تظاهرة في العراق ضد سياسة المالكي
بغداد ـ جعفر النصراوي
تظاهر عشرات الآلاف من العراقيين، في عدة مدن غرب وشمال العراق في جمعة أطلق عليها اسم (حفظ كرامتنا خيارنا )، اتهموا فيها رئيس الحكومة العراقية نوري المالكي، بالوقوف وراء التفجيرات التي استهدفت الجوامع السنية في العاصمة، فيما طالب البعض منهم الأمم المتحدة للتدخل وكبح جماح شهوة المالكي للسلطة، فيما تم ف
ض معتصمون اعتصامهم بعد التوصل إلى اتفاق مع الحكومة.
وأتهم متظاهرو قضاء الفلوجة (62 كم غرب بغداد)، رئيس الوزراء نوري المالكي بـ"الوقوف راء التفجيرات التي استهدفت الجوامع في العاصمة بغداد مشبهينه بـ"هولاكو"، و تشكيل الصحوات الجديد بقتل عناصر الشرطة وعلماء الدين، منتقدين موقف الجيش العراقي من توفيره الحماية في المناسبات "الدينية الشيعية" ومنعه الصلاة في جامع أبو حنيفة النعمان.
وقال إمام وخطيب جمعة الفلوجة، مصطفى الحديثي، في خطبته أمام الآلاف من الأهالي على الطريق الدولي السريع شرقي المدينة، التي أقيمت تحت اسم " خيارنا حفظ كرامتنا" إن الحكومة الطائفية بلغ بها الحقد والطغيان والجبروت إلى جعل علماء الدين والمصلين هدفا لميليشياتها الطائفية فيوميا نسمع مقتل عالم ومرة مؤذن".
وأضاف الحديثي مخاطبا الحكومة "هل بلغت بكم الجرأة لان تتكبروا على بيوت الله "، لافتا إلى أن "لم يتجرأ أي شخص على ضرب المساجد سوى رئيس الحكومة نوري المالكي وهولاكو".
وأشار الحديثي إلى أن "المالكي أرسل مليشيات لتقتل أهلنا في سوريا"، منتقدا "آداء الجيش العراقي بحماية المناسبات الشيعية ومنعه للمصلين من أداء الصلاة في جامع أبي حنيفة النعمان".
ولفت خطيب جمعة الفلوجة إلى أن "الصحوات الجديدة نزلت إلى الشارع وبدأت بقتل الشرطة والعلماء"، داعيا إياهم إلى "التوبة والعودة إلى دينكم ولا ترتدوا كما ارتد العرب بعد الرسول محمد صلى الله عليه وسلم".
وخاطب الحديثي المتظاهرين قائلا "لقد جمعنا اليوم خيارنا، وهو حفظ كرامتنا فما خرجنا منذ الأربعة اشهر الماضية ألا لحفظ كرامتنا، اليوم انتم الذين تختارون وتحددون وتقررون وعلينا أن نعرف من نختار سواء كان من علماء دين وشيوخ عشائر ومثقفين وقانونين".
كما تظاهر الآلاف من سكان مدينة الرمادي مركز محافظة الانبار، في ساحة العز والكرامة شمال المدينة باسم "حفظ كرامتنا خيارنا حاملين لافتات كتب عليها "أميركا سلمت العراق لإيران ورحلت" و"لسنا دعاة حرب بل دعاة سلام" و"العراق لا يمكن أن يعيش متجزئاً".
وأكد خطيب الجمعة في الرمادي محمد الجميلي أن "الحكومة العراقية رغم دخول التظاهرات شهرها الرابع لم تمنح نفسها فرصة لاستماع لمطالبهم بل على العكس استخدمت قوة السلاح والشتيمة"، مبينا أن "هذه الأعمال ليست غريبة عليها، فقد فعلتها سابقا بالعراقيين في مدينة الزركة ومحافظة البصرة".
وتساءل الجميلي "كيف لنا أن نتحاور مع الحكومة تشهر السلاح بوجهنا"، مطالباً المراجع الدينية والأمم المتحدة بـ"كبح شهوة السلطة لدى المالكي".
وتابع الجميلي "أننا مع خيار وحدة العرق وحقن دماء العراقيين سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين"، معربا عن أمله أن "لا تجبرنا الحكومة على تبني خيارات مُرة
وفي تطور لافت في سياق التظاهرات المستمرة في كل جمعة منذ عدة أشهر، أعلن معتصمو قضاء الشرقاط، (120 كم شمال تكريت ) الجمعة، إنهاء اعتصامهم ورفع جميع الخيم من ساحة الاعتصام في القضاء، بعد "تعهد" محافظ صلاح الدين احمد عبد الله عبد ورئيس ائتلاف العراقية الحرة قتيبة الجبوري بنقل طلبات المعتصمين المشروعة إلى الحكومة لتلبيتها.
وقال المتحدث باسم معتصمي قضاء الشرقاط الشيخ عبد حسين الضامن في تصريح صحافي إن "حوالي 50 ألف معتصم من أهالي القضاء قرروا إنهاء اعتصامهم بعد تعهد محافظ صلاح الدين أحمد عبد الله عبد، ورئيس ائتلاف العراقية الحرة قتيبة الجبوري حمد عبد الله، مشيرا إلى أن "المعتصمين لديهم ثقة بمصداقية المحافظ والجبوري".
وأضاف الضامن "لقد قررنا طي نحو 20 خيمة كانت تحوي على 3000 كرسي"، داعيا الحكومة المركزية إلى "تلبية المطالب المشروعة منها ، بخاصة أننا بدأنا اعتصاماتنا سلميا وانهيناها سلميا".
من جهته، قال رئيس ائتلاف العراقية الحرة النائب عن صلاح الدين قتيبة الجبوري لـ "العرب اليوم" أجرينا مشاورات على مدى أسبوع مع المعتصمين في قضاء الشرقاط وسنأخذ طلباتهم إلى الحكومة المركزية لتلبيتها"، لافتا إلى أن "الاتفاق تم بعدما توصلنا مع المعتصمين إلى قناعة مشتركة بان ترفع الخيم فيما تذهب الطلبات إلى طريق التحقيق".
وتشهد محافظات الأنبار ونينوى وصلاح الدين وكركوك وديالى، منذ (25 كانون الأول /ديسمبر 2012)، تظاهرات أسبوعية حاشدة شارك فيها علماء دين وشيوخ عشائر ومسؤولون محليون، للمطالبة بإلغاء قانون المساءلة والعدالة والإرهاب وإقرار قانون العفو العام وإطلاق سراح السجينات والمعتقلين الأبرياء ومقاضاة "منتهكي أعراض" السجينات، فضلاً عن تغيير مسار الحكومة
أرسل تعليقك