واشنطن - العرب اليوم
يُمكن ل الحمض النووي "السحري" لحيوان "salamander" أن يسمح للإنسان (في يوم من الأيام) بإعادة إنماء أجزاء جسمه بالكامل، وتُعرف هذه المخلوقات بأنها "سادة التجدد" إذ تعيد إنماء أطرافها الخلفية المفقودة نتيجة هجوم الحيوانات المفترسة، في معجزة طبية يحاول الباحثون استغلالها لصالح البشر.
وجمع العلماء في أول مشروع عالمي، الجينوم الكامل لـ"axolotl"، وهو نوع من "salamander" يعيش في موطنه الأصلي الوحيد، وهو بحيرة بالقرب من مكسيكو سيتي.
ويأمل الباحثون في أن يساعد هذا الاختراق العلمي في الكشف عن قدرة الكائن السحرية، على إعادة إنماء أي جزء من أجزاء الجسم تقريبا.
وقال معد الدراسة، البروفيسور راندال فوس، العالم في مركز الأبحاث البريطاني للنخاع الشوكي وإصابات الدماغ: "من الصعب العثور على جزء من الجسم لا يمكن لهذه الكائنات تجديده: الأطراف والذيل والنخاع الشوكي والعين، كما ثبت أن نصف أدمغتها تتجدد أيضا".
ورغم أن البشر يتشاركون في العديد من الجينات مع "axolotl" فإن جينوم "salamander" أكبر بعشرة أضعاف، وهو ما يجعل عملية معقدة بشكل لا يصدق، لكن العلماء استخدموا الآن تقنية تسمى ربط الموصلات لوضع جينوم "axolotl" في الترتيب الصحيح بسرعة وكفاءة، ليكون أول جينوم بهذا الحجم يتم تجميعه حتى الآن.
وقال الباحث، جيراميا سميث: "قبل بضعة أعوام لم يكن أحد يعتقد بأنه من الممكن تجميع جينوم 30+GB.. ولقد أظهرنا الآن أنه من الممكن استخدام طريقة فعالة من حيث التكلفة، ويمكن الوصول إليها، الأمر الذي يفتح إمكانية إجراء تسلسل روتيني للحيوانات الأخرى ذات سلسلة الجينوم الكبيرة".
واستخدم فريق البحث بيانات الحمض النووي للعثور بسرعة على الجين الذي يسبب مرض القلب لدى "axolotl"، مع إلقاء ضوء جديد على أمراض الإنسان، وقال البروفيسور فوس: "لكي تفهم المرض البشري، عليك أن ترى القدرة على دراسة وظائف الجينات في الكائنات الحية الأخرى، مثل axolotl. والآن بعد أن أصبحت لدينا إمكانية الوصول إلى المعلومات الجينية، يمكننا بالفعل البدء في دراسة وظائف جينات الكائن، وتعلم كيفية قدرته على تجديد أجزاء جسمه".
ويأمل الباحثون في أن يتمكنوا في يوم ما من ترجمة هذه المعلومات للعلاج البشري، مع التطبيقات المحتملة لعلاج إصابة الحبل الشوكي و السكتة الدماغية وإصلاح المفاصل.
قد يهمك ايضَا:
نيويورك تحرم مكتشف الحمض النووي من جوائزه وألقابه
علماء يُحددون الحمض النووي الذي يشارك في تشكيل القشرة الدماغية الجديدة للإنسان
أرسل تعليقك