدة طويلة"، معتبرا تحذير المرجعية العليا بمثابة ناقوس خطر يدق لبيان مدى خطورة هذه "الافة" على المجتمع.

أما عن اللغط الحاصل في الآونة الأخيرة بخصوص تهريب المخدرات وطرق توريدها الى العراق أوضح القاضي ان "اغلب أنواع المخدرات تدخل من حدود العراق المشتركة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية عن طريق منطقة الاهوار والمحافظات الحدودية لتنقل برا او من خلال المشاحيف الى داخل المحافظات ليستورد الغرام الواحد من مادة الكرستال بسعر (عشرة الاف دينار) وتباع في داخل المحافظات الحدودية بـ(خمسة عشر الف دينار) وتصل بعدها الى بغداد وباقي المحافظات بسعر (ستون ألف دينار) لذا اعتبره الكثير من التجارات المربحة".

وعمّا يهرب جوا إلى العراق فأشار القاضي إلى أن "اغلبه عن طريق دولة لبنان والمهرب إليها من دول أميركا الجنوبية، وفي الفترات التي سبقت تحرير محافظة الموصل كانت تهرب الكثير من المواد عن طريق سوريا ومن ثم الى الصحراء والمناطق غير المحررة ومنها الى داخل المحافظات".

ولما وصلت إليه هذه الآفة من انتشار واسع شمل كافة فئات المجتمع اكد القاضي المختص ان "على مجلس النواب العراقي تشريع او تعديل قانون مكافحة المخدرات ليكون اشد في عقوباته، وان توفر وزارة الداخلية قوة أمنية متخصصة مجهزة بأحدث التجهيزات والأسلحة لمجابهة المتاجرين بأرواح الناس، إضافة إلى تعزيز دور الإعلام وتوجيهه ليقوم بدوره في نشر الوعي بين أفراد المجتمع".

قد يهمك ايضًا:

الحوثيون يُدمرون محطات الصرف الصحي في صنعاء

مارتن غريفيث يُشدِّد على الدور المهمّ للمرأة اليمنية في تحقيق سلام شامل

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نعوش الموتى أحدث وسائل تهريب المخدرات في العراق نعوش الموتى أحدث وسائل تهريب المخدرات في العراق



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia