أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تحشيد متقابل لجلسة البرلمان العراقي الثلاثاء بين تحالفي "البناء" و"الإصلاح"

أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية

زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر مع رئيس «تحالف الفتح» العراقي هادي العامري
بغداد ـ نهال قباني

قلّل قيادي في كتلة "الفتح"، بزعامة هادي العامري، من إمكانية حصول خلافات عميقة بينها وبين كتلة "سائرون" بزعامة مقتدى الصدر، إذا تم تمرير المرشح لمنصب وزير الداخلية، فالح الفياض، بالأغلبية. غير أن قيادياً صدرياً بارزاً حذَّر من أزمة عميقة قد تترتب على ذلك. وطبقاً للمعلومات التي حصلت عليها "الشرق الأوسط" من مصادر مطلعة، فإن تحالف "البناء"، و"تحالف الإصلاح"، باشرا بحشد النواب من أجل تمرير الفياض لمنصب الداخلية بالنسبة لـ"البناء"، وعدم تمريره بالنسبة لـ"سائرون"، في وقت تؤكد فيه المصادر ذاتها أن جلسة الثلاثاء سوف تشهد تمرير باقي الوزراء، وعددهم ثمانية، بمن فيهم وزيرا الداخلية والدفاع.

وقال نعيم العبودي، عضو البرلمان عن كتلة "الفتح"، أنه "سيتم تقديم الكابينة الحكومية كاملة بمن فيهم فالح الفياض إلى البرلمان الثلاثاء، وفي حال اختلفنا في وجهات النظر نحن و(سائرون) حول ذلك، فإنه لا بد أن تكون هناك قواعد لهذه الخلافات". وأضاف العبودي أن "واحدة من هذه القواعد هي إما يحصل الفياض على ثقة البرلمانيين ويكون وزيراً للداخلية أو يرفض إن استطاعت كتلة (سائرون) أن تجمع أكثر من النصف زائد واحد، وبالتالي تبقى هناك قواعد، وهذا لا يعني أن تكون هناك كسر إرادة"، مبيناً أن "هنالك كثيراً من القضايا الأساسية التي تراجعت عنها كتلة (البناء) حفاظاً على التوافق، لذا فإن اختلفنا حول فالح الفياض سيكون أمامنا خياران؛ فإما أن نذهب إلى رئيس الوزراء، ويكون قرار القبول أو الرفض منوطاً به وسنلتزم بذلك، أو نلجأ إلى البرلمان".

من جهته، قال القيادي البارز في التيار الصدري حاكم الزاملي إن "كتلة البناء في حال أخذت بخيار الأغلبية البرلمانية وكسرت حاجز التوافق بين الصدر والعامري فإن مثل هذا الأمر لن يمر دون عواقب يمكن أن تؤثر على العملية السياسية برمتها". وأضاف الزاملي الذي كان رئيساً للجنة الأمن والدفاع في البرلمان السابق أن "الشارع العراقي أصبح تماماً بالضد من المحاصصة العرقية والطائفية"، لافتاً إلى أنه "لو أمعنَّا النظر في الوزراء الذين جاءت بهم كتلة (البناء)، فإن أغلبهم يتبعونها وتحت سيطرتها بينما لا تملك (سائرون) أي وزير في هذه الحكومة، لأنها تركت الخيار لرئيس الحكومة نفسه".

وأوضح الزاملي أن "هذا السعي في فرض إرادة معينة باسم الأغلبية سيبعث شعوراً سلبياً لدى جماهير (سائرون) بأنها باتت مهمشة، بينما الطرف الآخر سيكون له تأثير في الساحة، خصوصاً بعد تولي معظم مرشحيه المناصب الأمنية، مثل هيئة الحشد ووزارة الداخلية والأمن الوطني والمخابرات والأجهزة الاستخباراتية الأخرى". وأكد الزاملي أن "مثل هذا الأمر سيؤثر كثيراً على الساحة العراقية وعواقبه وخيمة على الشارع السياسي العام". واختتم الزاملي تصريحه لـ"الشرق الأوسط" بالقول: إن "هذه الحكومة في حال استمرت في ارتكاب مثل هذا الأخطاء، فإنها قد لا تستمر".

من جهته، أكد حسن توران نائب رئيس الجبهة التركمانية وعضو البرلمان، في تصريح مماثل لـ"الشرق الأوسط"، أن "المرحلة المقبلة يشوبها القلق، لأنه حدثت خروقات دستورية وتم التغاضي عنها، ومنها تشكيل الكتلة الأكبر، وبالتالي أصبحت الحكومة تُشكَّل على أساس التوافقات". وأضاف أن تفكيك التحالف بين (الفتح) و(سائرون) قد يؤدي إلى إفشال الحكومة، وإدخال البلد في أزمة دستورية وفراغ حقيقيين. وأوضح أن الأمر يتطلب تطويق هذه الأزمة وإسناد الوزارات المتبقية وعددها 8 إلى كفاءات ومهنيين خصوصاً الوزارات الأمنية.

أما جاسم الحلفي، عضو المكتب السياسي للحزب "الشيوعي" العراقي، والقيادي في تحالف (سائرون)، فقال لـ"الشرق الأوسط": أن "المشكلة كانت قد بدأت في البرلمان بشأن تحديد الكتلة الأكبر، في وقت يعيش فيه العراقيون أوضاعاً معيشية صعبة، وبالتالي رأينا أنه من غير المناسب الاستمرار في هذا الجدل في وقت نحتاج فيه إلى بدء العمل الحقيقي لتحقيق الأمن والخدمات للمواطن العراقي".

وأضاف الحلفي أن "الاتفاق الذي تم الإعلان عنه بين (سائرون) و(الفتح) هو أن العراق أكبر من الكتلة الأكبر، وبالفعل تم المضي في هذا الاتفاق بدءاً من اختيار عادل عبد المهدي لرئاسةالحكومة في وقت نأت فيه كتلة (سائرون) عن المشاركة في الحكومة حين منحت عبد المهدي حرية اختيار الوزراء". وأوضح الحلفي: "كان قد تم الاتفاق على إسناد الوزارات الأمنية إلى شخصيات مستقلة ومهنية بعيدة عن الأحزاب والمحاصصة بينما باقي الوزراء يجب أن يكونوا تكنوقراطاً"، مبيناً أن "ما نراه اليوم مخالف لما تم الاتفاق عليه، وذلك لجهة ادعاء (البناء) بأنها الكتلة الأكبر، إذ إن السؤال الذي يطرح نفسه هو: من أين جاء هذا الادعاء إذ إنه لم يجر تسجيل هذه الكتلة خلال الجلسة الأولى للبرلمان، مثلما ينص الدستور، كما لم يقدم أحد شكوى بهذا الخصوص إلى المحكمة الاتحادية".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية أزمة صامتة بين كتلتي الصدر والعامري حول تمرير الفياض لمنصب وزير الداخلية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia