حديقة كيو تعدّ روح العاصمة البريطانية وتحتوي على أقدم الزهور العالمية
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

كانت عرض لاستكشافات محبي النباتات في أوائل الأربعينيات من القرن التاسع عشر

حديقة "كيو" تعدّ روح العاصمة البريطانية وتحتوي على أقدم الزهور العالمية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حديقة "كيو" تعدّ روح العاصمة البريطانية وتحتوي على أقدم الزهور العالمية

حديقة النباتات الملكية "كيو" روح العاصمة البريطانية لندن
لندن ـ ماريا طبراني

تعتبر حديقة "كيو" روح العاصمة البريطانية لندن، فهي حديقة النباتات الملكية الواقعة على مساحة 300 فدان من الأراضي الخضراء، وتقع في الركن الجنوبي الغربي من لندن، وبدأت حدائق كيو الحالية في القرنين السادس عشر والسابع عشر للميلاد، كمكان للنبلاء بالقرب من مقر الملك هنري السابع الذي كان يقيم أوقاتًا طويلة في قصره في ريتشموند، وأول من أقام حدائق في ضيعة كيو كانت عائلة كامبل، في بداية القرن السابع عشر، وكان قصر كيو وقتها يسمى "البيت الأبيض".

وفي عام 1731 مآلت ملكية حدائق كيو لامير ويلز، فريديريك، ابن الملك جورج الثاني، وزوجته الأميرة أوغوستا التي أقامت أول حديقة نباتية في الضيعة عام 1759، على مساحة عشرة أفدنة، وكانت بالأساس لنباتات الأعشاب الطبية، وليست كيو أقدم حدائق أوروبا، ولا حتى بريطانيا، النباتية لكنها الأشهر والأهم، ويعود أقدم سجل للنباتات التي أتت إلى كيو من خارج بريطانيا إلى عام 1793، وأصبحت رسميا حدائق نباتية وطنية عام 1840.

وأضاءت شمس الشتاء على زهور الثلج والزعفران، وبراعم الفروع، وزهور الأوركيد، وتعد هذه الحديقة "جورجية" الميلاد، وكانت عرض لاستكشافات محبي النباتات في أوائل الأربعينيات من القرن التاسع عشر، وسرعان ما طورها المهندس المعمارس ديكموس بورتون، وتعتبر حدائق كيو موقعا للتراث العالمي لليونسكو، والآن قالت ااتنى سكوت تايلور، التي تساعد في ترميم الحديقة، "هنا نتسلق داخل البيوت الزجاجية الكبيرة لمسح الأعمال، مع وجود أكثر من 10.000 نوع من النباتات، وسيتم نقلها إلى الحضانات للاحتفاظ بها".

وكانت هذه النباتات تنمو منذ عام 1848، ولكن مع بعض العوامل البيئية تعرضت هذه النباتات إلى أضرار جانبية، وقالت "ماتت بعض النباتات منذ نحو 150 عامًا، ولكن هناك الآن نباتات بديلة تنمو غيرها، وسيتعين الاعتناء بها وتعرضها للكثير من الضوء والهواء". ولا تقف أهمية كيو عند حدائقها ومحمياتها، التي تضم أنواعا مختلفة من النباتات من مختلف أنحاء الأرض، تستنبت وتتم رعايتها وتسر الناظرين، بل تقوم حدائق كيو بمهمة  أكبر وأوسع نطاقا تتعلق بالثروة النباتية للكرة الأرضية عموما، فهي تعمل مع متخصصين محليين على إقامة وتطوير وصيانة محميات النباتات في الكاميرون، وسنتبيرو، في أميركا اللاتينية، واسهمت الحدائق النباتية الملكية، عبر خبرائها، في وضع الاستراتيجية الدولية لحماية النباتات، التي تبنتها أكثر من 180 دولة، وتساعد كيو في تنفيذ الاستراتيجية بطرق مختلفة.

وسمحت عملية إعادة التصميم بإدخال خصائص المياه إلى المبنى لأول مرة، حيث الشلالات والصخور، وتم تدفئة الأرضيات، وفتح فتحات تهويا تلقائيا، وتحديث أنظمة الرأي، بجانب زهر البرتقال، والرائحة الحلوة الكثيفة. وتتميز كيو بمجموعة أخرى تضم معالم أثرية وتاريخية بالإضافة إلى المعارض والمتاحف المتنوعة والمتعلق معظمها بالنباتات وعلاقتها بالبيئة المحيطة بها بما فيها الإنسان، أما أهم معالم حدائق كيو الأثرية والتاريخية فهي قصر كيو الملكي والذي كان جزءا من منازل العائلة المالكة، وكذلك كوخ الملكة شارلوت الريفي الذي كان مخصصا لقضاء العطلات، ولا ننسى أيضا برج باغودا الذي يمثل معبدا يابانيا والذي بني عام 1762 ليعكس اهتمام البريطانيين بحضارات الشرق الأقصى، والمعبد هو عبارة عن برج ارتفاعه خمسون مترا ومكون من عشر طوابق ينقص قطر كل طابق عن سابقه بثلاثين مترا.

وأضيف في ديسمبر/ كانون الأول عام 2001 تمثال الفنان سلفادور دالي الذي يحمل اسم لمحة عن الوقت الذي ينتصب في وسط حديقة الورود خلف مستنبت النخيل. ويوجد نبات يشبه الخرشوف أتى من جنوب أفريقيا، كما اعتمدت حدائق كيو كمؤسسة خيرية رسميا في عام 1990، وهي تعتمد في تمويلها على عدة مصادر أهمها المنح الدورية المقدمة من وزارة البيئة وكذلك المنح  والتبرعات الخيرية ورسوم الزيارة للقسم السياحي منها والذي يقدرعدد زواره بمليون زائر سنويا، وكذلك رسوم العضوية في جمعية أصدقاء حدائق كيو هذا بالإضافة للعمل التطوعي سواء من الأفراد أو المجموعات المهتمة بالبيئة والزراعة، وحدائق كيو الملكيه ليست مجرد معلم سياحي من معالم لندن وليست كأي حديقة عادية للاسترخاء والراحة، بل هي مركز علمي وثقافي أيضا، بمعنى أن هدفها الأساسي هو دراسة أنواع الحياة النباتية ودورها في التطور البيئي للأحياء الأخرى.

وتعدّ المنازل الزجاجية بما في ذلك القصر الزجاجي ومبنى بالم هاوس، بين أهم المقاصد في كيو، ويسيطر المناخ الاستوائي على هذه الأماكن، وتصنف النباتات وفقا للقارة التي أتت منها، أي من أفريقيا إلى آسيا وأميركا الشمالية والجنوبية، وهناك نباتات البن وكذلك أشجار جوز الهند والمطاط، وإلى جانب بالم هاوس، يوجد مبنى 'ووتر ليلي هاوس' لنبات زنبق الماء، الذي شيد عام 1852 ليصبح أحد مباني كيو الكلاسيكية.

ويوجد بهذا المنزل الزجاجي، بحيرة بها نبات مائي أمازوني ضخم أو 'فيكتوريا أمازونيكا' كما أسماه المستكشفون الأوروبيون، الذين صادفوه أول مرة في الغابة المطيرة البرازيلية، ويعتبر هذا النبات الذي يفترش سطح المياه ويمكن أن يصل قطره إلى مترين، قويا جدا لدرجة أنه يمكن وضع رضيع عليه بأمان، وبعيدا عن البيوت الزجاجية، يضم كيو أيضا، آلافا من الأشجار وغيرها من حدائق الورود والماغنوليا وأزهار الرودوديندروم والأزاليا.

وستكون هناك قريبا حديقة للأطفال تم بناؤها حول العناصر التي تحتاجها النباتات للبقاء على قيد الحياة، وتستغرق مشاهدة كيو بشكل كامل والمرور على كل ما فيها إلى يومين، لكن في الإمكان إمضاء يوم كامل مفيد مع الأطفال والتركيز على ما يعشقون فيها من نباتات ومشاهد طبيعية خلابة، وهناك مطاعم ودكان لبيع السندويتشات والمشروبات، ومرافق خاصة للأطفال، باختصار، حدائق كيو تُقدم لكم يوما لا يفوت في حضرة نباتات سيعرف أطفالكم معظمها من الرسوم المتحركة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حديقة كيو تعدّ روح العاصمة البريطانية وتحتوي على أقدم الزهور العالمية حديقة كيو تعدّ روح العاصمة البريطانية وتحتوي على أقدم الزهور العالمية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:18 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحاول أحد الزملاء أن يوقعك في مؤامرة خطيرة

GMT 17:58 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تحقق قفزة نوعية جديدة في حياتك

GMT 15:59 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

تواجهك عراقيل لكن الحظ حليفك وتتخطاها بالصبر

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 13:25 2020 الثلاثاء ,22 كانون الأول / ديسمبر

توقف تصوير فيلم «كيرا والجن» لـ«أحمد عز»

GMT 06:30 2020 السبت ,26 أيلول / سبتمبر

المشيشي في زيارة مرتقبة لولاية قبلي

GMT 23:54 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

أفضل غسول للوجه حسب نوع البشرة

GMT 10:17 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

حصن الشارقة المهيب تجربة سياحية استثنائية في قلب الإمارة

GMT 19:23 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

أجواء إيجابية لطرح مشاريع تطوير قدراتك العملية

GMT 18:41 2016 الخميس ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

ظافر العابدين يتحدث عن"السينما العربية" على المستوى الدولي

GMT 06:36 2020 الثلاثاء ,27 تشرين الأول / أكتوبر

إعصار قوي يجتاح الفلبين ويشرّد أكثر من 120 ألف شخص

GMT 13:41 2018 الأربعاء ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

"بتكوين" ترتفع 6% متجهة صوب أفضل أداء يومي منذ 4 أشهر

GMT 10:50 2020 الأحد ,29 تشرين الثاني / نوفمبر

"أودي" تُعلن عن نسخة حديثة من سيارتها "أر 8" لعام 2011

GMT 17:55 2016 الخميس ,18 شباط / فبراير

فساتين سهرة شربل كرم ربيع 2016 مفعمة بالحيوية

GMT 12:22 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

أغلى منزل في العالم معروض للبيع والسعر "جنوني"

GMT 10:00 2021 الإثنين ,11 كانون الثاني / يناير

تعرف على تأثير كانييه ويست على إطلالات كيم كارداشيان
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia