حماس تعتبر قرار إغلاق الأنفاق تجديدًا للحصار وحكمًا بعودته رسميًا
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مع تصعيد مصر حملتها الأمنية للتخلص منها نهائيًا وتأكيدها عدم التراجع

"حماس" تعتبر قرار إغلاق الأنفاق تجديدًا للحصار وحكمًا بعودته رسميًا

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "حماس" تعتبر قرار إغلاق الأنفاق تجديدًا للحصار وحكمًا بعودته رسميًا

صورة من الارشيف لنفق حديدي مع مصر

غزة،رفح ـ محمد حبيب/يسري محمد دانت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، الإغراق المتكرر للأنفاق الحدودية مع مصر بالمياه، معتبرة أنه "تجديد للحصار" المفروض على القطاع، ودعت مصر إلى فتح معبر رفح وإلزام إسرائيل برفع الحصار، فيما أوضح مصدر مصري أن "القاهرة عازمة على التخلص نهائيًا من الأنفاق، بعدما أصبحت مجرد وسيلة يتاجر بها وليس لها علاقة بالتخفيف عن معاناة الشعب الفلسطيني، حيث يقوم الجيش المصري بضخ المياه داخل تلك الأنفاق منذ أكثر من أسبوع تقريبًا".
وقالت مصادر في "حماس" لـ"العرب اليوم"، طلبت عدم ذكر اسمها، إن "الجيش المصري عمد منذ مطلع العام الجاري إلى تصعيد استهداف عمل أنفاق التهريب وتعطيل حركة تدفق البضائع من خلالها، إلى جانب إغلاق عدد من الأنفاق عبر إغراقها بالمياه، وأنه يعمل منذ مطلع العام الجاري، على نشر مزيد من وحداته على الشريط الحدودي، وإنشاء مواقع وتجهيزها لوجستيًا مع مدها بالتيار الكهربائي والاتصالات الأرضية بشكل منفصل عن مدينة رفح المصرية، كما قام الجيش بتشييد حوالي 10 أبار مياه ارتوازية على طول الشريط الحدودي، بهدف إغراق الأنفاق بمياه الصرف الصحي فور الحاجة لذلك، عبر وحدة هندسية خاصة"، موضحة أن "المياه الجوفية المستخرجة من تلك الآبار كافية لإغراق باطن الحدود وإحداث انهيارات قاتلة ومدمرة في الأنفاق المنتشرة على الشريط الحدودي، والذي يمتد مسافة 13 كيلو مترًا".
وجرى خلال الأيام الأخيرة استهداف عدد من الأنفاق في حي السلام، شرق رفح، وذلك من خلال إغراقها بالمياه ومن ثم ردمها بالحجارة، وقدر عمّال وملاك أنفاق في الجانب الفلسطيني من الحدود مع مصر عدد الأنفاق العاملة حاليًا بنحو 400 إلى 500 نفق، فيما لجأ ملاك أنفاق إلى تركيب مضخات كبيرة بداخلها لشفط المياه العادمة التي ضخها الجيش المصري، وأدى العمل في هذه الأنفاق البدائية إلى مقتل أكثر من 200 عامل غالبيتهم سحقًا بالرمال.
وأكد مصدر عسكري مسؤول، لـ"بوابة الأهرام"، أن عدد الأنفاق الموجودة على الشريط الحدودي في رفح، والتي تم التوصل إليها يبلغ 225 نفقًا، نافيًا الأرقام الضخمة التي ترددت في هذا الصدد، وأنه إذا تم حساب أن كل نفق له مخارج عدة داخل المنازل المصرية ويصعب كشفها وبذلك نكون أمام نحو 550 فتحة نفق، موضحًا أن جهود القوات المسلحة مستمرة بكل الطرق لإغلاقها، وأن عمليات هدم الأنفاق مستمرة ولم تتوقف، من خلال آليات جديدة وطرق متنوعة، أهمها استخدام المياه لغمر تلك الأنفاق وإفساد تربتها، لافتًا إلى أن القوات المسلحة بدأت بالفعل في هدم الأنفاق الرئيسة التي تقع في نطاق الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة، وأن القوات المسلحة تسعى إلى حفظ الأمن والاستقرار في شبه جزيرة سيناء، خلال المرحلة الجارية، حيث قامت بعدد من الكمائن الثابتة والمتحركة والعمل على مساعدة الشرطة المدنية في تأمين المواقع الحيوية المهمة بها.
وقال محافظ سابق لشمال سيناء، وقائد عسكري سابق في الجيش المصري، إن غمر الأنفاق بمياه الصرف الصحي ليس تكتيكًا جديدًا، بل إنه إحدى الوسائل المتبعة في الجيش لتدمير تلك الأنفاق، موضحًا أن القوات تلجأ إلى هذه الوسيلة عندما يكون النفق مجاورًا لمنطقة سكنية أو منشآت لمواطنين، وتخشى من أن يؤدي تفجير النفق إلى انهيارات أرضية تؤثر في منازل أهالي سيناء في هذه المنطقة، فيما ذكرت مصادر داخل غزة أن قوات الأمن المصرية عمدت إلى ملء عدد من الأنفاق بمياه الصرف الصحي منذ الأسبوع الماضي، مما أدى إلى إغلاقها تمامًا، كمحاولة لوقف نشاط التهريب، ويخشى العاملون في هذه الأنفاق من وقوع انهيارات داخلها بعد ملئها بالمياه، حيث قالت تقارير إعلامية إن عدد الأنفاق بين غزة وسيناء يبلغ نحو 1200 نفق.
ودانت حركة "حماس"، السبت، الإغراق المتكرر للأنفاق الحدودية مع مصر بالمياه، معتبرة أنه "تجديد للحصار" المفروض على القطاع، ودعت مصر إلى فتح معبر رفح وإلزام إسرائيل برفع الحصار، حيث قال القيادي في "حماس" خليل الحية، إن "الأنفاق الحدودية مع مصر كانت خيارًا وحيدًا أمام الفلسطينيين لمواجهة الحصار، وإغراقها المتكرر بالمياه في ظل الحصار، هو حكم بعودة الحصار بقرار رسمي مسبق"، مضيفًا "إنه تجديد للحصار.. ومصر لا تريد ذلك"، داعيًا مصر إلى "فتح معبر رفح أمام البضائع والأفراد، وإلزام الاحتلال الإسرائيلي بفتح المعابر، وإنهاء الحصار بشكل كامل عن قطاع غزة".
وقال شهود عيان ومصادر أمنية في منطقتي الصرصورية والجندي المجهول الحدوديتين في رفح المصرية، إن السلطات المصرية تواصل عمليات تدمير الأنفاق الحدودية أسفل الحدود بين قطاع غزة والأراضي المصرية، والتي سبق وأن قام الجيش المصري بتدمير العشرات منها، ضمن الحملة الأمنية التي أعلنتها السلطات في أعقاب الهجوم المسلح على نقطة حدودية في رفح، والذي أسفر عن مقتل 16 ضابطًا وجنديًا مصريًا، وأعاد أصحاب تلك الأنفاق تطهيرها من جديد، وإعادتها للعمل على الرغم من التحذيرات الأمنية.
وقال عدد من سكان المنطقتين: إن الجيش المصري يقوم بضخ المياه داخل تلك الأنفاق، التي تستخدم في تهريب السلع ومواد البناء إلى قطاع غزة منذ أكثر من أسبوع تقريبًا، مشيرين إلى أن القوات المصرية حفرت بئرًا للمياه بالقرب من الحدود مع غزة في منطقة الصرصورية، وتم مد خطوط مياه في خراطيم بلاستيكية على سطح الأرض بطول المنطقة الحدودية، وبخاصة مقابل المنطقتين، بهدف نقل المياه من البئر عن طريق محركات رفع المياه إلى داخل الأنفاق الأرضية، مما اضطر أصحاب هذه الأنفاق إلى وقف العمل فيها خشية انهيارها، وأن الجيش بدأ بهاتين المنطقتين ذات الطبيعة الرملية والأرض الرخوة وسريعة الانهيار بتعرضها إلى الغمر بالمياه، خلاف منطقة صلاح الدين، والتي تتميز بالتربة السوداء "الطينة"، مثل أرض وادي النيل فهي لا تسمح بتسريب المياه، وبالتالي يمكن لأصحاب الأنفاق شفطها بمحركات رفع المياه، في حين أكد عدد آخر من سكان منطقة حي البرازيل في رفح المصرية، مشاهدتهم خطوط مياه بلاستيكية تم مدها من خزانات ضخمة مملوءة بالمياه، وإدخالها في فتحات الأنفاق المعروفة لدى الجهات الأمنية، والتي دمرتها الحفارات في وقت سابق، كما يتم مساءلة أي أشخاص يتواجدون في تلك المناطق الحدودية، من خلال دوريات حرس الحدود"، موضحين أن "شاحنات التهريب لم تتوقف، ولم يتم اعتراضها من قبل الأكمنة والحواجز الأمنية التي تمر عليها، على الرغم من بدء العملية".
وتعدّ عملية غمر الأنفاق بالمياه واحدة من طرق عدة تستخدمها السلطات المصرية في تدمير الأنفاق، إضافة إلى الردم وإغلاق الأنفاق بالتدبيش، وهي عملية يتم من خلالها وضع الحجارة والرمال داخل الأنفاق، أو بالتفجير إذا كانت الأنفاق بعيدة عن الكتلة السكنية، عبر زراعة متفجرات داخلها .
يُذكر أن منطقة الشريط الحدودي بين مصر وغزة، والبالغ طولها نحو 13 كم، تعدّ مرتعًا خصبًا لأنفاق التهريب، التي لجأ الفلسطينيون إليها في أعقاب فرض إسرائيل حصارًا مشددًا على القطاع، لتوفير حاجاتهم غير المتوفرة بفعل الحصار، بعد تمكن حركة "حماس" وسيطرتها على غزة
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حماس تعتبر قرار إغلاق الأنفاق تجديدًا للحصار وحكمًا بعودته رسميًا حماس تعتبر قرار إغلاق الأنفاق تجديدًا للحصار وحكمًا بعودته رسميًا



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:53 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

اقتراح غلق 31 محلاّ مخلّا بشروط حفظ الصحة

GMT 10:52 2021 الخميس ,06 أيار / مايو

تراجع احتياطي تونس من العملة الأجنبية

GMT 16:38 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب "Annabelle Creation" يتخطى الـ298 مليون دولار إيرادات

GMT 18:44 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يقدم 550 ألف يورو لتنمية نواكشوط

GMT 11:11 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

سيارة تونسية للطرق الوعرة من قطع "الخردة

GMT 18:50 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة "الشباب والرياضة" تبحث عن مذيعيين ومراسلين

GMT 11:09 2015 الأحد ,29 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوب شرق ايران
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia