8 آلاف مختطف من بينهم 122 امرأة و1015 حالة إخفاء قسري في سجون الحوثيين
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

الميليشيات تحرم أسر المعتقلين من زيارتهم وتضاعف معاناتهم

8 آلاف مختطف من بينهم 122 امرأة و1015 حالة إخفاء قسري في سجون الحوثيين

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - 8 آلاف مختطف من بينهم 122 امرأة و1015 حالة إخفاء قسري في سجون الحوثيين

الميليشيات الحوثية
عدن - عبد الغني يحيى

تزداد التساؤلات والحيرة لدى أطفال المخفيين قسرياً في سجون الميليشيات الحوثية باليمن، عن عدم عودة آبائهم وتعمقها إجابة الأم العاجزة عن إقناعهم «غدا سيأتي» ليتبخر حلمهم برؤية أبيهم مع غروب كل يوم جديد، فتعاود تلك الأم تجريع طفلها الأمل بأن والده «سيأتي في يوم ما» ولكن دونما تحديد.

وحل عيد الفطر وآلاف المختطفين والمخفيين قسراً من صحافيين وسياسيين وقادة رأي يقبعون في سجون الميليشيات التي لا تزال تخفي بعض المختطفين منذ اختطافهم في معتقلات سرية، دون أن تكشف عن مصيرهم.

وأوضحت أمة السلام الحاج رئيسة رابطة أمهات المختطفين اليمنيين «أن عدد المختطفين والمخفيين قسريا لدى ميليشيات الحوثي بلغ حتى شهر مايو (أيار) الماضي 8 آلاف مختطف من بينهم ١٢٢ امرأة و١٠١٥ حالة إخفاء قسري».

وتضيف أمة السلام الحاج «أن عدد الأفراد الذين تم اختطافهم في حملات الاختطاف الجماعية والفردية خلال 2019 تجاوز 110 أشخاص بينهم 8 حالات من النساء كما بلغ عدد الذين ماتوا بسبب التعذيب أو الإهمال الصحي 12 مختطفا منذ بداية العام».

أقرأ يضًا

- الأمم المتحدة تعلن أن "الحوثيين" عرقلوا عملية فتح ممر إنساني في مدينة الحديدة

وبحسب ما يقرره الحقوقيون اليمنيون فإن ممارسة ميليشيات الحوثي من خطف وسجن وتعذيب هو انتهاك صارخ لحقوق الإنسان والمواثيق والقوانين الدولية وتحد للمجتمع الدولي إذ يتم اختطاف الشخص دون مسوغ قانوني، وسجنه دون محاكمة وتعذيبه، كما تمنع الميليشيات الحوثية أهالي المختطف من الزيارة.

وفي السجن المركزي الذي يقع بحي الجراف شمال صنعاء، لم تجد توسلات الأم ذات السبعين عاما «ن.م» لمسؤول السجن في السماح لها بزيارة ابنها فقد تكبدت مشقة السفر من الحديدة غرب اليمن إلى صنعاء لرؤية ابنها المختطف في سجون الميليشيات الحوثية منذ ثلاث سنوات لتعود أدراجها وقلبها معلق بأسوار الزنزانة حيث منعتها الميليشيات من زيارته والاطمئنان عليه يوم العيد، بحسب ما أفادت به لـ«الشرق الأوسط».

وتروي أخت أحد المخفيين قسريا وتدعى أم يحيى حكايتها هي الأخرى وتقول «لم يعد لوالدي الطاعنين في السن أمل من الدنيا سوى أن يكحلا عينيهما برؤية فلذة كبدهما المختطف منذ أربع سنوات ولا يعلمان أين هو وهل ما يزال حيا وهل يا ترى سوف يريانه قبل أن يودعا الحياة أو أنه قد سبقهما إلى الدار الآخرة».

وتتحسر أم يحيى لمصير أخوها المجهول ولحالة والديها قائلة «يأتي عيد بعد عيد ويعود المغتربون الذين يعملون في المدن إلى أولادهم محملين بالهدايا وتعم الفرحة في البيوت إلا بيت أخي المختطف لم يتذوق سكانه الفرح وكل يوم تخطو أمي بعكازها إلى أقرب نافذة وتذرف دموع الوجع والقهر وتتذكر ماضي السنين عندما كان ابنها يصل إليها قبل أن يحل العيد».

وتقول  زوجة أحد المختطفين (س.ع.أ) «لا تكتفي ميليشيات الحوثي بتعذيب المختطف جسديا ونفسيا وتجويعه وحرمانه من الرعاية الصحية في سجونها المتناثرة في كل المناطق التي تسيطر عليها بل تعمد إلى إهانته وشتمه ومعاملته معاملة سيئة أمام أسرته التي جاءت لزيارته».

وتتعامل جماعة الحوثي بمزاجية وصلف مع الزائرين حسب (س.ع.أ) إذ تتابع قولها «خلال شهر رمضان بالكامل منعت ميليشيات الحوثي الزيارة عن المختطفين في سجن الأمن السياسي في حي حدة جنوب صنعاء ومنعوا إيصال الإفطار والمتعلقات الشخصية وجاء العيد وحاولت أن أزور زوجي لكنهم لم يسمحوا لي».

ويسرد أهالي المختطفين لـ«الشرق الأوسط» عمليات الإهانة التي يلاقونها أثناء الذهاب لزيارة المختطفين ويؤكدون أنه تتم معاملة الزائرين بامتهان دون احترام حتى لكبار السن وفي الأغلب يتم منع الزيارات ومنع دخول الأكل والفواكه والملابس ويعود الأهالي بكل ما صنعوه وتكبدوا توفيره لذويهم.

ويكشفون أن معاناتهم تبدأ من البوابة الأولى للسجن إذ يجبرهم الحوثيون على وضع الأكل في أكياس بلاستيكية غير صحية ثم يعاد التفتيش في البوابة الثانية أو الداخلية للسجن وبعد انتظار لساعة أو ساعتين بالخارج قد يمنعون من الزيارة وفي حالة السماح يعاد التفتيش لكل شيء ويفتحون الأكياس من جديد ويستخدمون الأيدي في تقليب الطعام وهو ما يعرض الأكل للتلوث ويتلفون بعضه ويمنعون دخول البعض الآخر منه.

ويوضحون أنه بعد انتظار ساعات عندما يخرج المختطف لرؤية أقاربه يكون محاطا بحراس حوله من العسكر ومدة الزيارة لا تزيد عن ربع ساعة ومع زحمة الزائرين وبحكم المسافة البعيدة بين الزائر والمسجونين تتعالى الأصوات وتقل حدة السمع فلا يفهم الحديث إلا بصعوبة.

وأثناء لقاء الأمهات بأبنائهن تقول أم سوسن «تنهار بعض الأمهات عند رؤية حالة ابنها فبعضهن يصبن بإغماء وأخريات بنوبة بكاء فلا تستطيع الكلام وينتهي الوقت وأسر المختطفين لم يتحدثوا لبعض وإذا حاول المختطف أن يزيد في الوقت يتم سحبه وضربه أمام أهله وأطفاله بالقوة».

ولا تكاد الدموع تتوقف في عيني أم المختطف (ا.س) وهي تحكي: «ننام ونصحو وابننا لا يفارقنا، يأكل ويشرب وينام إلى جوارنا وأيدينا مرفوعة إلى السماء وألسنتنا تلهج بالدعاء له والدعاء على سجانيه».

وتبدي رئيس رابطة أمهات المختطفين أمة السلام الحاج قلقها من تزايد أعداد المختطفين في ظل صمت المنظمات الدولية عن الانتهاكات التي تمارسها ميليشيات الحوثي وتقول «تزيد معاناة للمختطفين وأمهاتهم وأبنائهم مع العيد فالجميع معيد مع أهله وأسر المختطفين في أبواب السجون الحوثية منتظرين لزيارة قريبهم إن سمح بها السجان وإلا فإنهم يعودون مكسورين وتكون المعاناة مضاعفة».

وتضيف الحاج «تستقبل أسر المخفيين العيد بالدموع والحسرة والانتظار حتى لسماع خبر عن قريبهم وتتكرر هذه المعاناة لأربعة أعوام متتالية في حين تحاول رابطة أمهات المختطفين التخفيف من هذه المعاناة لكن الألم أكبر بكثير وخصوصا لدى الأسر التي لا تعرف أين هو قريبهم».

وتناشد رئيس رابطة أمهات المختطفين جميع المنظمات الدولية مساندة قضية المختطفين والضغط على جماعة الحوثي للإفراج عن المختطفين دون قيد أو شرط.


وخلال الوقفة الاحتجاجية التي أقامتها رابطة أمهات المختطفين أثناء أيام العيد رفض أطفال المختطفين والمخفيين قسرا تناول حلوى العيد بعد أن فقدوا فرحة الاحتفال بالعيد في ظل تغييب آبائهم خلف القضبان.

ويعيش المختطفون أوضاعا مأساوية داخل السجن ويعانون من سوء التغذية والتعذيب كما يصابون بالأمراض التي تسببت لهم بعاهات مزمنة في ظل رفض تام للميليشيات الحوثية من عرضهم على الطبيب أو السماح لأهلهم بإدخال العلاج لهم في ظل استمرار تدهور أوضاعهم الصحية والإنسانية وتصل حد القتل تحت التعذيب أو الإهمال الصحي.

قد يهمك أيضــــــــــــــــًا

- هادي يبلغ لندن تحفظاته على مشروع القرار الأممي في ظل تراجع ملحوظ للخروقات

- السيرة العسكرية لرئيس لجنة المراقبة في الحديدة

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

8 آلاف مختطف من بينهم 122 امرأة و1015 حالة إخفاء قسري في سجون الحوثيين 8 آلاف مختطف من بينهم 122 امرأة و1015 حالة إخفاء قسري في سجون الحوثيين



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia