منطقة غارمسير نموذج الغرب الأمثل لنمط الحياة في أفغانستان
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

وسط غموض يحيط بمستقبلها بعد رحيل القوات الأميركية

منطقة غارمسير "نموذج الغرب الأمثل" لنمط الحياة في أفغانستان

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - منطقة غارمسير "نموذج الغرب الأمثل" لنمط الحياة في أفغانستان

دورية أميركية تمشط أحد الأسواق في منطقة غارمسير جنوب إقليم هيلماند الأفغاني

كابول ـ أعظم خان أكد المحللون السياسيون، أن الوضع في منطقة غامسير في جنوب إقليم هيلماند الأفغاني، يُمثل نجاحًا لقوات حلف شمال الأطلسي "الناتو" في أفغانستان، إلا أن مستقبل هذه المنطقة يحوطه الغموض والشكوك، حيث تستعد قوات المارينز الأميركية "المخطط والمساهم الرئيسي في حالة الاستقرار الحالي الذي تشهده المنطقة"، للانسحاب من البلاد بحلول العام 2014، وسط تساؤلات عما إذا كان بمقدور القوات الأمنية الأفغانية، أن تتولى مهمة الحفاظ على الاستقرار الراهن في المستقبل بعد رحيل الأميركيين.
وذكرت صحيفة "الغارديان" البريطانية أن "قرى وحقول غامسير أشبه بثعبان يتلوى عبر الصحاري في جنوب أفغانستان، إذ تتكون من كتلة من البيوت الطينية وعدد من قنوات الري والأسواق المحيطة بعاصمة الحي، وهي عبارة عن شريط ضيق ينتج القطن وخشخاش الأفيون والقمح، ويسير هذا الشريط بمحاذاة مجرى نهر هيلماند في اتجاه باكستان وإيران، وأن غالبية أراضي هذه المنطقة كانت في حوزة حركة (طالبان)، فجاءت قوات المارينز الأميركية وصبت مئات الملايين من الدولارات لإصلاح هذا الركن الفقير في إقليم هو في الأصل فقير، وأن آثار تلك التحولات والجهود تبدو في ازدحام البازارات والأسواق والطرق المزدحمة وعودة الحياة إلى البيوت".
ونقلت الصحيفة عن قائد في قوات المارينز الأميركية الموجودة في غارمسير، الكابتن ديفين بلويز قوله، إن "المقارنة بين وضع المنطقة اليوم، ووضعها قبل عامين، كالمقارنة بين الليل والنهار، وكان على الناس في هذه المنطقة إما أن تغادر إلى منطقة أكثر استقرارًا أو التعاون مع (طالبان)، وأنه من المحتمل أن يكون هناك عدد قليل من مقاتلي الحركة في غارمسير، إلا أن جنود قاعدة (الناتو) الرئيسة هناك ينعمون براحة نسبية داخل مجمع مزود بالإنترنت ومتكامل الخدمات وتناول وجبات يتم طبخها يوميًا، وأن حالة الوفيات الوحيدة في صفوف المارينز كانت على يد موظف مسلح في الشرطة قام بقتل ثلاثة من الجنود في جيمنازيوم داخل القاعدة الرئيسة، أما خارج القاعدة فنادرًا ما يتعرض الجنود لإطلاق نار".
وأضاف بلويز "أما عن قوات الأمن الأفغانية التي عادة ما تختفي عندما يتزايد العنف، فقد عادت لتتسلم عددًا من المراكز الأمامية التي كانت تتولاها قوات المارينز على مسافة 70 كيلومترًا، تمتد بطول النهر ومزارع القطن والأفيون، وهي المسافة التي تتكون منها منطقة غامسير، كما يتولى الخدمات الصحية والتعليمية والقضائية الآن عدد من المسؤولين المدنيين".
وقالت "الغارديان"، إنه "في الوقت الذي تستعد فيه قوات (الناتو) للانسحاب من أفغانستان بحلول العام 2014، يمكن تقديم منطقة غامسير كنموذج لما يرغب الغرب تركه في أفغانستان، إذ شهدت المنطقة خفضًا حادًا في معدلات العنف، كما أن قوات الأمن الأفغانية تعمل بجد ونشاط في تحدي أفراد المقاومة، كما تقوم الحكومة بتوفير الخدمات الأساسية مثل المدارس والعيادات الطبية، إلا أن المشكلة تكمن في أن قوات المارينز الأميركية التي كانت بمثابة المخطط والمساهم الرئيسي في حالة الاستقرار الحالي الذي تشهده المنطقة، ستغادر قريبًا، ومن غير الواضح ما إذا كان بمقدور الفروع الغير منتظمة للحكومة المركزية وقواتها الأمنية أن تتولى المهمة وتحافظ على الاستقرار الراهن في المستقبل بعد رحيل الأميركيين".
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن "غالبية الناس في ظل مخاطر المسقبل في غامسير، حيث تعيش العائلات على زراعة الخشخاش والقطن، لم يقرروا بعد خياراتهم نحو المستقبل، وهناك البعض الذي قرر الوقوف إلى جانب الحكومة في صراعها ضد (طالبان)، إلا أن البعض الآخر - كما يعترف المسؤولون - لا يشارك في الصراع المرير الذي لا تبدو له نهاية".
وقال حاكم منطقة غارمسير أيوب عمر، إن "هؤلاء لا يعارضون الحكومة، ولكن لا تربطهم بالحكومة علاقات طيبة، فهم فلاحون بسطاء ويقفون موقف المتفرج في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الصراع ومن سيكون الفائز: الحكومة أم طالبان؟ وأيًا كان الفائر، فإنهم سيتعاونون معه"، فيما يُبدي آخرون استياءهم من الحكومة، لأنهم يشعرون بأنها لم تقدم له إلا القليل، كما أنهم ينظرون إلى قوات الأمن على أنهم "ضيوف عابرين على أقل تقدير أو دخلاء على البلد على أكثر تقديرفهم فلاحون بسطاء ويقفون موقف المتفرج في انتظار ما ستسفر عنه نتائج الصراع ومن سيكون الفائز : الحكومة أم طالبان؟ وأيًا كان الفائر، فإنهم سيتعاونون معه".
وهناك من يبدي استياءه من الحكومة، لأنه يشعر بأنها لم تقدم له إلا القليل، كما أنهم ينظرون إلى قوات الأمن على أنهم "ضيوف عابرين على أقل تقدير أو دخلاء على البلد على أكثر تقدير".
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

منطقة غارمسير نموذج الغرب الأمثل لنمط الحياة في أفغانستان منطقة غارمسير نموذج الغرب الأمثل لنمط الحياة في أفغانستان



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia