عدد من عناصر من الجيش الحر يحملون أسلحة
دمشق ـ جورج الشامي
قال تقرير لمنظمة هيومان رايتس واتش المعنية بقضايا حقوق الإنسان إن القوات السورية تشن هجمات "متعمدة وعشوائية" ضد المدنيين السوريين فيما إنتقد التقرير تمركز المعارضة السورية المسلحة في مناطق ذات كثافة سكنية عالية وهو ما يرفع عدد الضحايا بين المدنيين .
وتزامن تقرير منظمة هيومان رايتس واتش التى تتخذ
من مدينة نيويورك مقرًا لها مع إرتفاع حصيلة عدد الشهداء الى 45 شهيدا سقطوا جراء إطلاق الرصاص والقصف والاعدام الميداني والاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب المعارضة المقاتلة التي دارت يوم امس في بلدتي الصنمين وغباغب بمحافظة درعا .
وأفادت منظمة هيومان رايتس واتش أنها وثقت 59 من تلك "الوقائع المروعة"، التي أودت بحياة آلاف المدنيين في إنتهاك صارخ للقوانين الدولية، خلال زيارات قامت بها لـ 52 موقعا شمالي غرب سورية.
وقالت هيومن رايتس ووتش في تقريرها الصادر، الخميس، إن القوات الجوية السورية شنت غارات جوية عديدة بشكل عشوائي ومتعمد في بعض الأحيان ضد المدنيين، معتبرة هذه الغارات انها إنتهاكات جسيمة للقانون الدولي الإنساني ، ويُعد مَن إرتكبها بنية إجرامية مجرم حرب.
وأوضحت المنظمة أن تقريرها الذي يحمل عنوان "موتٌ من السماء: الغارات الجوية المتعمدة والعشوائية على المدنيين" الصادر في 80 صفحة، يستند إلى زيارات لخمسين موقعاً لغارات جوية حكومية على مناطق تسيطر عليها المعارضة في محافظات حلب وإدلب واللاذقية، وأكثر من 140 مقابلة مع شهود وضحايا، حيث أسفرت الغارات الجوية التي وثقتها هيومن رايتس ووتش عن مقتل ما لا يقل عن 152 مدنياً، وطبقاً لشبكة محلية من النشطاء السوريين، قتلت الغارات الجوية منذ تموز/يوليو 2012 أكثر من 4300 مدني في شتى أنحاء سوريا.
وقال أولى سولفانغ، باحث الطوارئ في هيومن رايتس ووتش الذي زار المواقع وقابل العديد من الضحايا والشهود إنه "في قرية إثر قرية، نجد المدنيين في رعب من قوات بلدهم الجوية، لقد قتلت هذه الغارات الجوية غير القانونية وأصابت العديد من المدنيين، ومهدت طريق الدمار والخوف والتهجير".
ومن خلال تحقيقات في مواقع الغارات ومقابلات، جمعت هيومن رايتس ووتش معلومات تشير إلى أن القوات الحكومية تعمدت إستهداف أربعة مخابز كان المدنيون يقفون فيها في طوابير ينتظرون الخبز، وقد شهدت هذه المخابز الأربعة ثماني غارات، كما أصيبت مخابز أخرى بالقصف المدفعي، كما يظهر بقوة من الغارات الجوية المتكررة على مستشفيين في مناطق زارتها هيومن رايتس ووتش أن الحكومة قد تعمدت أيضاً إستهداف هذه المنشآت، وقت زيارات هيومن رايتس ووتش للمستشفيين، كانا قد تعرضا لسبع هجمات.
وذكرت المنظمة انه بالإضافة إلى الغارات على المخابز والمستشفيات، فقد سجلت 44 حالة أخرى من الغارات الجوية كانت غير قانونية بموجب قوانين الحرب، كون أن القوات السورية إستخدمت أساليب ووسائل للحرب مثل القنابل غير الموجهة التي تم إسقاطها من مروحيات تحلق على ارتفاعات عالية لا يمكنها في ظل الظروف التي اُستخدمت فيها أن تميّز بين المدنيين والمقاتلين، ومن ثم فهي عشوائية.
وقالت إنه في الغارات التي حققت فيها هيومن رايتس ووتش وعلى الرغم من الخسائر الضخمة في صفوف المدنيين كانت الخسائر التي تكبدتها مقرات المعارضة والمرافق العسكرية المحتملة الأخرى قليلة للغاية. وبقدر ما أمكن لـ هيومن رايتس ووتش التأكد، لم تقع إصابات أو خسائر في صفوف مقاتلي المعارضة.
وافادت المنظمة انه على سبيل المثال، أسقطت طائرة قنبلتين على بلدة أخترين شمالي حلب حوالي الساعة 1 مساء يوم 7 تشرين الثاني /نوفمبر 2012، فدمّرت ثلاثة بيوت وقتلت سبعة مدنيين، بينهم خمسة أطفال كما أصابت الغارة خمسة أطفال آخرين جميعهم تحت سن خمس سنوات.
وتوصلت هيومن رايتس ووتش إلى وجود هدف عسكري محتمل إلى جوار موقع الغارة، وهي بناية على مسافة 50 متراً كان مقاتلو المعارضة يستخدمونها وقت الهجوم. لكن لحقت أضرار خفيفة لا أكثر بهذه البناية في غارة لاحقة.
ونقل باحث هيومن رايتس ووتش عن جار كان قد هرع إلى موقع الغارة بعد وقوعها، قوله إن "الوضع كان مأساوياً، تحولت المباني إلى أكوام من الأنقاض، بدأنا في إخراج الناس فقط باستخدام أيدينا والمعاول،سقطت خزانة وجدار على الأطفال، كانوا ما زالوا أحياءً عندما وجدناهم، لكن ماتوا بعد قليل قبل أن نأخذهم إلى بيت عمهم، لا توجد هنا عيادة أو مركز طبي."
وتابعت المنظمة القول لقد " إشتمل إستخدام الحكومة السورية لأساليب هجوم غير قانونية بما فيها استخدام الذخائر العنقودية، وهي أسلحة تحظرها أغلب الدول نظراً لطبيعتها العشوائية، إذ وثقت هيومن رايتس ووتش إستخدام الحكومة السورية لأكثر من 150 قنبلة عنقودية في 119 موقعاً تشرين الأول 2012. كما وثقت إستخدام الحكومة لأسلحة محرقة يجب على الأقل أن تُحظر في المناطق المأهولة بالسكان .
وقالت إنها تمكنت من زيارة المواقع التي تسيطر عليها المعارضة في شمال سوريا فقط لأن الحكومة منعت هيومن رايتس ووتش من دخول سائر مناطق سورية الأخرى. في حين توجد حاجة إلى المزيد من التحقيقات، فإن المقابلات مع شهود وضحايا الغارات الجوية في مناطق سوريا الأخرى تشير إلى وجود نفس النمط من الغارات غير القانونية في تلك المناطق.
وأعربت هيومن رايتس ووتش عن الاعتقاد أنه يجب أن يحرك هذا التقرير الجهود الدولية من أجل وقف الغارات الجوية المتعمدة والعشوائية وغير المتناسبة والهجمات الأخرى ضد المدنيين، بما في ذلك أي استخدام للذخائر العنقودية أو الصواريخ الباليستية أو الأسلحة المحرقة أو الأسلحة الانفجارية واسعة النطاق في المناطق المأهولة بالسكان. كما أن المعلومات التي جمعناها كفيلة بأن تساعد من يسعون إلى تقديم من ارتكبوا هذه الجرائم إلى العدالة.
كما تدعو هيومن رايتس ووتش الحكومات والشركات لأن تكف فوراً عن بيع أو إمداد السلطات السورية بالأسلحة والذخائر والمواد ذات الصلة، نظراً لوجود أدلة دامغة على أن الحكومة السورية ترتكب جرائم ضد الإنسانية، وهذا إلى حين تكف سوريا عن ارتكاب هذه الجرائم. يجب على المجتمع الدولي تحديداً أن يضغط على العراق لكي يتأكد من عدم مرور أسلحة من روسيا أو إيران إلى سورية عبر أراضيه، ولهذا الغرض يجب أن يسمح بمراقبة مستقلة من الغير للتفتيش على القوافل البرية والرحلات الجوية التي تعبر الأراضي والمجال الجوي العراقيين في طريقها إلى سورية.
وقال أولى سولفانغ: "إن مجلس الأمن قد أخفق، إلى درجة كبيرة بسبب استخدام روسيا والصين لحق الفيتو، أخفق في اتخاذ أي خطوات حقيقية فعالة للمساعدة في حماية المدنيين في سورية. لكن يجب ألا يمنع هذا الحكومات المعنية من تصعيد جهودها للضغط على الحكومة السورية كي تكف عن هذه الانتهاكات"
وتزامن تقرير منظمة هيومان رايتس واتش مع إرتفاع حصيلة عدد الشهداء الى 45 شهيدا سقطوا جراء إطلاق الرصاص والقصف والاعدام الميداني والاشتباكات بين القوات النظامية السورية ومقاتلين من كتائب المعارضة المقاتلة التي دارت يوم الأربعاء، في بلدتي الصنمين وغباغب بمحافظة درعا .
وقالت لجان معنية بحقوق الانسان إن من بين الشهداء خمسة اطفال دون سن الـ18 وسبع سيدات ومالايقل عن 16 شهيدا من الكتائب المقاتلة و 3 شهداء مجهولي الهوية بينهم طفل والعدد مرشح للارتفاع بسبب وجود معلومات عن اكثر من 40 جريحا بعضهم بحالات خطرة ووجود مفقودين كما استشهد ثلاثة جنود لدى محاولتهم الانشقاق عن القوات النظامية .
أرسل تعليقك