ترشيح جليلي خطة من خامنئي تهدف لزيادة معدل المشاركة في الانتخابات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تُخوِّفُ جمهور الناخبين المعتدلين الذين يضطرون للاقتراع واختيار غيره

ترشيح جليلي خطة من خامنئي تهدف لزيادة معدل المشاركة في الانتخابات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - ترشيح جليلي خطة من خامنئي تهدف لزيادة معدل المشاركة في الانتخابات

سعيد جليلي معروف بتدينه وورعه

طهران ـ مهدي موسوي تبدو على مرشح الرئاسة الإيراني سعيد جليلي ملامح التقوى والتدين إلى درجة دفعت بعض المراقبين إلى الاعتقاد بأن دوره الحقيقي في انتخابات الرئاسة الإيرانية هو دعم معدل المشاركة في الانتخابات من خلال تخويف جمهور الناخبين المعتدلين الذين يضطرون للمشاركة واختيار غيره. ولفتت صحيفة "غارديان" البريطانية إلى أنه ظهرت عليه تلك السمات الدينية خلال سلسلة المناظرات التليفزيونية التي سبقت الانتخابات، المقرر لها يوم الجمعة المقبل.
وأشار جليلي، البالغ من العمر 48 عامًا، إلى أن خططه لحل أزمات إيران الدبلوماسية والاقتصادية والاجتماعية تستند في الأساس على إحياء المثل العليا التي كانت عليها الثورة العام 1979.
المعروف عن سعيد جليلي أنه يعيش حياة أشبه بحياة الناسك المتعبد، والمعروف عنه كذلك إخلاصه التام للمرشد الأعلى للثورة الإسلامية آية الله علي خامنئي.
ويقول رفيق سابق له أنه يتمتع بسمات شخصية الرجل المؤمن وذو خلفيات تعليمية دينية وهي كلها سمات تؤهله للعمل في معهد ديني وليس في أروقة السلطة المعقدة في إيران. وعلى الرغم من أن النخبة الحاكمة في إيران هي في واقع الأمر ميكافيللية أكثر من كونها نخبة متدينة كما تقول صحيفة "غارديان" البريطانية، إلا أن سعيد جليلي صادق في تدينه، ويقول مصدر دبلوماسي في طهران إنه بالفعل رجل مبادئ وليس مجرد خطيب مفوه وبليغ.
ويعتقد بأن هذه السمات هي ما جعلته يفوز بالحظوة لدى خامنئي الذي يسعى جاهدًا لعدم تكرار التمرد والعناد الذي عاناه مع أحمدي نجاد. إلا أنه ومع اقتراب موعد الانتخابات يتساءل المراقبون عن الدور الذي سوف يلعبه جليلي. هل سيكون بمثابة الرئيس المطيع الورع أم أنه لن يزيد عن كونه روحًا شريرة استحضرها النظام الحاكم بهدف تخويف الناخبين المعتدلين حتى يشاركوا في الانتخابات؟
ويقول المحاضر في الشؤون الإيرانية في بجامعة لندن إن جليلي أشبه بخيال المآته الذي يضع الفئات المستسلمة والمحايدة والمترددة في حالة من الخوف حتى يحقق معدل مشاركة مرتفع. ويقوم مينا بمقارنة جليلي بالدور الذي لعبه المرشح اليميني جين ماري لوبان في الانتخابات الفرنسية الأمر حيث أثار الرعب في الجناح اليساري من الناخبين، ودفعهم إلى المشاركة في التصويت لاختيار غيره وتقول الصحيفة أن خامنئي يحرص كل الحرص على الارتفاع بنسبة المشاركة في الانتخابات اقادمة حتي يمنح نظامه الذي يعاني من عزلة وأزمة اقتصادية مزيد من الشرعية التي يحتاجها بشدة. وقد أكد على ذلك خلال الخطبة التي ألقاها في ذكرى وفاة الخميني عندما حث الجماهير على المشاركة وقال إن أعداء إيران يريدون إما قلة إقبال الناخبين على المشاركة أو نشوب أعمال عنف وتحريض. وربما يكون ذلك هو السبب في قيامه بالإيحاء بأنه يدعم جليلي ضمنا الأمر الذي قد يشجع المعارضين للمشاركة في الانتخابات من أجل إسقاطه لأنه يتمتع بسمات لا تستميل سوى الفئات المحافظة الشديد التدين والأكثر تشددا وتطرفا.
لقد كان جليلي يمزج أفكاره وتعاليمة الدينية بالواقع السياسي فقد كان موضوع رسالة الدكتوراه التي قام بتحضيرها يحمل عنوان "السياسية الخارجية عند النبي".
وتزايدت حدة المنافسة، الإثنين، بين كل من جليلي والذي كان وزيرا للخارجية الإيرانية وذلك بعد انسحاب المرشح المحافظ غلام على حداد عادل ، وعلى ما يبدو فإن ولاياتي أكثر خبرة سياسية من جليلي، وقد ظهر ذلك جليًا في المناظرة التليفزيونية الثالثة التي جرت، الأحد الماضي والتي انتقد فيها جليلي بقوله "أنت كنت مسؤولا عن المسألة النووية لعدة سنوات ونحن لم نرى منك خطوة واحدة نحو الأمام". وقال ايضا "إن الدبلوماسية لا تعني التشدد أو العناد".
يأتي ذلك في الوقت الذي يبدو فيه المواطن الإيراني العادي غير راض عما أسفر عنه الملف النووي من نتائج وضعت إيران فريسة لعقوبات قاسية وهناك من يرى أن الرئيس القادم لا بد وأن يبرهن على أنه قادرة على إصلاح المشاكل التي تعاني البلاد منها وهو ما لا يتوفر في جليلي. فهو لم ينجح في تقديم حلول منطقية لمشكلة العقوبات كما أن خطته المكونة من سبع نقاط تحتوي على مقترحات غامضة مثل الإشارة إلى "الاعتماد على قواعد الاقتصاد الإسلامي" دون تفاصيل محددة وواضحة.
وعلى ما يبدو فإن جليلي شخصية متوسطة القدرة ومن ثم فهو ليس بالشخصية المثلى في نظر الناخب الإيران ، فهو ليس مفكرًا وليس دبلوماسيًا رفيع المستوي، وإنما هو فقط رجل طيب.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترشيح جليلي خطة من خامنئي تهدف لزيادة معدل المشاركة في الانتخابات ترشيح جليلي خطة من خامنئي تهدف لزيادة معدل المشاركة في الانتخابات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia