حالة من خيبة الأمل تخيّم على الأوساط الفنية في مهرجان كان
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

انقضى النصف الأول من أيام الدورة بدون مفاجأة حقيقية

حالة من خيبة الأمل تخيّم على الأوساط الفنية في مهرجان "كان"

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - حالة من خيبة الأمل تخيّم على الأوساط الفنية في مهرجان "كان"

مهرجان "كان" السينمائي
باريس _ العرب اليوم

تخيّم حالة من خيبة الأمل على الأوساط الفنية في مهرجان "كان" السينمائي، وذلك بسبب ما من تحفة كانت تستحق عناء اجتياز مسافات شاسعة للوصول إلى هذه المدينة الجميلة وعناء الانتظار أوقاتاً طويلة لدخول أي صالة وحضور أي فيلم.كل شيء أقل من عادي حتى اللحظة، وإذا زعق متحمس من هنا أو آخر من هناك بأن الفيلم العلاني الذي شاهده، تحفة كبيرة، فهو سيسكت بعد ثوانٍ حين يلاحظ أن ما من أحد يشاركه حماسته.

ومرّ النصف الأول من أيام الدورة السبعين من مهرجان "كان" السينمائي. ونسارع هنا إلى القول أنه نادرًا ما حدث أن انقضى النصف الأول من دون مفاجأة سينمائية حقيقية. المفاجأة الوحيدة في "كان" حتى الآن هي أن كل شئ أقل من العادي. مهما يكن، فلا تزال هناك أيام وعروض منتظرة، ويستحسن لمحبي السينما أن يتجملوا بالصبر، لعل وعسى. لكنهم في انتظار ذلك يرون أفلامًا انتظروها بلهفة وهي تسقط الواحد بعد الآخر. ومن البديهي القول إن الغضب أمام هذا الواقع يبدو في حجم التوقعات. وآخر الفصول في هذا السياق، فيلم "جانيت: طفولة جان دارك" لبرونو دومون، في أسبوعي المخرجين، وطبعاً، "نهاية سعيدة" للنمساوي ميشال هانيكي في المسابقة الرسمية. سنعود إلى فيلم دومون في رسالة مقبلة، ونتوقف هنا عند فيلم هانيكي، لسبب بسيط هو أن هذا المبدع السينمائي الكبير، المشارك في رقم قياسي "كانيّ" بفوزه بسعفتين ذهب من قبل، كان كثيرون يتوقعون فوزه بالثالثة مسجلاً سابقة تاريخية، وذلك بالاستناد إلى ما كُتب وقيل عن فيلمه الفرنسي، قبل أن يشاهده أحد! لكن الصورة اختلفت جذرياً بعد العرض. صار السؤال مزدوجاً: كيف سمح مخرج من طينة هانيكي لنفسه بأن يحقق فيلماً يتسم بهذا المقدار من السطحية؟ ثم: لماذا عُرض الفيلم في المسابقة الرسمية؟ وحتى الذين اعتبروا الفيلم تتمة في شكل أو في آخر لتحفة هانيكي السابقة "حب"، مستندين إلى وجود جان لوي ترنتينيان باسم جورج، كما في الفيلم السابق، وكونه عجوزاً يعيش على حافة الخرف وسبق أن قتل زوجته حباً بها، وكون إيزابيل هوبير تلعب دور ابنته. هؤلاء راحوا يبحثون عن علاقات أكثر جدية بين الفيلمين فلم يجدوها.

يبقى العنوان. فربما، فقط ربما، أمام السوداوية التي التُقطت، خطأ، في نهاية "حب" (2012) شاء المخرج أن يعيد تصوير نهاية وصفها هنا بـ "السعيدة" بانياً انطلاقاً منها حكاية تلك العائلة البورجوازية من مدينة كاليه، وتفككها، والسعادة التي لا يمكنها العثور عليها في وقت يتدهور رب العائلة جورج، غائصاً في خرفه وصولاً إلى حافة موته... وهي سمات تطبع عادة سينما صاحب "الرباط الأبيض" و "ألعاب مضحكة".

لكن هذا يبدو أشبه بما سبقت رؤيته، وكذلك حال الإشارات الطبقية والعنصرية (حيث الفرز قائم بين الخدم المغاربة وأرستقراطيي العائلة الفرنسية)، وصراعات الأجيال، من دون أن ننسى المشاهد التي تصور المهاجرين في كاليه وهم يستعدون لمحاولة عبور نفق المانش من جديد. كل هذا يعبر عنه الفيلم ويقوله هانيكي، ولكن، ليقول ماذا في نهاية الأمر؟ صحيح أنه تبقى للفيلم لغته السينمائية القوية، وما هو معتاد من إدارة هانيكي المميزة لممثليه، والصورة المشرقة التي يقدمها للمدينة. ولكن، ما هو الشيء الذي يمكن اعتباره جديداً في هذا كله؟ وهل يكفي أن يعود مخرج كبير إلى زيارة موضوعاته السابقة واللفتات التي صنعت، فيلماً بعد فيلم، مجده السينمائي الكبير، حتى يزعم أنه يقدم جديداً؟ هل يكفي أن يحمل فيلم توقيع مخرج صاحب اسم كبير، ومهما كان من شأن هذا الفيلم، حتى يتصدر مسابقة عرفت كيف تجعل من ذاتها أمّ المسابقات السينمائية في العالم؟ ذلك هو السؤال.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

حالة من خيبة الأمل تخيّم على الأوساط الفنية في مهرجان كان حالة من خيبة الأمل تخيّم على الأوساط الفنية في مهرجان كان



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia