طبرقةتعرَّف على أسرار مدينة تغنّى بها الشعراء وارتمى بين أحضانها الشابي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تحمل تاريخ الرخام وجمال المرجان وباتت وجهة قارة للرحلات العائلية

"طبرقة"تعرَّف على أسرار مدينة تغنّى بها الشعراء وارتمى بين أحضانها الشابي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "طبرقة"تعرَّف على أسرار مدينة تغنّى بها الشعراء وارتمى بين أحضانها الشابي

مدينة طبرقة التونسية
تونس - العرب اليوم

تحظى مدينة طبرقة التونسية بِصيت عالٍ بين العائلات التونسية؛ باعتبارها وجهة قارة للرحلات العائلية الباحثة عن الراحة والاستجمام وسط هدوء الطبيعة وجمال الغابات وسكينتها، وموج البحر المطل على المتوسط. فطبرقة التي تبعد نحو 165 كلم شمال غربي العاصمة التونسية عُرفت في التاريخ بأنها الممر البحري الأساسي للحجارة الرخامية، التي كانت تطلبها روما لبناء قصورها الفخمة ومسارحها العملاقة وساحاتها الفسيحة. اليوم، أصبحت من أهم مناطق إنتاج المرجان الذي عرفت به منذ عقود من الزمان إلى حد أن اسمها بات مرتبطًا به، فهي مدينة الشعاب المرجانية دون منازع.

يقصدها حاليًا، أعداد مهمة من السياح، سواء من الداخل أو الخارج، يأتونها عبر مطارها الدولي المطل على المتوسط، ويغادرونها وهم يثنون على جمالها وسحرها وميزاتها وخصالها التي قلما تتوفر في مدينة تونسية أخرى.

"المكان الظليل" .. وتغنَّى بها الشعراء
مدينة طبرقة التي تعني "المكان الظليل"؛ تغنّى بها الشاعر اللاتيني يونيوس يوفيناليس، ومرّ بها شاعر تونس الأول أبو القاسم الشابي للراحة والاستجمام؛ لهذا ليس غريباً أن تكون من أهم الوجهات السياحية التونسية، بخاصة أنها تقدم خدمات سياحية راقية، منها فنادق يتعانق معظمها مع البحر والغابة

ويعيد بعض المؤرخين بداية تشكيل المدينة إلى البحار الفينيقي "هانون" الذي جعل منها مرفأ تجارياً، وأطلق على المدينة الفينيقية آنذاك اسم "ثابركة" التي تعني المكان الظليل أو بلاد العليق. وفي القرن الثالث للميلاد أصبحت المدينة مستعمرة رومانية في ذروة ازدهارها بفضل تجارة الرخام الأصفر اللون الذي كانت النخبة الرومانية تحبذه لبناء قصورها.

وتقع المدينة على سفح جبل مطل على البحر؛ وهو ما يعطيها طابع المدينة المعلقة، ويزداد جمالها من خلال القرميد الأحمر الذي يغطي معظم منازلها واللون الأبيض والأزرق المميز لمختلف مبانيها.

وتعرف اعتدالاً في مناخها وعذوبة في طقسها، فضلاً عن تمتعها بغابات كثيفة وشواطئ رملية، من بينها شاطئ "الباجية" وشاطئ المرجان، وكأن هذا لا يكفي، يوجد بها عدد من الآثار الرومانية المهمة، من بينها البرج الأثري الذي كان مطمعًا للإيطاليين والإسبان؛ نظرًا لموقعه الجغرافي الاستراتيجي.
وأهّلها موقعها الاستراتيجي لتحظى بمكانة مهمة ضمن المنظومة الدفاعية التي وضعها القائد ماسينيسا غداة معركة زاما ضد قرطاج في سنة 202 قبل الميلاد.

منطقة أثرية بامتياز
وبإمكان الزائر لمنطقة الشمال التونسي، أن يمر على عدد مهم من المعالم الأثرية، مثل "الحوانيت" في جهات عين زاقة، وكاف البليدة وكاف العقاب، وهي عبارة عن قبور بربرية محفورة في سفوح الجبال، وتدل هندستها على أنها شبيهة بحوانيت «إطاليكا» في صقلية الإيطالية.
وتُعد طبرقة من أعرق المدن التاريخية التي أنشأها الفينيقيون قبل نحو ألفين وثمانمائة سنة، وكانت مزدهرة بشكلٍ كبير خلال القرنين الثالث والرابع للميلاد، ومنها حمّل الرومان الحبوب والرخام، وخلال الفترة المتراوحة بين 1540 و1741 للميلاد كانت تحت سيطرة جمهورية جنوة، وحكمتها عائلة لوميليني الإيطالية؛ لذلك اشتهرت بالتجارة مع بلدان الحوض الغربي للمتوسط.
ولا تزال الكثير من معالمها تحتفظ بمجموعات ضخمة من لوحات الفسيفساء التي عثر عليها داخل عدد من الكنائس القديمة، كما يوجد بها فضاء البازيليك الذي كان في حقيقة الأمر عبارة عن مجموعة من الصهاريج المخصصة لتخزين المياه، والبرج الأثري الذي مثّل أهم تحصين ضد أطماع الأوروبيين.
ويعود إحداث البرج الجديد الذي يشرف على المدينة والميناء إلى فترة علي باشا سنة 1741 للميلاد، ويشكّل المعلم بناية طولية تدعمها أبراج دائرية عرفت ببلاد المغرب العربي طيلة العصر الوسيط.
هذا، بالإضافة إلى الإبر أو الصخور المدببة التي يصل طولها إلى عشرين متراً وتعود إلى العصر الحجري، وهي من المعالم الأساسية الطبيعية للمدينة، وتشهد كل سنة آلاف الزائرين الذين يتوافدون على طبرقة من أجلها، ويبدون دهشتهم مما فعلته الطبيعة في الحجارة القريبة من البحر.

عاصمة المرجان
وتعرف مدينة طبرقة بكثرة أنشطة الغوص في أعماق البحر، وتوفر فرصاً متعددة للمهمتين بهذه الرياضة للاطلاع عن كثب على الشعاب المرجانية وعلى الحياة البحرية الثرية. ويوجد في أعماق البحر المرجان الأحمر الثمين الذي يستخدم في صناعة المجوهرات.
وتعتبر وفق المختصين في هذا المجال ثاني أشهر مدينة في تصدير المرجان على المستوى العالمي، وقدرت عائدات تونس من عمليات تصديره بنحو 17 مليون دينار سنة 2014، وجهت في معظمها إلى السوق الأوروبية وتحديداً باتجاه إيطاليا، ويصل سعر الكيلو غرام الواحد إلى حدود ستة آلاف دينار تونسي "نحو ألفي يورو"؛ وهو ما يجعل المرجان الأحمر لا يقل شأناً عن سعر الذهب، وفق المُختصِّين.
ويجد السياح من محبي التمتع بالطبيعة الساحرة والمناظر الطبيعية الخلابة والمعالم الأثرية القديمة، ضالتهم في هذه الربوع. فهي تجمع البحر والجبل والرمال الصافية في مكان واحد، كما توجد بها سلسلة من الكثبان الرملية والخلجان الصخرية مناسبة جدا لهواة الغوص.

السياحة في طبرقة
وعلى الرغم من كل هذه المواصفات السياحية والتاريخية، فإن المنطقة لا تزال مجهولة مقارنة بغيرها، وقلما تضعها وكالات الأسفار العالمية وجهة رئيسية؛ ما يجعلها حكراً على العارفين. وهؤلاء يؤكدون أن من يزورها مرة لا ينساها أبداً.
ويُذكر أنها مكان مفضل للعائلات التونسية والجزائرية. ويعود الفضل إليهم في إحياء المنطقة، وبخاصة بعد التراجع الذي عرفته الأسواق السياحية الأوروبية التقليدية، على غرار فرنسا وألمانيا وإيطاليا، وإن كان اعتمادها على السياحة المحلية أساساً قد قلل من التأثيرات السلبية التي عرفها القطاع السياحي بوجه عام.

من أهم فنادق طبرقة
- فندق دار إسماعيل، وهو من فئة 5 نجوم، ويوجد على مسافة وجيزة من وسط المدينة. يطل على البحر ويجد فيه الزائر ضالته من راحة وسكينة.
- فندق المهاري، وهو من فئة 4 نجوم. يقع في المنطقة السياحية وتكفي خمس دقائق للتنقل من مكان الفندق إلى وسط المدينة.
- فندق ميموزا، وهو من فئة 3 نجوم. يوجد في ربوة مطلة على المدينة وعلى البحر، ويعتبر من أقدم الفنادق التي توفر الكثير من الرفاهية والراحة النفسية والجسدية
- فندق الغابة، وهو من الفنادق المتوسطة السعر، يقع وسط المدينة على مقربة من جميع الفضاءات التجارية والترفيهية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

طبرقةتعرَّف على أسرار مدينة تغنّى بها الشعراء وارتمى بين أحضانها الشابي طبرقةتعرَّف على أسرار مدينة تغنّى بها الشعراء وارتمى بين أحضانها الشابي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:44 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

التفرد والعناد يؤديان حتماً إلى عواقب وخيمة

GMT 06:53 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

اقتراح غلق 31 محلاّ مخلّا بشروط حفظ الصحة

GMT 10:52 2021 الخميس ,06 أيار / مايو

تراجع احتياطي تونس من العملة الأجنبية

GMT 16:38 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

فيلم الرعب "Annabelle Creation" يتخطى الـ298 مليون دولار إيرادات

GMT 18:44 2018 الخميس ,13 كانون الأول / ديسمبر

الاتحاد الأوروبي يقدم 550 ألف يورو لتنمية نواكشوط

GMT 11:11 2021 الأربعاء ,21 إبريل / نيسان

سيارة تونسية للطرق الوعرة من قطع "الخردة

GMT 18:50 2017 الأربعاء ,13 كانون الأول / ديسمبر

إذاعة "الشباب والرياضة" تبحث عن مذيعيين ومراسلين

GMT 11:09 2015 الأحد ,29 آذار/ مارس

زلزال بقوة 5 درجات يضرب جنوب شرق ايران

GMT 15:03 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

يوفنتوس يستعيد خدمات الثنائي مريح ديميرال وجورجيو كيليني

GMT 03:21 2013 الأربعاء ,29 أيار / مايو

تطوير سيارة هليكوبتر جديدة على يد بريطاني

GMT 05:20 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

بين عهد التميمي وحمزة الخطيب

GMT 00:00 -0001 الإثنين ,30 تشرين الثاني / نوفمبر

تحديات وصعوبات تتبعها انفراجات

GMT 19:54 2018 السبت ,02 حزيران / يونيو

شهر استثنائي يحمل الاخبار السارة

GMT 18:27 2019 الجمعة ,15 شباط / فبراير

كارولينا هيريرا carolina Herrera لخريف 2019
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia