علاقة الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن بنسبة الثلثين بمرضى الزهايمر
علاقة الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن بنسبة الثلثين بمرضى الزهايمر
لندن - رانيا سجعان
تنخفض نسبة الإصابة بمرض الزهايمر لدى الأمهات اللواتي يرضعن أطفالهن بنسبة الثلثين ، مقارنة مع النساء اللواتي لم يرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية، وذلك وفقا لدراسة حديثة.ويقول الباحثون في جامعة كامبريدج ، أنه كلما تزيد ساعات الرضاعة الطبيعية، كلما تكتسب المرأة المزيد من الحماية
.واجرى الباحثون مقابلات مع 81 من الأمهات البريطانيات اللاتي تتراوح أعمارهن ما بين 70 و 100 عام وكان من بينهن نساء مصابات وغير مصابات بمرض الزهايمر. وتحدث الفريق أيضًا إلى الأقارب والأزواج ومقدمي الرعاية.
من خلال هذه المقابلات، جمع الباحثون معلومات عن التاريخ الإنجابي للمرأة، وتاريخ الرضاعة الطبيعية وحالات الخرف
ثم تمت مقارنة كل هذه المعلومات مع تاريخ الرضاعة الطبيعية للمشاركات. وعلى الرغم من قلة عدد المشاركين، كشفت الدراسة عن وجود عدد من الروابط الواضحة بين الرضاعة الطبيعية ومرض الزهايمر.
ويقول تقرير نشر في مجلة مرض الزهايمر أنه لم تتأثر هذه الروابط عندما أخذ الباحثون في الاعتبار المتغيرات المحتملة مثل العمر والتاريخ والتعليم ، وعمر المرأة عند أول حمل ، ومتى بلغت سن اليأس، وتاريخ التدخين وشرب الكحوليات .
فوجد الباحثون ان نسبة الإصابة بالزهايمر انخفضت لدى النساء اللائي أرضعن أطفالهن بمقدار 64 في المائة مقارنة مع النساء اللواتي لم يرضعن أطفالهن.
ويعتبر بذل المزيد من الجهد في الرضاعة أمراً يعوض عن المخاطر المرتبطة بالزهايمر بعد أشهر الحمل الصعبة.
ومع ذلك ، فإن فوائد الوقاية أقل بكثير بالنسبة الى النساء اللواتي لديهن حالات الاصابة بالخرف في تاريخ العائلة المرضي.
وتقوم احدى النظريات على أن الرضاعة الطبيعية تحرم الجسم من هرمون البروجسترون، والمعروف بمستقبلات هرمون الاستروجين في الدماغ ، مما يجعل الأمر أكثر صعوبة لهرمون الاستروجين في حماية المخ من الاصابة بمرض الزهايمر.
وقالت الدكتورة مولي فوكس، من قسم الأنثروبولوجيا البيولوجية في جامعة كمبريدج، والتي قادت الدراسة: "مرض الزهايمر هو الاضطراب المعرفي الأكثر شيوعا في العالم والذي يصب بالفعل 35.6 مليون شخص. ونتوقع في المستقبل، أن ينتشر في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. لذلك فمن المهم أن نطور استراتيجيات منخفضة التكلفة لحماية الناس من هذا المرض المدمر ".
وقالت ان الدراسة لم تتمكن من مقارنة مخاطر مرض الزهايمر في الأمهات ، اللواتي أرضعن أطفالهن رضاعة طبيعية أم لا، والنساء اللاتي لم يرزقن بأطفال. لكن الأبحاث السابقة اقترحت أن عدم وجود الأطفال قد يكون مرتبطًا مع تضاؤل القدرات المعرفية في سن الشيخوخة.
واضافت فوكس : "الشيء الذي يثير القلق هو أن هذا الجيل الأكبر سنا يمضي وقتا أطول في الرضاعة الطبيعية. واحد في المائة فقط من الأمهات في بريطانيا اليوم يرضعن لمدة ستة أشهر. "
وقال الدكتور سايمون ريدلي، رئيس قسم الأبحاث في هيئة أبحاث الزهايمر في المملكة المتحدة: "الدراسات الأولية مثل هذه الدراسة مهمة لتسليط الضوء على العوامل التي تستحق مزيدا من الدراسة، ولكن لا ينبغي أن نقفز بسرعة إلى استنتاجات الأن."
أرسل تعليقك