قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يضمّ مدافع تعود إلى الحقبة العثمانية وثلاثة تماثيل لملوك بلاد الرافدين

قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم

قصر الملك غازي في محافظة الديوانية
بغداد – نجلاء الطائي

أكد المرشد السياحي المسؤول على قصر الملك غازي في محافظة الديوانية "أن قصر الملك غازي تعرّض إلى إهمال كبير في الفترات السابقة، حيث اُستخدم كمركز طبي، ثم مدرسة للمرحلة الإعدادية، والأدهى من ذلك أنه استخدم بعد ذلك مستودعا لوزارة الري للآليات التابعة للوزارة، بل استخدمه بعضهم مرتعا للحيوانات".

قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم

وأضاف المرشد السياحي عادل نعمة في حوار مع "العرب اليوم"، أن عملية ترميم أجريت للقصر قبل ثمان سنوات بحيث بدى بهذه الحلة"، لافتا إلى أن الترميم لم يرتق بما يكفي لأهمية ذلك الأثر إلا أنه بدى أفضل بكثير مما كان عليه قبل الترميم. ويضم القصر ثلاث قاعات صغيرة وملحقات من ضمنها غرفا للحراس، مطبخا، واسطبلا للخيول ومتعلقات أخرى. في باحة القصر وضعت مدافع تعود للحقبة العثمانية، وفي الباحة أيضا شيدت ثلاث تماثيل لملوك العراق الثلاثة، يضم القصر محتويات بسيطة تعود للحقبة الملكية.

قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم

ويعتبر قصر الملك غازي٬ أحد المعالم العراقية الكبيرة والإرث الحضاري الذي ما زالت منطقة (صدر الدغارة) في شمالي الديوانية٬ تضمه بين أراضيها٬ وهو يطل على شاطئ نهر الفرات الذي يشطر الديوانية إلى شطرين. وشُيّد قصر الملك غازي عام 1923 في المنطقة ليكون منتجعا للراحة والصيد ولقاء شيوخ المنطقة٬ ويقع القصر الذي شُيد وسط أرض زراعية تبلغ مساحتها ثمانية دوانم٬ على مقربة من ضفة أحد الأنهار الصغيرة الذي ينحرف بعد موقع القصر ليدخل مدينة الديوانية.

العائلة المالكة كانت تقضي أوقات الراحة والاستجمام بعيدا عن هموم الحكم في بغداد٬ خصوصا في أيام العطل الصيفية٬ أما السبب الثاني٬ فإن الملك غازي كان يعلم جيدا أن للعشائر دورا كبيرا في دعم الحكومة والعملية السياسية آنذاك٬ والحكومة الملكية كانت بحاجة إلى الدعم العشائري لما تمثله العشائر من ثقل كبير في حياة المجتمع العراقي حينها٬ فكان وجود ذلك القصر ومجيئه إليه بين الحين والآخر واللقاء بشيوخ العشائر يمثل له الضمان الأكيد في انضواء العشائر وبخاصة الرموز الكبيرة فيها٬ تحت لواء مملكته٬ وبذلك يضمن عدم تكالب القوى والأعداء عليه٬ ولذلك هو اختار الديوانية كونها قلب الفرات الذي يضم رقعة جغرافية كبيرة. ويعتبر الملك غازي٬ وهو الابن الأكبر للملك فيصل الأول بن الشريف الحسين الهاشمي (1912 ­1939)٬ ثاني ملوك العراق٬ حكم البلاد من 1933 وحتى 1939.

وأكد مدير مشروع صيانة وترميم القصر ابراهيم محمد الحسيني أن القصر الملكي الذي يعد من بين أهم المعالم التراثية في الديوانية والعراق عموما تحول في الآونة الأخيرة إلى حال يرثى له خصوصا وأن الاهمال رافقه على مدى عقود من الزمن قبل أن يُخصص له 500 مليون دينار عراقي (350 ألف دولار أميركي تقريبا) من تنمية أقاليم محافظة الديوانية لإعادته إلى الحياة لغرض الحفاظ على معالمه الجميلة.

قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم

وأضاف الحسيني أن الأعمال التي بلغت المرحلة الأخيرة شملت أحياء العديد من جوانب القصر منها إعادة تأهيل حديقة القصر بواقع أربعة دونمات من أصل ثمانية دونمات وترميم الدعامات العشر التي يرتكز عليها البناء وإصلاح الجدران الداخلية والخارجية وإحياء الغرف والإسطبل وجراج سيارة الملك وغرف الحاشية والأبواب والشبابيك والأقواس والتيجان الملكية وانشاء جراج خارجي بمساحة 625 مترا مربعا وتبليط 200 متر مربع وإنشاء عشر دوائر في حديقة القصر وغير ذلك من أعمال مهمة. وأفاد الحسيني بأن مبلغا تم تخصيصه لشراء المقتنيات الملكية لوضعها في ستة خزانات داخل القصر لتكون متحفا كالعملة الملكية والأوسمة الممنوحة في ذلك الزمن، فيما تم إنجاز ثلاثة نصب للملوك فيصل الأول وغازي وفيصل الثاني سيتم وضعها في جانب من القصر.

والقصر يعتبر معلما سياحيا تاريخيا في مدينة الديوانية حيث تُفوَّج إليه رحلات مدرسية كثيرة على مدار العام ومع ذلك لم تكلف نفسها وزارة السياحة والآثار وضع أي لوحة تعريفية تشير للقصر، وليس ثمة أفضل وسيلة من السؤال تقودك إلى حيث قصر الملك غازي الذي تعرضت بعض المساحات التابعة له للتجاوز من قبل عامة الناس أو حتى مؤسسات الدولة.

قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم قصر الملك غازي في الديوانية شاهد على مرحلة مهمة في تاريخ العراق القديم



GMT 19:36 2021 الأحد ,12 كانون الأول / ديسمبر

نصائح لاختيار الستائر المناسبة لديكور المنزل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 10:58 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أفكار لتنسيق ديكورات المنزل في الشتاء على الطابع الأوروبي

GMT 10:41 2021 الأحد ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

عناصر أساسية في الديكور لغرف نوم رومانسية تنبض بالدفء

GMT 18:01 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

نقشة المربّعات المتعرّجة في الديكور تعكس الرقي والفخامة

GMT 09:53 2021 الإثنين ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

خطوات بسيطة ومتبعة في تنظيف خزائن المطبخ

GMT 08:08 2021 الأربعاء ,20 تشرين الأول / أكتوبر

موضة خريف وشتاء 2021-2022 في تصميمات الديكور الداخلي

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia