جورجيا عالم تغمره طبيعة ساحرة ما بين جبال خضراء وساحل غني بالمنتجعات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مهد السياحة العالمية حسب الأساطير والميثولوجيا اليونانية

جورجيا عالم تغمره طبيعة ساحرة ما بين جبال خضراء وساحل غني بالمنتجعات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - جورجيا عالم تغمره طبيعة ساحرة ما بين جبال خضراء وساحل غني بالمنتجعات

جولة سياحية في تاريخ البشرية بجورجيا
واشنطن - العرب اليوم

تقول الحكاية إن مناطق غرب جورجيا كانت محطة انطلاق لأول جولة سياحية في تاريخ البشرية، وذلك حين وصل جايسون، البطل الأسطوري في الميثولوجيا الإغريقية، برفقة عدد من الأبطال والمغامرين ومنهم هرقل، والشاعر أورفيوس، إلى مدينة كولخيس للحصول على الصوف الذهبي.

وكولخيس لمن لم يسمع بها، مدينة تقع في الجزء الغربي من جورجيا. اسمها باللغة المحلية "كولخيدا"، نشأت فيها واحدة من أقدم ممالك شعوب جورجيا، كما ساهمت في العصور الوسطى في ظهور الدولة الجورجية. ويتعامل الجورجيون مع رحلة جايسون على أنها كانت أول رحلة "سياحة ثقافية" في التاريخ، وهو ما يجعل منطقتهم مهد السياحة عالمياً.

عند الحديث عن الوجه السياحي لجمهورية جورجيا "السوفياتية سابقاً" يتوه المرء في عالم تغمره طبيعة ساحرة، تمتد ما بين ساحل غني بالمنتجعات السياحية، تحنو عليها سفوح جبال القوقاز بطبيعتها الخضراء التي تتخللها ألون الزهور الطبيعية... ألوان أثرت على المعمار، أو بالأحرى ألوان المنازل التي تروي تفاصيلها تفرد وخصوصية فن العمارة الجورجي منذ القدم وحتى يومنا هذا.

وبين البحر والجبل تنتشر مدن جورجيا، التي إما تنتمي إلى قائمة المدن التاريخية القديمة، أو أنها مليئة بالمعالم الأثرية، التي لا تزال تقف شاهداً على مراحل ولادة الدولة وعلى أحداث أخرى من سيرة التاريخ العالمي لإمبراطوريات كبرى، تعاقبت عليها. ولعل أهم ما يميز "جورجيا" التي تبدو مثل لوحة سياحية مرسومة بعناية، شوارعها وأزقتها التي تغطي معظمها الأحجار القديمة بدلاً من الأسفلت. وعلى جانبي تلك الطرقات مبان يبدو أنها تأثرت تارة بفن العمارة في روما، وتارة أخرى بعمارة عصر النهضة في أوروبا.

اقرأ أيضاً:

قبرص تتوقع نمو الاقتصاد بأكثر من 3 % خلال السنوات المقبلة

- تبيليسي

عاصمة دافئة لجورجيا منذ 1500 عام... حالها حال كثير من مدن جورجيا، ظهرت هي الأخرى في حكاية من الخيال التاريخي، ولا يبدو أنها خرجت من تلك الحكاية. يقول الجورجيون إن القيصر فاختانغ الأول، الذي حكم عام 458 للميلاد، خرج في رحلة صيد، وأصاب غزالا بالقرب من نهر كور الذي تقف تيبليسي الحديثة على ضفافه.

لم يمت الغزال؛ بل ركض جريحا باتجاه نبع مياه كبريتية، ما إن قفز فيه حتى اختفى جرحه واستعاد عافيته. لما رأى القيصر هذا المشهد بأم عينيه، قرر إقامة مدينة عند ذلك النبع، أطلق عليها اسم تيبليسي، والكلمة تعني الدافئة. وما زال نبع المياه الكبريتية موجودا حتى يومنا هذا، بل أضيفت إليه حمامات عامة. اليوم، تشكل منطقة أبانابوتو باني أو منطقة مجمع حمامات أبانابوتو الكبريتية واحداً من أهم المعالم في الحي التاريخي القديم من مدينة تيبليسي... فيه تنتشر قباب مبنية من القرميد الأحمر والبني الفاتح، منخفضة بحيث تكاد تكون على سطح الأرض، وتحتها توجد مسابح مياه كبريتية تتمتع بمزايا علاجية كثيرة.

وتقول بعض المصادر إن تاريخ بناء تلك الحمامات يعود إلى القرن السادس عشر، بينما تؤكد مصادر أخرى أنها تعود إلى بدايات ولادة المدينة، وعمرها يزيد على ألف عام. وكان الشاعر الروسي العظيم ألكسندر بوشكين من رواد تلك الحمامات. وليس ببعيد عن تلك الحمامات، في تبيليسي القديمة أيضاً، يتجه السياح عادة لزيارة المنطقة التي أقام القيصر فاختانغ، باني تبيليسي، قصره عليها؛ على ضفة نهر كور. كان كمن وضع بذلك حجر الأساس لبناء العاصمة الجورجية.

وتُعرف تلك المنطقة باسم ميتيخي، وهي كلمة جورجية تعني في محيط القصر. وليس ببعيد عن القصر، ينتشر كثير من المعالم الأثرية، أهمها حصن ناريكالا التاريخي، وهو معلم سياحي من بين مئات المعالم التاريخية في المنطقة القديمة من تبيليسي. يطلق عليه سكان المدينة لقب روح وقلب تيبليسي، ويقف الحصن على جبل ماتساتمنيدا منذ القرن الرابع الميلادي، وتم تشييده حينها للدفاع عن المدينة والتصدي للغزاة. وتعاقبت عليه أكثر من دولة، ففي القرن السابع سيطر عليه الفاتحون العرب، وفي القرن الحادي عشر سيطر عليه المغول، ثم تسببت هزة أرضية عام 1827 بدمار البنى الرئيسية في الحصن، ولم يبق منه سوى الأجزاء التي يمكن رؤيتها في أيامنا هذه.

 ومع وجود عدد كبير جدا من المعالم الأثرية والتاريخية في المدينة، فإن مجرد التجوال في شوارعها وأزقتها الضيقة، المرصوفة بالحجر الأسود، يشكل متعة قائمة بذاتها. فهي تتيح للسائح إمكانية التعرف، عن كثب، على تبيليسي وبيئتها الاجتماعية وثقافتها وكل الجوانب الأخرى الجميلة فيها.

- باتومي العاصمة السياحية لجورجيا

تُعرف مدينة باتومي الجورجية منذ الحقبة السوفياتية، وحتى منذ عهد القياصرة، بأنها أجمل منتجع على البحر الأسود... فيها يلتقي سحر المدن الجنوبية مع المناطق الاستوائية. في أرجائها تنتشر أشجار النخيل والسرو إلى جانب أشجار البامبو والغار والليمون والبرتقال والمنغوليا. وهي بالطبع شهيرة بشواطئها الجميلة للاستجمام. فضلا عن ذلك تشكل باتومي تحفة عمرانية؛ إذ تجمع بين فني العمارة الأوروبي والآسيوي، إلى جانب عناصر من

فن العمارة الجورجي. وزادت أهمية باتومي سياحيا بعد استقلال جورجيا عن الاتحاد السوفياتي، وتحويل الأجزاء الجميلة التي كانت منطقة عسكرية مغلقة، إلى منتجعات سياحية تستقطب سنويا عشرات آلاف السياح. وتنتشر في المدنية فنادق من كل الفئات، بينها فنادق دولية من فئة خمسة نجوم، فضلا عن المطاعم والمقاهي الكثيرة التي تناسب أي ميزانية وتلبي جميع الأذواق.

- جنة كاخيتيا... مدينة العشق وألف جورية حمراء

إن كنت من أصحاب الذوق الرفيع، وتحب الجمع في رحلتك بين جمال الطبيعة وعبق التاريخ، فستجد مبتغاك في مقاطعة كاخيتيا الواقعة شرق جورجيا. حتى عام 2011 لم تكن معروفة بشكل واسع في عالم السياحة. كانت جنة لا يستمتع بجمالها وخيراتها سوى سكانها وقلة ممن قادتهم جولاتهم السياحية الفردية نحوها. بيد أن كل شيء تغير في السنوات الأخيرة بعد ظهور بنى تحتية تخدم السياحية تتمثل في الفنادق الحديثة والمطاعم والمقاهي.

وتضم مقاطعة كاخيتيا مجموعة من المدن والقرى، لا يتجاوز عدد سكانها كلها مجتمعة 318 ألف نسمة. فمدنها صغيرة جدا مثل سيغناخي، التي تُعرف أيضا باسم مدينة الحب أو مدينة العشق. وكما هي حال معظم المدن والقرى

الجورجية، هناك أكثر من حكاية خلف هذه التسمية. يقول البعض إن سيغناخي حصلت على اسم مدينة الحب بعد تشييد قصر الحب فيها، وهو عبارة عن مؤسسة لتسجيل الزواج، لكن دون تعقيدات ودون الحاجة إلى وثائق. لكن آخرين يقولون إن التسمية ترتبط بحكاية فنان محلي وقع في غرام فتاة، وقام ذات يوم تغطية كل الطريق المؤدية إلى منزلها بالورد الجوري. وسواء كان الأمر هذا أو ذاك، فإن مدينة سيغناخي معلم سياحي لا بد من زيارته، لا سيما أنها تقدع داخل حصن قديم، ما زالت جدرانه قائمة، تحتضن الأحياء السكنية من جميع
الجهات.

ويمكن للسائح أن يراقب جمال الحياة فيها من 26 برجاً على طول جدار الحصن، والذي يمكن اجتياز أي من بواباته الست لدخول عالم الرومانسية في سيغناخي. وتبدو المدينة أكثر رومانسية في ساعات المساء والليل بفضل الإضاءة. بالإضافة إلى جمالها وروعة طبيعتها، تتميز أيضا بموقع فريد يطل على وادي الزانسكي الشهير، والذي تغطي كروم العنب الجورجي الشهير أجزاء كبيرة منه.

قد يهمك أيضاً :

"ستالين" يجوب شوارع جورجيا بسيارة "بنتلي"

اختبار للدم يُساعد مرضى السرطان على تجنّب آثار العلاج الكيميائي

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جورجيا عالم تغمره طبيعة ساحرة ما بين جبال خضراء وساحل غني بالمنتجعات جورجيا عالم تغمره طبيعة ساحرة ما بين جبال خضراء وساحل غني بالمنتجعات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي

GMT 06:56 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

معرض فني عن ليوناردو دا فينشي "الموسوعي" في لندن
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia