المصرف المركزي الألماني يكشف النقاب عن مخزونه من الذهب
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بعد ضغوط من السياسيين والرأي العام لمعرفة حقيقة السبائك

المصرف المركزي الألماني يكشف النقاب عن مخزونه من الذهب

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المصرف المركزي الألماني يكشف النقاب عن مخزونه من الذهب

المصرف المركزي الألماني
برلين - العرب اليوم

كشف معرض في المصرف المركزي الألماني النقاب عن مخزون الذهب الهائل في هذه الهيئة المصرفية، مثبتًا للأكثر تشكيكًا في وضعها أن السبائك الألمانية موجودة بكلّ ثقلها.

وتعد ألمانيا الاقتصاد الأكبر في الاتحاد الأوروبي مع أعلى نسبة من الصادرات، وتمتلك ثاني أكبر مخزون للذهب في العالم بعد الولايات المتحدة، مؤلّف من 3400 طنّ من المعدن النفيس، أي ما يقدّر بـ117 بليون يورو.

ولكن خلال عقدين من الزمن، لم يكن الجزء الأكبر من هذه السبائك على الأراضي الألمانية، بل مودعاً في مصارف في نيويورك ولندن وباريس.

وكانت السلطات تخشى إبان الحرب الباردة أن يغزو الاتحاد السوفياتي ألمانيا الغربية ويستولي على هذا الذهب. ولكن الضغوط المتزايدة من الرأي العام، دفعت المصرف المركزي، المعروف بـ "بوندسبنك" أو "بوبا" والذي يتّخذ في فرانكفورت مقرًا، إلى إعادة نصف السبائك إلى الوطن، في إطار سلسلة من العمليات بقيادة كلّ من مجلس الاحتياط الفيديرالي والمصرف المركزي الفرنسي انتهت العام الماضي. وكانت ألمانيا استعادت منذ العام 2000 جزءً من الذهب المودع في إنجلترا بسبب تكاليف الإيداع.

وباتت هذه السبائك الآن محفوظة في موقع سري في المصرف المركزي الألماني، ولم تعرض سوى 8 سبائك في متحف المال في إطار معرض "الذهب كنز في المصرف المركزي الألماني" الذي يقام بين 11 الجاري و30 أيلول /سبتمبر المقبل.

 وقال العضو في مجلس إدارة "بوبا" كارل-لودفيغ تيله، وإلى جانبه 12 كيلوغرامًا من الذهب المعروض خلف واجهات "اتخذنا هذه المبادرة لنظهر للمواطنين أن سبائك الذهب موجودة فعلًا". وأضاف "نريد أن يثقوا بالمصرف المركزي وبمخزونه من الذهب، ولا يمكننا التوصل إلى ذلك إلا من خلال الشفافية".

وتبرر الهيئة المصرفية قرار إعادة هذا الذهب إلى الوطن بتبدّل الأحوال الجيوسياسية، ولكن الدافع الفعلي وراء هذه الخطوة في نظر خبراء هو ضغوط السياسيين والرأي العام، حتّى أن بعضهم تساءل إن كان هذا الذهب موجودًا فعلًا. واشتدت هذه الضغوط خصوصاً خلال أزمة المديونية التي عصفت بمنطقة اليورو، ما دفع المستثمرين إلى اللجوء إلى الذهب الذي يعدّ ملجأ في هذه الظروف.

وعلت أصوات للاستعلام عن مخزون الذهب، "لدرجة بات البعض يتساءل إن كانت الودائع في ألمانيا والخارج فعلية"، بحسب تيله". وأطلق النائب عن الحزب الشعبوي اليميني المتطرف "البديل لألمانيا" بيتر بوهرينغر حملة "أعيدوا مالنا إلى الديار" التي أمطرت الـ "بوندسبنك" بوابل من الرسائل والعرائض.

وفي ظل هذه الضغوط، كشفت الهيئة المركزية عام 2013 عن خطة لإعادة نصف سبائكها المقدّر عددها بـ270 ألفاً، ووهو قرار حكيم بالنسبة إلى الموظف المصرفي المتقاعد برنار لودربوش (63 سنة) الذي قال خلال زيارة المعرض: "يكفي أن يندلع نزاع في الخارج كي يختفي كلّ هذا الذهب".

وبات اليوم 1710 أطنان من الذهب مودعة في فرانكفورت ونحو 1200 طن في نيويورك و430 طناً في لندن. وكلّ الذهب المودع في باريس أعيد العام الماضي، إذ اعتبر المصرف المركزي أن لا فائدة من إيداع الذهب في فرنسا التي تنتمي مثل ألمانيا إلى منطقة اليورو في حال اندلعت أزمة استجوبت تحويل المعدن الثمين إلى سيولة. ولكن قرار حفظ الذهب في الخارج لا يزال صائباً في هذه الأيام، فلدى مجلس الاحتياط الفيديرالي أكبر احتياط نقدي في العالم، في حين أن لندن هي المركز العالمي للاتجار بالذهب.

وحرمت ألمانيا بعد هزيمتها عام 1945 من الذهب، وجمّعت هذا الكنز في سنوات "المعجزة الاقتصادية". وصحيح أن الذهب لم يعد بالأهمية ذاتها التي كان عليها في الماضي في النظم المالية، ولكنه يبقى "صمام أمان" في فترات الاضطرابات، وفق الـ "بوندسبنك". ولا يزال الألمان الذين حفرت في ذاكرتهم ذكريات أليمة للتضخّم الجامح في جمهورية فايمار الذي سبق وصول الناريين إلى الحكم، يتمسكون بشدّة بالذهب، ويمثل في مخيلتهم "المال والسلطة والجشع، وهي أسباب قتل بسببها الناس وشنت من أجلها حروب"، بحسب لودربوش.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصرف المركزي الألماني يكشف النقاب عن مخزونه من الذهب المصرف المركزي الألماني يكشف النقاب عن مخزونه من الذهب



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 23:18 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

«مو ضروري» لـ ماجد المهندس تحصد 35.2 مليون مشاهدة

GMT 06:41 2014 الإثنين ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

السير المعوج

GMT 02:18 2017 الخميس ,15 حزيران / يونيو

يسرا تكشف سبب اعتذارها عن مسلسل "الزيبق"

GMT 12:07 2020 الأحد ,20 أيلول / سبتمبر

وفاة نائب رئيس حكومة أوزبكستان بفيروس كورونا

GMT 00:31 2021 الجمعة ,22 كانون الثاني / يناير

دراسة تؤكد أن الكلاب لا تفهم البشر جيدًا

GMT 13:32 2014 الإثنين ,03 شباط / فبراير

إغلاق بورصة الأردن على تراجع بنسبة 0.18%
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia