إدارة مهرجان كان تتفادى النقد بـ3 مخرجات و5 نساء في لجنة تحكيم
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

نادين لبكي تشارك بفيلم "كفر حانوم" في المسابقة الرسمية

إدارة مهرجان "كان" تتفادى النقد بـ3 مخرجات و5 نساء في لجنة تحكيم

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - إدارة مهرجان "كان" تتفادى النقد بـ3 مخرجات و5 نساء في لجنة تحكيم

نادين لبكي
باريس - العرب اليوم

لم تكن الأصوات التي انتقدت غياب أفلام نسائية الإخراج عن المسابقة الرسمية للدورة الحادية والسبعين من مهرجان "كان" السينمائي بالوفرة التي سادت في الأعوام القليلة الماضية.
ذلك أنّ الدورة الجديدة، تضم من ناحية، عددًا من المخرجات اللاتي سيطرحن أعمالهن في مسابقة المهرجان الرسمية كما في المسابقات الجانبية. ثانيًا، لأنّ المنتقدين أدركوا أنّ المهرجانات لا تُدار على أساس أي من الجنسين، الذكر أم الأنثى، سيكون حاضرًا، بل إذا ما كانت أفلامًا نسائية تستحق المشاهدة.

سؤال من نادين لبكي
في كل الحالات، استجاب المهرجان ورئيسه التنفيذي تييري فريمو، إلى النقد الذي وجّه إليه قبل ثلاثة أعوام ورفع من عدد المخرجات المشتركات. وفي هذه الدورة تحديدًا نجد ثلاث مخرجات يتنافسن على جوائز "كان" في المسابقة الرسمية وثلاث أخريات في مسابقة "نظرة ما". الأسماء النسائية تتوزع أيضًا في أقسام "نصف شهر المخرجين" و"أسبوع النقاد" وليس للمرّة الأولى.

وفي المسابقة لدينا نادين لبكي، تلك المخرجة اللبنانية المثابرة التي ربحت أشواطًا من الإعجاب بفيلميها السابقين "سكر بنات" 2007 و"هلأ لوين؟" (2011). فيلمها المشارك عنوانه "كفر حانوم". أول أفلامها كان أفضل من الثاني. كان دراما عن نساء يعملن في صالون حلاقة نسائي ومشاغلهن داخل العمل وخارجه. بارقة أنثوية لامعة حققت المرجو منها فنًا وتجارة.

أما الفيلم الثاني كان كوميديًا حول نساء قرية يقررن امتلاك مقاليد الحكم في تلك القرية بسبب خلاف الرجال السياسي والاجتماعي. وكان فيلمًا طامحًا لما لم يُنجز كاملًا بسبب رهان على قبول الفانتازيا التي حملها، وهذا الثالث الذي سيعرضه المهرجان في طيات الأسبوع الثاني من دورته، غامض. إذا ما تفحصنا دليل المهرجان، سنجد أن المخرجة اكتفت بثلاثة أسطر مأخوذة من حوار بين قاضٍ وصبي يسأل الأول: "لماذا تريد أن تقاضي والديك؟"، فيرد الصبي "لأنّهما أتيا بي إلى الحياة". هذا لا يقول شيئًا يذكر ولا هي لفتة إعلامية جيدة خصوصًا إذا ما توخت إثارة تشويق ما من هذا المقتطف.

وقبله سنشهد عرض "سعيد مثل لازارو" للإيطالية أليس رورفاخر "ألمانية الأب" الذي يتمحور حول الفتى الذي يعيش في بلدة صغيرة والثري الذي يطلب منه تلفيق خطفه، إنه الفيلم الخامس للمخرجة التي تبدّت قبل اثنتي عشرة عامًا كمخرجة واعدة. مثل لبكي حققت فيلمها الأول، "الشيء المفقود" في 2006 وقدمته من على شاشة مهرجان روما آنذاك.

الفيلم الثالث من إخراج امرأة في المسابقة الرسمية هو "بنات الشمس" لإيفا أوسون. هذا فيلمها الروائي الطويل الثالث وكان الأول "وعنوانه "هؤلاء الذين بسببهم تبقى الأمور معقدة" عرض في مهرجانين فرنسيين صغيرين "بريڤ وڤندوم". فيلمها الجديد يبدو أكثر تعقيدًا من أي من أعمالها السابقة إذ تدور أحداثه حول مجموعة من المحاربات الكرديات في العراق يواجهن قوات المتطرفين. قائدة هذه المجموعة غولدشفته فرحاني، تحاول في الوقت نفسه البحث عن ابنها المفقود.

خلل في لجنة التحكيم
تقييم هذه الأفلام سينتظر حتى عرضها، لكنّ هذا الحضور وراء الكاميرا ليس الوحيد في سياق الاهتمام بمنح المرأة وجودًا يحتل حيزًا كبيرًا، بل اختار المهرجان أن ينتقي خمسة نساء في لجنة تحكيم تتألف من تسعة أعضاء، هن الممثلة كيت بلانشيت التي ترأس لجنة التحكيم، والمخرجة الأميركية آفا دوفرني والموسيقية "لم يحدد المهرجان هويتها الأفريقية" خادجا نين والممثلة الفرنسية ليا سيدو "إحدى بطلتي فيلم "اللون الأزرق أكثر دفئًا"، والممثلة الأميركية كريستن ستيوارت.

أمّا الرجال فهم الممثل الصيني تشانغ تشن والكاتب والمنتج الفرنسي روبير غويدنيان والمخرج الروسي أندريه زفينتسف والمخرج الكندي دنيس فيلنيوف، هناك خلل لكنّه ليس ناتجًا عن عدد المحكمات الإناث في مقابل عدد المحكمين الرجال. هذا يتبع صورة يريد المهرجان التباهي بها. لكنّ الخلل الفعلي هو الجمع بين مخرجين من عمالقة سينما اليوم هما فيلنيوف وزفينتسف وبعض الأسماء الأنثوية التي لم يسمع عنها أحد "خادجا نين التي ليس لديها أي عمل موسيقي للسينما ولا أي نشاط سينمائي في أي جانب آخر" أو التي برزت من دون نضج وما زالت على هذا النحو "ليا سيدو".

كيف سيمكن لمن لا يعرف الكثير أن يدير الحكم على النتائج المقبلة سيبقى بدوره أمرًا مستقبليًا نصل إليه في تحليل لاحق ومحاولة قراءة توجهات اللجنة تبعًا لمعرفة أو جهل من فيها، فالاقتراب من هذه الثلة، نساء ورجالًا، ممنوع. في "كان" خصوصية مطلقة وضرورية بالفعل. كيت بلانشيت لم تتفوه شيئًا حتى من قبل وصولها إلى "كان" الإثنين. كانت، حسب مصدر فرنسي، أول الأعضاء الذين وصلوا إلى المهرجان وجلستها الأولى مع أعضاء اللجنة تمّت بعد ظهر الثلاثاء.

الطموح السعودي في "كان"
 يتابع الحاضرون لدورة مهرجان "كان" السينمائي هذا العام عدة مستجدات مهمّة على الساحة السينمائية، فهناك، على سبيل المثال، الأثر الفعلي للتغييرات التي اعتمدتها الإدارة، فيما يخصّ العروض وعمّا إذا كانت ستحقق النتائج المرجوة من دون أن يترك ذلك أثرًا سلبيًا في المقابل بالنسبة للإعلاميين. هناك أيضًا مسألة مستقبلية تعرّضت لها في مقال سابق تتمحور حول مدى استعداد المهرجان لتليين موقفه بحيث يستطيع استقبال التطوّرات التقنية الحاصلة بدراية وسعة صدر.

 على أنّ المسألة الأكثر لفتًا للاهتمام الإعلامي الذي تناولته صحف ومواقع فرنسية وأميركية عدة، هو الاشتراك الرسمي الأول للسعودية عبر جناح خاص للهيئة العامة للثقافة في هذا الصّرح العالمي الكبير. هذا بالنسبة لأكثر من فريق يلتقي هنا في خضم ما تحتويه السينما من جوانب وصناعات، هو الحدث الأهم عالميًا حتى الآن، ومرشح لأن يبقى كذلك حتى نهاية العام. إن لم يفعل، فإنّه سيبقى أحد الأحداث الأبرز.

 مرد ذلك ببساطة يتجاوز أنّ السعودية فتحت أبواب صالات السينما على أهمية هذا البادرة. إنّه في قرار ولي العهد محمد بن سلمان نقل البلاد من وضع جيد إلى وضع أفضل. من مجرد السّماح للسعوديين والقاطنين في أرجاء المملكة بمشاهدة الأفلام "في زمن لم يعد صعبًا مشاهدتها بوسيط أو بآخر" إلى الدفع باتجاه تنمية صناعية كاملة تشمل الإنتاج وتشمل الثقافة السينمائية ونشر التوعية عبر الصورة والكلمة على حد سواء.

 لا ننسى أنّه في فبراير/ شباط الماضي، أصدر الأمير الشاب والطموح قرارًا بتخصيص 64 مليار دولار "لاستثمارها خصيصًا في قطاع الترفيه" على مدى الأعوام المقبلة. وأن زيارته لهوليوود نتج عنها عقودًا تفوق الـ400 مليار دولار من شأنها توسيع قاعدة العمل السينمائي بدءً من قممه الإنتاجية وما يليها.

وفي كان، وفي هذا الجو المريح والطموح، تشترك السعودية رسميًا للمرّة الأولى عبر "المجلس السعودي للأفلام" وتحت شعار "مملكة من الفرص". وزارة الثقافة السعودية، التي يرأسها عواد العواد، تتمثل في المهرجان عبر موقعها الميداني الخاص وبالرغبة في التواصل مع العالم وفتح المجالات أمام المواهب السعودية التي ما زال أمامها الكثير لتتعلمه في مجالات الإخراج والكتابة والإنتاج والصناعة بأكملها.

 هذا الحضور والطموح ما عادا مشروعًا مستقبليًا بل واقعًا يحدث أمام العين مصحوبًا برعاية رسمية ورغبة حثيثة في إنجاز سينما سعودية فاعلة تضيف وتتميز.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إدارة مهرجان كان تتفادى النقد بـ3 مخرجات و5 نساء في لجنة تحكيم إدارة مهرجان كان تتفادى النقد بـ3 مخرجات و5 نساء في لجنة تحكيم



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia