انهيار جزئي في عدد من أنفاق رفح بعد ضخ الجيش المصري مياه البحر أسفل الحدود
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

من خلال أنابيب عملاقة مددها في وقت سابق على طول الحدود مع قطاع غزة

انهيار جزئي في عدد من أنفاق رفح بعد ضخ الجيش المصري مياه البحر أسفل الحدود

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - انهيار جزئي في عدد من أنفاق رفح بعد ضخ الجيش المصري مياه البحر أسفل الحدود

عمليات الجيش المصري في أنفاق رفح
غزة ـ محمد حبيب

أكد مصادر فلسطينية لـ"العرب اليوم" السبت، حدوث انهيار جزئي في عدد كبير من الأنفاق المتبقية أسفل الحدود بين قطاع غزة ومصر ، بعد تدفق مياه البحر التي بدأ الجيش المصري بضخها، الجمعة، بكميات كبيرة في أنابيب عملاقة مددها سابقًا على طول الحدود.

وذكر أصحاب أنفاق فلسطينيون أن "المياه التي ضخها الجيش المصري الجمعة، تسببت في غمر عدد كبير من الأنفاق على الحدود مع مصر، ما أدى لحدوث انهيارات جزئية في عدد من الأنفاق، وذكر أحد العاملين في الأنفاق أن عددًا من الأنفاق تعرضت لانهيارات جزئية، وأخرى انهار أجزاء كبيرة منها، بسبب تدفق المياه إليها، وعجز أصحابها عن سحبها بالسرعة المطلوبة.

وبدأ الجيش المصري، في وقت مبكر من فجر الجمعة، بضخ كميات كبيرة من مياه البحر في أنابيب عملاقة مددها في وقت سابق على طول الحدود بين قطاع غزة ومصر، في محاولة لتدمير الأنفاق أسفل الحدود، عبر إغراقها، وكان مصدر أمني فلسطيني، أكد في تصريح سابق أن "آليات تابعة للجيش المصري مددت أنابيب مياه عملاقة يصل قطرها إلى (60 سم) داخل خندق ضيق يمتد على طول الحدود المصرية مع قطاع غزة".

وأوضح المصدر الأمني، الذي رفض الكشف عن هويته، أن "الهدف من تمديد الأنابيب العملاقة، تدمير أنفاق التهريب المنتشرة أسفل الحدود، دون الحاجة لاكتشاف مواقعها، عبر إغراقها بمياه البحر الأبيض المتوسط".

وحول آلية تدمير الأنفاق، ذكر أن الجيش المصري "سيضخ كميات هائلة من مياه البحر المتوسط داخل هذه الأنابيب التي يضم كل واحد منها مئات الثقوب، مما سيؤدي إلى تفكك التربة الرملية، لتصل المياه إلى داخل الأنفاق التي ستنهار بشكل سريع".

وسبق لسلطة المياه الفلسطينية في قطاع غزة، أن حذرت من أن حفر السلطات المصرية لقناة مائية على الحدود مع القطاع، يشكل "تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي المائي للمصريين والفلسطينيين على حدٍ سواء، لاشتراكهم في الخزان الجوفي ذاته".

وأوضح رئيس سلطة المياه الفلسطينية مازن البنا، خلال مؤتمر صحافي عقده في غزة، في 6 أيلول/سبتمبر الجاري "إن أنشأت مصر بركًا مائية أو مدّت أنابيب في أعماق الأرض، تحتوي على مياه البحر شديدة الملوحة فإن هذا يؤدي إلى تدمير الخزان الجوفي".
وتهدد هذه العملية مستقبل التربة وتنذر بتلف تلك المنطقة الحدودية، وسط تخوف سكان مدينة رفح الفلسطينية من انهيارات بأبنيتهم السكنية القريبة من الحدود.

وذكر سكان عديدون من مدينة رفح في أقصى جنوب القطاع أن السلطات المصرية – التي شرعت من قبل بإقامة أحواض كبيرة لتربية الأسماك بهدف إغراق منطقة الحدود والقضاء على الأنفاق تماما – بدأت في مشروع إغراق تلك الحفر الكبيرة المقاومة على الحدود بمياه الأمطار، وغطت تلك المياه مناطق كبيرة من الحدود الفاصلة بين مصر وقطاع غزة والبالغ طولها 12 كيلومترا.

ويقول سكان يقطنون مدينة رفح إن تلك المياه التي تم ضخها من البحر تسربت إلى باطن الأرض وغمرت عددا قليلا من الأنفاق التي تعطل العمل بالكثير منها منذ الحملة الأمنية المصرية على منطقة الحدود بعد عزل الرئيس السابق محمد مرسي.

وأشار أولئك السكان إلى أن استمرار ضخ المياه بهذه الكميات الكبيرة سيؤدي إلى انهيار الأنفاق تماما خصوصًا وأن ما يتم ضخه كميات كبيرة، على خلاف المرات السابقة التي كانت تلجأ فيها القوات المصرية لضخ كميات مخزنة من المياه ومن بينها مياه صرف صحي سرعان ما كان ملاك الأنفاق يخرجونها عبر محركات خاصة.

وعبر أحد سكان منطقة الحدود عن خشيته من تسرب مياه البحر التي تضخ بكميات كبيرة إلى باطن الأرض لتصل مناطق سكنهم مما يهدد بانهيار أبنيتهم.

ويقع الكثير من الأحياء السكنية الفلسطينية على مقربة من الحدود مع مصر التي أزالت من جهتها – ضمن مخطط المنطقة العازلة – كل المنازل المصرية القريبة من الحدود، وبات الحديث عن عمليات ضح مياه البحر الشغل الشاغل لدى سكان قطاع غزة، وتحديدا في مدينة رفح حيث تطرق خطباء المساجد للعملية في صلاة الجمعة.

وسبق ذلك أن أعلن الجيش المصري أنه انتهى من تركيب أنبوب مائي عملاق قطرة 20 بوصة على طول الحدود مع قطاع غزة لغمر التربة بمياه البحر بهدف تدمير الأنفاق، وشاركت في عمليات إنشاء البرك حفارات مصرية ومعدات ثقيلة استقدمها الجيش المصري لمنطقة الحدود وكانت تشاهد من الجانب الفلسطيني.

وجاء التفكير والتنفيذ المصري من خلال مخطط لسلاح الهندسة في الجيش نفذ طول الشهور الماضية، إذ اعتبرت أحواض السمك من وجهة نظر الجيش المصري أفضل الحلول للقضاء على الأنفاق، هذا رغم إقامة مصر منطقة أمنية عازلة في مناطق مصرية تمتد لعدة كيلومترات تم خلالها إزالة المنازل المصرية القريبة من الحدود.

وبدأ تنفيذ مخطط المنطقة الأمنية العازلة من قبل مصر في شهر أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي ويتوقع أن يكون طول المنطقة نحو خمسة كيلومترات، وكانت السلطات المصرية استبقت هذا المخطط بأن نفذت عملية أمنية كبيرة على منطقة الحدود مع غزة شملت تدمير مئات أنفاق تهريب البضائع وسد الكثير منها بالخرسانة.

وقضت الإجراءات المصرية على كل محاولات التهريب تقريبا من جهة مصر إلى غزة التي تعاني من حصار إسرائيلي محكم، وأقام سكان غزة المحاصرون أسفل الحدود مع غزة مئات أنفاق التهريب مع اشتداد الحصار الإسرائيلي المفروض منذ ثمانية أعوام.

وأضافت مصادر أمنية مصرية أن سلاح المهندسين عكف خلال الشهور القليلة الماضية للوصول لأنسب حلول، لمكافحة الأنفاق، بعد إقامة منطقة عازلة بطول 14 كم على طول حدود مصر مع قطاع غزة.

وتزامنا مع المشروع العسكري المصري تواصل مصر إخلاء المنطقة الحدودية من السكان بهدف توسيع المنطقة العازلة، كما وتستعد قوات الجيش خلال الأيام القليلة القادمة لإخلاء المنطقة العازلة بطول 13 كم وبعمق 500 متر جديدة، وتسوية التربة و إزالة أنقاض المنازل التي جري تفجيرها.

وذكر المصدر انه سيتم إنشاء مدينة رفح الجديدة، خلف المنطقة العازلة لإعادة توطين السكان فيها، وستكون مدينة عمرانية جديدة، تضم جميع المرافق والخدمات، ومزودة بمنطقة حرفية متنوعة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انهيار جزئي في عدد من أنفاق رفح بعد ضخ الجيش المصري مياه البحر أسفل الحدود انهيار جزئي في عدد من أنفاق رفح بعد ضخ الجيش المصري مياه البحر أسفل الحدود



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

آخر مستجدات ملف البنك الفرنسي التونسي

GMT 10:17 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

GMT 14:35 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

GMT 11:54 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

حقل نفطي جديد يدخل حيز الإنتاج في قبلي التونسية

GMT 06:19 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

"Transformers 5" يشعل البوكس أوفيس بـ 15 مليون دولار

GMT 20:48 2021 الخميس ,12 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia