إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بديلاً عن استخدام نفوذهم في التفاوض للتوصل إلى تسوية سلمية

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران

عناصر من الجيش السوري  الحر

عناصر من الجيش السوري  الحر لندن ـ ماريا طبراني أكد محللون سياسيون متخصصون في شؤون الشرق الأوسط أنه إذا كانت الدول الغربية ترغب بحق في إنقاذ حياة المدنيين الأبرياء ووقف سفك الدماء في سورية فإن عليها أن تستخدم نفوذها وتأثيرها من أجل التفاوض بهدف التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة، وليس أن تكون إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران.
وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أنه إذا كان هناك من يراوده الشك في أن نطاق الحرب الأهلية المروعة في سورية يتسع أكثر فأكثر، ويتحول إلى صراع إقليمي في الشرق الأوسط، فإن الأحداث التي شهدتها الأيام القليلة الماضية قد بددت هذه الشكوك.
وكان أكثر هذه الأحداث المشؤومة هو سلسلة الهجمات الجوية الإسرائيلية التي شنتها على منشآت عسكرية سورية بالقرب من دمشق، والتي أسفرت عن مقتل ما يزيد على 100 جندي سوري.
وحظيت هذه الغارات الإسرائيلية بطبيعة الحال وهي غارات غير مشروعة ولم يسبقها أي استفزار، بالتأييد الفوري للولايات المتحدة وبريطانيا.
ويقول الكاتب البريطاني سيوماس ميلني في صحيفة "الغارديان": "إنه من الضروري دراسة وقياس رد الفعل الغربي لو أن سورية، ناهيك عن إيران، هي من قامت بشن هذه الغارات على إسرائيل أو على أي من الأنظمة العربية الخليجية التي تقوم حاليًا بتسليح المقاومة السورية، وذلك بهدف التأكد من كيفية اتساق هذه المواقف مع الشرعية الدولية أو العدالة أو الحق في الدفاع عن النفس".
وقال المسؤولون في إسرائيل "إن هذه الهجمات التي انطلقت عبر الأجواء اللبنانية كانت تستهدف مخزون الأسلحة الإيرانية التي كانت في طريقها إلى "حزب الله" في لبنان".
وأضافوا "إنها لم تكن بهدف التدخل في الحرب الأهلية السورية، وإنما كان الهدف منها توجيه إنذار إلى إيران، والوقاية من هجمات حزب الله في أي صراعات مستقبلية".
أما رد فعل مقاتلي المقاومة السورية فقد كان مختلفًا، حيث رحب هؤلاء بتلك الهجمات بالفرح والتهليل وهم يرددون صيحات "الله أكبر"، غير مدركين حقيقة من يستخدمهم في واقع الأمر. إن قصف الجيش السوري الذي ساهم في تقدم المقاومة في بعض المناطق يعني ببساطة ووضوح أن إسرائيل تتدخل في الحرب الأهلية السورية.
وتأتي هذا الغارات بعد إعلان الأمين العام لـ "حزب الله" اللبناني الموالي لإيران حسن نصر الله، الأسبوع الماضي، أن مقاتليه يدعمون قوات النظام السوري داخل سورية، التي تحظى أيضًا بدعم إيران وروسيا والصين. إن الدور السوري الذي يعد بمثابة محور النفوذ الإيراني في الشرق الأوسط هو ما يُحوّل الحرب السورية إلى مواجهة إقليمية محتملة.
وبدأت إسرائيل الآن تؤكد أنها ترى أن احتمالات وصول المجاهدين الإسلاميين المتطرفين إلى سدة الحكم في سورية هو أمر أقل خطورة وتهديدًا لأمنها من محور (سورية - إيران - حزب الله). وهذا ما أكده أخيرًا وزير الدفاع الإسرائيلي عاموس جلعاد.
ويتزامن ذلك مع المحادثات الرامية إلى إقامة منطقة إسرائيلية عازلة داخل الحدود السورية، بزعم أن النظام السوري قام باستخدام الأسلحة الكيميائية.
ومنذ إعلان أوباما أن استخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر، فإن مزاعم استخدامها باتت في حد ذاتها سلاحًا مصيريًا في أيدي هؤلاء الذين يطالبون بزيادة وتيرة التدخل الغربي في سورية، وهي النغمة نفسها التي كانت تعزف قبيل غزو العراق قبل ما يقرب من عشر سنوات.
وفشل هذه المخطط هذا الأسبوع عندما كشفت محققة الأمم المتحدة كارلا ديل بونتي عن شكوك مادية قوية بأن قوات المقاومة السورية هي من استخدمت غاز السارين القاتل.
وسارعت الولايات المتحدة على الفور بالتقليل من شأن هذه التصريحات، وذلك على الرغم من أن معسكر المقاومة السورية لديه بالفعل مصلحة في جر الغرب نحو مزيد من التدخل العسكري في الأزمة.
والواقع أن التدخل العسكري الغربي يعد بمثابة أحد الأبعاد الأساسية في الحرب الأهلية السورية، فقوات النظام السوري تدعمها روسيا وإيران، أما المقاومة السورية فهي تتلقى التمويل والدعم العسكري من كل من أميركا وبريطانيا وفرنسا، وحلفائهم الإقليميين المتمثلين في تركيا والسعودية والإمارات وقطر والأردن.
وزاد معدل شحن الأسلحة إلى المقاومة السورية بالتنسيق مع وكالة الاستخبارات الأميركية "سي آي إيه"، على مدى الأشهر الماضية، ووصفها أحد المسؤولين الأميركان السابقين بأنه "طوفان من الأسلحة".
وتقوم القوات البريطانية والقوات الأميركية بتدريب قوات المقاومة السورية في الأردن، كما ضاعفت الولايات المتحدة مساعداتها إلى المعارضة السورية إلى مبلغ 250 مليون دولار، كما رفع الاتحاد الأوروبي حظر النفط على نحو يسمح لقوات المقاومة بتصدير النفط من المناطق التي تستولي عليها في سورية، والمحصلة النهائية هي أن التدخل الأجنبي هو بطبيعة الحال ما يساهم حاليًا في تصعيد وتأجيج الصراع.
ويتم الآن ممارسة ضغوط على إدارة أوباما من أجل مزيد من إمدادات الأسلحة للمقاومة السورية، ومن هؤلاء الذين يمارسون الضغوط على أوباما، رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي يتلهف على التودد بنفسه إلى حكام الخليج المستبدين، والذي يسعى أيضًا حاليًا للضغط على الاتحاد الأوروبي من أجل رفع الحظر على تسليح المعارضة السورية.
والهدف هو تكوين جماعات موالية للغرب، وإضعاف دور المتطرفين الإسلاميين الذين يتصدرون حاليًا المقاومة السورية في حربها ضد النظام، ولا سيما "جبهة النصرة" التي تتسع رقعة الأراضي السورية التي تسيطر عليها، والتي أعلنت تحالفها مع تنظيم "القاعدة".
وأشارت "غارديان" إلى أن المثير للسخرية أن الولايات المتحدة والحكومات الغربية، ناهيك عن إسرائيل، يتحالفون مرة أخرى مع تنظيم "القاعدة" بعد عشر سنوات من الحرب على الإرهاب التي كانت تهدف إلى تدمير التنظيم.
وذكرت أن الحقيقة الصارخة الآن هي أن الانتفاضة التي بدأت في سورية قبل أكثر من عامين قد تحولت إلى حرب طائفية شريرة تحركها قوات خارجية من أجل تغيير ميزان القوة في المنطقة، وتمتد على نحو خطير نحو الدول المجاورة الممثلة في لبنان والعراق.
ولفتت إلى أن المحصلة في سورية تمثلت في صورة مذابح وتطهير عرقي وأزمة إنسانية ومخاطر تفتت سورية. وكلما طال أمد الحرب زادت خطورة تفتت سورية إلى مقاطعات عرقية على الطريقة اليوغسلافية.
والواقع أن نظام الأسد يتحمل المسؤولية في ذلك، كما يتحملها معه أيضًا كل من مول وأشعل هذه الحرب الأهلية التي تزيد من نزيف سورية وإضعاف العالم العربي.
وينبغي القول إن مطلب كاميرون وغيره من السياسيين في الغرب بزيادة تدفق الأسلحة إلى المقاومة في سورية إنما هو مطلب طائش ومتهور ويستحق الانتقاد، لأن المحصلة ستكون عبارة عن مزيد من الموت والدمار واتساع رقعة الحرب، ولو أن هؤلاء حقًا يرغبون في إنقاذ حياة الأبرياء، وبدلاً من تحييد سورية من أجل إضعاف إيران، فإنه ينبغي على زعماء الغرب استخدام نفوذهم على المقاومة السورية ورعاتها الإقليميين من أجل الدخول في مفاوضات بشأن تسوية سلمية يمكن أن تسمح للسوريين برسم مستقبلهم بأنفسهم.
وأكدت صحيفة "الغارديان" أنه من الصعب تحقيق ذلك وتنفيذه على أرض الواقع، ولا بد من صفقة دولية وإقليمية من أجل وضع نهاية لهذا الحرب. وبأي حال من الأحوال فإن المزيد من التدخل في الأزمة السورية إنما هو في واقع الأمر من أجل تحسين قوة الغرب التفاوضية على حساب معاناة الشعب السوري، ومع ذلك فإن المستقبل يحمل في طياته ردود أفعال عكسية.
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران إستراتيجية الغرب وحلفائه في سورية مزيد من الدماء من أجل إضعاف إيران



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

آخر مستجدات ملف البنك الفرنسي التونسي

GMT 10:17 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

GMT 14:35 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

GMT 11:54 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

حقل نفطي جديد يدخل حيز الإنتاج في قبلي التونسية

GMT 06:19 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

"Transformers 5" يشعل البوكس أوفيس بـ 15 مليون دولار

GMT 20:48 2021 الخميس ,12 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia