القاهرة - تونس اليوم
تودي السكتة الدماغية بحياة ملايين الأشخاص حول العالم سنويًا، لكن العدد يتراجع عامًا بعد عام. وعلى الرغم من انخفاض معدلات الوفيات، لا يزال العبء يتزايد نتيجة لارتفاع معدلات العمر وأعداد كبار السن. ويمكن أن يؤدي اتخاذ إجراءات لتحسين صحة القلب والأوعية الدموية من خلال النظام الغذائي وممارسة الرياضة إلى تقليل مخاطر الإصابة بالسكتة الدماغية. ويرجح الباحثون أن الاهتمام بتفادي نقص فيتامين D بشكل "شائع" سيساهم في تقليل المخاطر، بحسب ما نشرته صحيفة "ذي إكسبريس" The Express البريطانية. إن فيتامين D ضروري للعديد من الوظائف الرئيسية في الجسم، مثل جهاز المناعة والتمثيل الغذائي للعظام، وهو مسؤول بشكل أساسي عن تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم.
صحة القلب والأوعية الدموية
ويرجح الباحثون في جامعة "جونز هوبكنز" أن هناك ارتباطا بين نقص فيتامين D وتدهور صحة القلب والأوعية الدموية، حيث أن المستويات المنخفضة بشدة منه يمكن أن تضاعف من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية لدى الأشخاص أصحاب البشرة البيضاء. ولم يتمكن الباحثون من التوصل إلى سبب محدد لسبب التفاوت في مستويات بحسب ألوان البشرة، لكن رجحوا أنه ربما يعود إلى تصبغ البشرة والقدرة على تحمل آشعة الشمس، حيث افترضت دكتور إيرين ميتشوس، أستاذ مساعد في كلية الطب بجامعة "جونز هوبكنز" و"معهد القلب والأوعية الدموية" التابع لها، أن أصحاب البشرة السمراء ربما تكيّفوا مع نقص فيتامين D عبر الأجيال. وأشار الباحثون إلى أن هناك "عدم معاناة من أي آثار مركبة مع السكتة الدماغية لدى أصحاب البشرة السمراء يرجع إلى تكيّف أجسامهم على مدى الأجيال مع نقص فيتامين D".
لون البشرة
وعلى الرغم من " الأرقام الأعلى لارتفاع ضغط الدم والسكري تفسر بالتأكيد بعض المخاطر الزائدة للسكتة الدماغية لأصحاب البشرة السمراء مقارنة بالبيضاء ولكنه ليس خطرًا كبيرًا، وإنما يُرجح أن هناك سبب آخر وراء هذه المشكلة. ولا يقع اللوم على نقص فيتامين D في زيادة مخاطر الإصابة بالسكتات الدماغية لدى أصحاب البشرة السمراء". وأشارت دراسات منفصلة أيضًا إلى أن الارتباط القوي بين مستويات فيتامين D والسكتة الدماغية لدى الأشخاص البيض يقتصر على الأفراد الذين يعانون من نقص شديد.
تقليل المخاطر وتحسين التعافي
وأكدت دراسات أخرى أن الرأي القائل بأن نقص فيتامين D هو عامل خطر للإصابة بالسكتة الدماغية ربما يكون خاطئ، ويمكن أن يكون الرأي الصحيح هو العكس، أي أن انخفاض مستويات فيتامين D يكون نتيجة لإصابة بسكتة دماغية. وتوجد أدلة أخرى على أن مكملات فيتامين D يمكن أن تقلل من خطر الإصابة بالسكتة الدماغية وتحسن التعافي منها. وكتب باحثو إحدى الدراسات: إن "النتائج التي تم التوصل إليها لم تُظهر فقط التأثير المباشر لفيتامين D على درجة الالتهاب وإصابات الدماغ الثانوية، التي تطورت بعد السكتة الدماغية، ولكنها أشارت إلى أن مكملات [فيتامين D] يمكن أن تحد من الإصابة الناتجة". وفقًا لما نشره موقع "هيلثلاين" Healthline، المعني بالشؤون الصحية، فإن "نقص فيتامين D شائع للغاية إذ تشير التقديرات إلى أن حوالي مليار شخص في جميع أنحاء العالم يعانون من انخفاض مستويات فيتامين في الدم"، لكنها تكون المعاناة من مستويات منخفضة تزداد بشكل استثنائي في الدول التي تندر فيها أشعة الشمس. لذلك، خلال أشهر الشتاء بشكل عام، يجب الحصول على المغذيات من الطعام. ويعتبر البيض والأسماك الدهنية والدجاج وكبد البقر مصادر ممتازة لفيتامين D، وكذلك الحليب المدعم والزبادي وبعض حبوب الإفطار، كما يوصى بتناول مكملات فيتامين D الغذائية يوميًا للأشخاص الذين لا يتعرضون لأشعة الشمس.
قد يهمك ايضا
دراسة تكشف علاقة قوية بين فيتامين "د" والأمراض الخطيرة
دراسة أميركية تكشف العلاقة بين بكتيريا الأمعاء ومستويات فيتامين "د" في الجسم
أرسل تعليقك