فوز ناريندرا مودي بولاية ثانية يعيد رسم خريطة الهند السياسية
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

حصد نحو 600 مليون من إجمالي أصوات الناخبين

فوز ناريندرا مودي بولاية ثانية يعيد رسم خريطة الهند السياسية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - فوز ناريندرا مودي بولاية ثانية يعيد رسم خريطة الهند السياسية

رئيس الوزراء ناريندرا مودي
نيودلهي - العرب اليوم

سجلت الانتخابات الهندية العامة التي أعلنت نتيجتها أمس، مفصلاً جديداً ومهماً في تاريخ الهند السياسي، وبذلك يضمن رئيس الوزراء ناريندرا مودي ولاية ثانية على التوالي بعد فرز نحو 600 مليون من إجمالي أصوات الناخبين في البرلمان السابع عشر، وعبر الفوز الضخم الذي حققه «التحالف الديمقراطي الوطني» (يمين قومي هندوسي) بزعامة حزب بهاراتيا جاناتا القومي، فإنه سيتولى الحكم برئاسة مودي لمدة 5 سنوات أخرى، علماً أنها المرة الأولى منذ 48 سنة التي يقود فيها رئيس وزراء حالي حكومة غالبية مطلقة في الهند. وكانت المرة الأخيرة التي حدث فيها ذلك في عام 1971 عندما تولت إنديرا غاندي قيادة «حزب المؤتمر إثر فوزها بغالبية مطلقة».

مع اجتياح موجة ناريندرا مودي، الزعيم الهندوسي القومي اليميني، «حواجز» الجغرافيا والطبقات والعمر والجنس والوضع الاقتصادي، جرت صياغة اصطلاح جديد في الهند هو «المودية». وبسبب فوز مودي المدوّي، ارتاحت الأسواق المالية، إذ وصل مؤشر «سينسيكس» في بورصة بومباي إلى مستوى 40.000 للمرة الأولى، واخترق مؤشر «نيفتي» في سوق الأوراق المالية الوطنية الهندية مستوى 12.000 نقطة، كما ارتفعت قيمة الروبية الهندية مقابل الدولار الأميركي.

وحقاً، تشكل نتائج هذه الانتخابات تزكية قويّة لشعبية رئيس الوزراء وإنجازات حكومته خلال السنوات الخمس الأخيرة، ناهيك بحملته التي تركزت على موضوعي الأمن والقومية الهندية. وكانت قوى المعارضة، في هذا السياق، قد انتقدت بشدة حملة حزب بهاراتيا جاناتا الحاكم ووصفتها بأنها مثيرة للانقسام والاستقطاب. وواجه مودي كثيراً من الضغوط لدى بدء السباق الانتخابي، لكنه حصل على الدعم بعدما غيرت الحملة دفة أهدافها صوب الأمن القومي للبلاد.

اقرأ ايضا : 

نواز شريف يهنىء زعيم حزب بهارتيا جناتا الفائز في الانتخابات الهندية

لقد كانت هذه الانتخابات، في المقام الأول، عبارة عن معركة بين «التحالف الديمقراطي الوطني» و«التحالف التقدمي المتحد» (يسار الوسط) بقيادة راهول غاندي، زعيم «حزب المؤتمر» المعارض، الذي لم يكن مع ذلك مرشح تحالفه لرئاسة الحكومة. أما انتخابياً، فقد اكتسح «التحالف الديمقراطي الوطني» الحاكم أصوات الناخبين في ولايات «الحزام الهندي» الرئيسية مثل أوتار براديش وبيهار ومادهيا براديش وراجستان، في حين حقق مكاسب مهمة في الولايات الهندية الشرقية مثل البنغال الغربية وأوديشا (أوريسا)، وكذلك في ولاية آسام وولايات أقصى شمال شرقي الهند. وفي المقابل، باستثناء ولاية كارناتاكا، المأمول أن توفر حصاداً سياسياً ثرياً لحزب بهاراتيا جاناتا الحاكم، بقيت ولايات الجنوب الهندي الخمس بعيدة جداً عن التأثر بـ«لمسة ناريندرا مودي السحرية».

- ما الذي سيحدث الآن؟

الصحافي والمعلق السياسي شيتان بهاغات قال معلقاً: «كان ناريندرا مودي قوياً، أصلاً، وسيحصل الآن على مزيد من القوة... ولن يعبأ بما يقوله خصومه السياسيون بعد الآن، بل ستتحرك الإصلاحات على وتيرة سريعة في الهند». أما الصحافي ومالك شبكة «ريبابليك» التلفزيونية الهندية أرناب غوسوامي، فرأى أن «النتائج أظهرت بكل وضوح، وللمرة الأولى، على الإطلاق أن الشعب الهندي لم يعد راغباً في حكم سلالات كحال (حزب المؤتمر) المعارض برئاسة راهول غاندي سليل عائلة غاندي ونهرو».

وهنا، بعد إعلان نتائج الانتخابات، طُرح كثير من التفاسير المتباينة حول أسباب سقوط حزب المؤتمر، مع تحالف أحزاب المعارضة، الذين توهّموا امتلاكهم تحالفات عظمى. وهذا، مع أن أحداً ليس متيقناً تماماً من أسباب تحقيق بهاراتيا جاناتا هذا الفوز الانتخابي المذهل.

- عامل «مودي»

في أي حال، تشكل انتصارات مودي المتعاقبة حقبة جديدة في حياة السياسة الهندية، إذ لا يوجد زعماء سياسيون آخرون يمسكون بزمام القوى وتوازناتها كما يفعل ناريندرا مودي اليوم.

كيف تمكن ناريندرا مودي من حيازة هذا الزخم السياسي الكبير؟ يجيب الصحافي ميهير شاراما: «يُعدّ ناريندرا مودي أفضل من يمثل الشباب والفئة الطموحة والغالبية الصابرة من الشعب الهندي الذين وضعوه في منصبه مرتين متتاليتين. وهناك عدد كبير من الـ400 مليون ناخب يرونه شخصية عصامية، ورجلاً عاقد العزم على تأكيد دور الهند المركزي في الشؤون الدولية. وعلاوة على ذلك، فهو يبدو قوياً وحازماً يسعى إلى فرض الوحدة والتطابق في السياسة الهندية. هذا الوضوح يُشعر غالبية ناخبيه الأساسيين بالارتياح».

وبالإضافة إلى تقدم ما عرضه ناريندرا مودي على ناخبيه غلبة للغالبية الهندوسية، ستكون بمثابة نقطة انطلاق للفخر والعزة القومية والتنمية. وهو عندما تكلم عن «الانبعاث الهندي» الجديد، كان يلمح إلى أن الهند خضعت لحكم أسر منعمة ومعجبة بالقيم الغربية، لكنها في عهده ستستعين بالقيم الهندية التقليدية الأصيلة للتأكيد على دورها ومكانها بين دول العالم. وحول هذا الجانب قالت الصحافية الهندية صبا نقوي: «لا يمكن لأحد أن ينكر أن ناريندرا مودي هو الشخصية الكبيرة ذات الشعبية الهائلة في الهند اليوم». وتابعت أن السبب في ذلك أنه يجمع عتو الهيمنة مع كونه رمزاً هندوسياً بلا مواربة. ويعتبره كثير من أبناء الولايات ذات الغالبية الهندوسية أنه الرجل الذي انتقل بالهند إلى مصيرها الطبيعي كأمة هندوسية قومية من حيث الروح إن لم يكن بحكم القانون. ولكن ثمة ما هو أكثر من ذلك، وهناك أيضاً تحليل للطريقة النفسية التي استعان بها مودي في أن يجعل من نفسه الشخصية الرئيسية ذات الزخم الغالب في هذه الانتخابات. فقد كان الرجل دائماً يحسن إدارة رحلته الخاصة.

- تحول منظوره الاقتصادي

إذ سرعان ما تمكن ناريندرا مودي، خلال فترة ولايته الأولى في الحكم، من التحول من مناصر الاقتصاد السوقي الحر إلى سياسي يدرك أنه في بلد فقير مثل الهند، تريد الناس قطاعاً عاماً حكومياً أكبر وليس العكس (باستثناء أولئك الذين اعتلوا قمة الهرم الاقتصادي، بطبيعة الحال). كان إدراكه الخاص بعيداً عن آراء مستشاريه الاقتصاديين. ومن ثم غدا مبدع مشاريع البنى التحتية أو المخططات الكبرى، التي لا بد من ذكر اسم مودي مع كل فائدة تعود على البلاد من ورائها... سواءً كان توصيل خدمة الغاز الطبيعي، أو زيادة ضئيلة في الرصيد المصرفي، أو حتى مرحاض عام نظيف، الكل يعتبره هدية مباشرة من رئيس الوزراء مودي. وحقاً، من بين 600 مليون ناخب صوتوا في هذه الانتخابات، كان هناك نحو 250 مليون ناخب - أي نسبة 42 في المائة منهم - من المستفيدين مباشرة من مختلف الخطط الوطنية التي بدأت في عهد مودي وحزب بهاراتيا جاناتا. إذ وُصل التيار الكهربائي إلى كل قرى الهند البالغ عددها نحو 5.97.464 قرية خلال السنوات الخمس الماضية، وأنشئ أكثر من 956 مليون مرحاض عام.

- إعجاب بعض المنتقدين

الصحافي أشوتوش، وهو من منتقدي سياسات مودي اليمينية، يقف اليوم مذهولاً من انتصارات حزب بهاراتيا جاناتا الأخيرة. ويقول معلقاً: «لقد حان الوقت لقوى المعارضة لابتكار مفاهيم جديدة، والخروج بأساليب جديدة لمواجهة ومكافحة الطغمة الهندوسية التي يتزعمها رئيس الوزراء ناريندرا مودي الذي أعاد تعريف السياسات الحاكمة للبلاد. لقد كنت دائماً من منتقدي أسلوبه في السياسة والحكم والآيديولوجية التي يتبعها. لكن علي الإقرار بأنه ليس سياسياً تقليدياً. ومن خلال الفوز الكبير الذي أحرزه حزب بهاراتيا جاناتا اليوم، فإنه البطل الشعبي الوحيد».

إلا أن مودي استعان بأدوات مهمة مكنته من الفوز، من بينها وسائل الإعلام، التي حوّلته إلى شخصية أسطورية لدى عموم الشعب الهندي. وحتى ديسمبر (كانون الأول) 2018، عندما خسر حزب بهاراتيا جاناتا 3 من الولايات الشمالية؛ هي مادهيا براديش وراجستان وتشاتيسغار، كان الحزب في حالة ضعف مؤقتة. إلا أن مودي غيّر بسرعة الدفة والخطاب السياسي بأكمله، وكان بالغ الذكاء حينما لم يعزف على أوتار إنجازات حكومته، بل أعاد دغدغة النزعة القومية التي صارت السلاح الأقوى في ترسانة أسلحته السياسية.

وهنا يشرح أشوتوش: «تضاعفت هذه النزعة القومية الذكورية بواسطة أصدقائه في مختلف وسائل الإعلام. ومنذ البداية، رفضت قنوات التلفزيون انتقاده، بل تبنوا عملياً شعاراته القومية، وتحولوا إلى ناطقين باسمه. الشيء نفسه حصل مع منصات التواصل الاجتماعي مثل (واتساب) و(فيسبوك) و(تويتر)، وغيرها من المواقع. إذ لم يدخر مناصرو مودي وقتاً أو جهداً في ترديد أصداء الخطاب الذي يصفه بالقائد الذي يستحق فترة ولاية أخرى لكي تشعر البلاد بالأمن والأمان بين يديه.

وبينما تواصلت محاولات تشويه المعارضة أضفيت الهالة الأسطورية على شخصية مودي يوماً بعد يوم... ما منح حزب بهاراتيا جاناتا المزية الواضحة التي كان في أمس الحاجة إليها. وبفضل المهارة التنظيمية التي يتمتع بها أميت شاه، رئيس حزب بهاراتيا جاناتا، سيطر الحزب على كوادره وشبابه محولاً إياهم إلى آلة عملاقة من الدعاية للحزب وقائده. وهكذا، بجمع مودي مع الآلة الحزبية ووسائل الإعلام أعيد تعريف العملية الانتخابية الهندية برمّتها».

وتجدر الإشارة، إلى أن «التحالف الديمقراطي الوطني» بأكمله، تمكن من جمع ما يقرب من 48 في المائة من مجموع الأصوات. وهذا هو أعلى نصيب من الأصوات يحصل عليه حزب من الأحزاب في طول الهند وعرضها في أي انتخابات عامة منذ إعادة تأسيس الحزب عام 1980.

قد يهمك ايضا : 

حزب "مودي" يعلن فوزه في أربع ولايات في الانتخابات الهندية

توقعات بهزيمة ساحقة للحزب الحاكم في الانتخابات الهندية

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

فوز ناريندرا مودي بولاية ثانية يعيد رسم خريطة الهند السياسية فوز ناريندرا مودي بولاية ثانية يعيد رسم خريطة الهند السياسية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 14:01 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج السرطان الخميس 29-10-2020

GMT 18:13 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج السرطان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة

GMT 18:13 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

تونس تتسلم أكثر من 300 ألف جرعة لقاح فايزر من أميركا

GMT 17:18 2021 السبت ,23 كانون الثاني / يناير

تعرف على أفضل وأهم السيارات العائلية في 2021

GMT 12:36 2020 الجمعة ,23 تشرين الأول / أكتوبر

30 مليار قيمة خسائر المطاعم في تونس بسبب أزمة كورونا

GMT 09:52 2021 الإثنين ,06 كانون الأول / ديسمبر

3000 مصاب بالسيدا يرفضون المتابعة الطبية في تونس

GMT 20:14 2018 الثلاثاء ,06 تشرين الثاني / نوفمبر

غرق 20 فدانًا ومنازل بسبب زيادة منسوب ترعة في الشرقية

GMT 00:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

نصائح لاختيار العطور المناسبة لفصل الصيف

GMT 16:47 2021 الجمعة ,15 كانون الثاني / يناير

الأبراج تكشف لك سبب غيرة الآخرين منك

GMT 19:25 2018 الجمعة ,12 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي على حيل مميزة لاستخدام المكياج بطرق مختلفة

GMT 13:14 2020 الأربعاء ,09 كانون الأول / ديسمبر

موديلات سلاسل ذهب أبيض ناعمة

GMT 15:16 2021 الخميس ,23 أيلول / سبتمبر

مفكرة القرية: أعزلان

GMT 08:27 2018 الأربعاء ,04 تموز / يوليو

سعر السجائر

GMT 00:56 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

طريقة إخفاء الذقن المزدوجة بالمكياج

GMT 08:24 2019 الإثنين ,27 أيار / مايو

مرحبا بالبرهان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia