الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات
آخر تحديث GMT07:39:41
 تونس اليوم -

يعود إلى الألفية الأولى ويعكس أبرز الاختلافات الدينية والإقليمية

"الساري" زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "الساري" زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات

الكاتبة البريطانية من أصل هندي شاهيدا باري
لندن ـ كاتيا حداد

كشفت الكاتبة البريطانية من أصل هندي، شاهيدا باري، عن علاقتها مع الزي النسائي الهندي، المعروف بـ"الساري" الذي تعتقد بأنه لا يتمتع فقط بعامل الإبهار من الناحية الشكلية، بل يتمتع بوزنه في التاريخ الإنساني منذ الألفية الأولى.

وأوضحت باري أنَّ "الساري" كناية تعبر عن المنشأ والأصل وأيضًا البلد الأم، كما أنه يعكس الاختلافات الدينية والإقليمية، ويسرد قصص النساء اللواتي يرتدينه.

وأكدت أنَّ زي الساري احتل مكانًا واسعًا في كتابات الأدباء، مثل رواية "آيات شيطانية" للكاتب البريطاني من أصل هندي سليمان رشدي، حيث تبدو بطلة الرواية، نسرين شامشاوالا، وهي ترتدي زي الساري ذات الألوان الصارخة، ويمتلئ بالأشكال المهووسة، من الحرير باللون الليموني المزين بالألماس، على أرض تمتد عليه قبلات أحمر الشفاه الصارخة المطبوعة.

وتتذكر باري، والدتها وهي ترتدي زي الساري، في صورة فوتوغرافيا التقطت في بنغلاديش في السبعينات من القرن الماضي، بينما كانت تهاجر إلى بريطانيا مع أشقائها الذين كانوا يعانون من تقوس في القدم، وهما يرتديان قمصان السبعينات المنقطة ذات الألوان الفاقعة، والسراويل ذات قصات القدم الواسعة وحقائب اليد، بينما التزمت والدتها الرشيقة الهادئة بزي الساري من الحرير من الذي تميز بطباعة النباتات ذات الألوان الصارخة، المستوحاة من لوحات الفنان هنري روسو، ويبتعد هذا الزي تمامًا عن ضواحي الحياة الإنجليزية التي نشأت فيها باري.

وأبرزت أنها كانت تحاول دائمًا موازنة الفرق بين الثقافتين، أثناء بحثها لتقديم فيلمها الوثائقي بعنوان "ساري أمي" على القناة الإذاعية "Radio 4" البريطانية.

وكانت تتجول بين المحلات الأسيوية في شرق لندن التي كانت تبيع الأقمشة التي تنسج منها الساري مثل الحرير والشيفون، وقماش الأورغانزا اللامع، كما كنت تبحث وسط الثياب الذهبية الهندية العتيقة في محلات "V & A"، وعندها اكتشفت أن الساري زي له تاريخه، وتتنوع أقمشته الأنيقة البراقة بشكل غير محدود.

الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات

ويعتبر الساري زيًا يحمل معاني متناقضة، فمن ناحية يمكن أن يكون بسيط بشكل مدهش، وهو يمتد على شكل شريط طويل بين خمسة وتسعة أمتار، من القماش غير المخاط يمكن لفه بعدة أساليب، ومن ناحية أخرى يمكن تصميمه بطريقة معقدة في أكثر من 80 طريقة مختلفة، وغالبًا ما يعكس الاختلافات الدينية والإقليمية للنساء اللواتي يرتدينه، من باكستان إلى التبت منذ الألفية الأولى.

ويُعد "الساري" زيًا يبدو مدنيًا، يعكس التاريخ السياسي والاجتماعي أخيرًا، الذي يتجسد في طريقة نسجه يدويًا من قبل القوميين الهنود، كما يحمل على عاتقه تاريخًا طويلًا، وفقًا لما تقوله النساء اللائي يرتدينه.

وتتناقض المكانة الكبيرة لـ"الساري" في التاريخ، مع الطرق المظلمة  في التفكير والمفاهيم الخاطئة عن ربط نساء جنوب آسيا بتصنيع الملابس، وكان آخرها كارثة مصنع "رانا بلازا" للنسيج في بنغلاديش، الذي انهار منذ عامين وأسفر عن مقتل وإصابة المئات.

واستطردت: "الساري هو زي يعكس تاريخنا واهتماماتنا، فهو ليس فقط زيًا يلف الجسم؛ ولكنه يعبر عن كناية تحمل سر أمهاتنا، التي أنجبتنا إلى هذه الدنيا، فهو يعبر عن علاقات أبدية، وخلفيات نأتي منها".
       

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات الساري زي هندي يحمل على عاتقه تاريخًا مثقلًا من أسرار الأمهات



GMT 10:09 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

قطع مناسبة لإطلالات الحفلات من الملابس المتواجدة في خزانتك

GMT 09:48 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أثارت الجدل للنجوم والنجمات في 2021

GMT 10:28 2021 الأحد ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

درة زروق تخطف الأنظار في افتتاح القاهرة السينمائي

GMT 17:34 2021 الثلاثاء ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

"ماركس وَسبنسر" تطلق تشكيلتها لخريف 2021 من ملابس النوم النسائية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 15:48 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

لا تتورط في مشاكل الآخرين ولا تجازف

GMT 07:51 2021 الإثنين ,13 كانون الأول / ديسمبر

السائح الدنماركي... وجولة المستقبل الخليجي

GMT 04:48 2016 الأحد ,18 كانون الأول / ديسمبر

إلغاء نتائج أحد عشر مقعدًا من البرلمان الجديد

GMT 22:05 2016 الجمعة ,11 آذار/ مارس

أفكار تسريحات شعر لإطلالة مميزة

GMT 11:49 2020 الإثنين ,05 تشرين الأول / أكتوبر

سدود صناعية تنقذ مدينة "البندقية" الإيطالية من أعماق البحر
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia