حزب الله اللبناني يشارك بفاعلية هذا العام في إحياء عيد الميلاد بدعم من إيران
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أقام احتفالاً في ضاحية بيروت الجنوبية و"بابا نويل" وزَّع هداياه على الحضور

"حزب الله" اللبناني يشارك بفاعلية هذا العام في إحياء عيد الميلاد بدعم من إيران

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "حزب الله" اللبناني يشارك بفاعلية هذا العام في إحياء عيد الميلاد بدعم من إيران

اجواء عيد الميلاد المجيد
طهران ـ مهدي موسوي

صَعَدَ الملحق الثقافي الإيراني في لبنان محمد مهدي شريامدار، على خشبة المسرح، وكان محاطا بالرايات التي تحمل وجوه أهم شخصيتين من السلطات الدينية في إيران، آية الله الخميني، مؤسس الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وآية الله خامنئي، القائد الأعلى الحالي، وإلى يسار الخميني، كانت شجرة عيد الميلاد المتلألئة، والتي تعتليها النجمة الذهبية، وزينة الملائكة، وقبعة سانتا كلوز (بابا نويل) بين فروعها، والثلج الاصطناعي.

وقال شريامدار أمام الحضور:" نحتفل اليوم بعيد ميلاد المسيح، وكذلك الذكرى الأربعين للثورة الإسلامية."، وحينها ظهر إلياس هاشم، متحدث آخر، وقد كتب قصيدة مخصصة لهذا الحدث، قائلا:" ولد يسوع المخلص، ملك السلام، ابن مريم، محرر العبيد. يشفي من الأمراض، الملائكة تحميه، يحتضنه الإنجيل والقرآن."

وقال متحدث ثالث، وهو مفتي الطائفة الشيعية الجديدة في لبنان، أحمد قبلان:" نحتفل بتمرد"، وعنى بذلك "تمرد يسوع المسيح"، مضيفا:" المسيحيون والمسلمون عائلة واحدة، ضد الفساد، مع العدالة الاجتماعية، ضد السلطوية وإسرائيل، مع الجيش اللبناني والمقاومة."

ودعمت إيران هذا التجمع الذي كان غالبية حضوره من الشيعة الملتزمين، من الضاحية الجنوبية لبيروت، والتي يسيطر عليها "حزب الله"، وفي بعض الأحيان هتف التجمع للنبي محمد. وبدأت بعد ذلك فرقتان موسيقيتان إيرانيتان بعزف التراتيل الآشورية والفارسية، وسط تصفيق الحضور.

ومنذ تأسيس لبنان، سار هذا البلد على حبل مشدود، لم يكن ناجحا على الدوام، حيث يشكل المسلمون والمسيحيون الـ18 طائفة المعترف بها رسميا في البلاد، فبعد 30 عاما من إنتهاء الحرب الأهلية التي قسّمت العاصمة بيروت الى جزءين، يختلط الآن المسلمون والمسيحيون من مختلف الطوائف، في الأماكن العامة والعمل والمنازل، بشكل يومي.

وقد يهمك ايضًا :

إضاءة شجرة عيد الميلاد في قطاع غزة وسط أجواء احتفالية

ولكن مناسبات قليلة تشكل الإطار اليومي لمبدأ التعايش الديني، مثل وقت احتفالات عيد الميلاد في لبنان، فهو مناسبة مهمة، لبلد يشكل عدد سكانه نسبة كبيرة من المسيحيين، ولكن نصف النساء اللواتي يلتقطن الصور وخلفهن شجرة عيد الميلاد الضخمة، مسلمات يرتدين الحجاب، وينتظر أمهات الأطفال محجبات وغير محجبات، في طابور طويل في مركز "سيتي سنتر" للتسوق، لالتقاط الصور مع "سانتا كلوز"، وتقديم قوائم أمنيات الأطفال. كما يتبادل تلاميذ المدارس من جميع الطوائف هدايا "بابا نويل" السرية في الصف.  

وشارك "حزب الله" في الاحتفالات هذا العام، ففي السنوات الماضية، لبس أحد أفراد الحزب ثياب "سانتا كلوز" لتوزيع الهدايا على سكان ضواحي بيروت الجنوبية، وهذا العام دعمت إيران الحفل، ولكن لم يكن هناك "السانتا"، نظرا للضائقة المالية.

ويقول المحللون إن هذه الاحتفالات كانت مقصودة لإظهار إندماج حزب الله كقوة سياسية وعسكرية رئيسية في المجتمع اللبناني، وإبراز تحالفته السياسية مع الأحزاب المسيحية. ولكن مثلما حدث مع عدد كبير من العلمانيين الأميركيين، أثبتت الجاذبية التجارية لعيد الميلاد المجيد أنها أقوى بالنسبة للكثير من غير المسيحيين، وهذا ما حدث في لبنان.

وقالت ربى زيور، إمرأة مسلمة جاءت إلى مركز تسوق "سيتي سنتر"، مع عائلتها لاتقاط الصور بجانب شجرة عيد الميلاد:" نحن لبنانيون.. نريد الهدايا."، كما أنها زيت شجرة صغيرة في منزلها.

ولم تكن ندى سويدان، محاسبة، تتسوق في المركز التجاري، متأكدة من مدى استيفاء "سانتا" من قائمة أمنياتها لهذا العام، وذهبت إلى المركز التجاري مع عائلتها، وقالت:"يعتبر يسوع نبيا في الإسلام. المسيح ليس فقط للمسيحيين."

وقال محمد إبراهيم، شاب وهو عامل كهربائي، كان يلتقط صورة مع زوجته تغريد، أمام الشجرة:" نحن بحاجة إلى بابا نويل حقيقي يأخذ كل اللبنانيين بعيدا. إلى أي مكان، أي شيء أفضل من هنا." ولفتت زوجته إلى أنه في قريتها التي تربت فيها، كان هناك رجل يرتدي زي "بابا نويل"، ويطرق الأبواب لتقديم الهدايا، قائلة:" الكل يحتفل بعيد الميلاد، تشعر أن الجميع متشابهين."

ولا يحتفل المسلمون المتشددون بعيد الميلاد، حيث تلقى اللبنانيون المسلمون في عام 2015، رسائل تحذرهم من الاحتفال، وتم إحراق بعض أشجار عيد الميلاد، في طرابلس، المدينة الشمالية ذات الأغلبية المسلمة من الطائفة السنية. ولكن لم تحدث مثل هذه الحالات في الجنوب الشيعي، حتى خلال الحرب الأهلية اللبنانية، التي بدأت في 1975 وانتهت في 1990.

وقد يهمك ايضًا:

أزمة تشكيل الحكومة تتصاعد في لبنان رغم نفي الفرقاء

رامي الحمد الله يضيء شجرة عيد الميلاد في ساحة كنيسة المهد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حزب الله اللبناني يشارك بفاعلية هذا العام في إحياء عيد الميلاد بدعم من إيران حزب الله اللبناني يشارك بفاعلية هذا العام في إحياء عيد الميلاد بدعم من إيران



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia