استقلالية البنوك المركزية تُمثل جوهر قضية حركة العملات
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يطالب المسؤولون السياسيون بتحريك الفائدة على العملة

استقلالية البنوك المركزية تُمثل جوهر قضية حركة العملات

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - استقلالية البنوك المركزية تُمثل جوهر قضية حركة العملات

البنك المركزي الأوروبي
لندن - العرب اليوم

تمثل استقلالية البنوك المركزية جوهر قضية تحركات العملة، والتي زاد الحديث عنها الفترة الأخيرة، وحذر خبراء من بلوغها "حرب عملات"، حال فقد البنك المركزي في دولة ما من صلاحيته للسياسة المالية، أو صار أداة للمسؤولين.

وزادت التشابكات، في الفترة الأخيرة، بين بعض البنوك المركزية ورؤساء دولهم، وما زالت مستمرة، بيد أن السياسة النقدية عادة ما تضع نفسها كحارس للعملة، في حين يطالب المسؤولون السياسيون بتحريك الفائدة على العملة تباعًا لسياساته الوقتية.

وتخلى الرئيس الأميركي دونالد ترمب، رئيس أكبر اقتصاد في العالم، في يوليو/ تموز الماضي، عن لياقته تجاه استقلالية مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأميركي "البنك المركزي"، وقال علنًا، «لست سعيدًا بسياسة البنك المركزي".

ودافع ماريو دراغي، رئيس البنك المركزي الأوروبي، الجمعة الماضية، عن استقلال البنك بعد ساعات من اتهام السياسيين الشعبويين في إيطاليا له بالمسؤولية عن زيادة التوترات في أسواق المال، والتي تهدد سلامة البنوك الإيطالية.

بيد أن تغيير السياسات الكلية ربما يؤتي برجال تخدم تلك السياسات، وهو ما يتعارض مع استقرار العملات، الأمر الذي ينعكس على حركة التجارة العالمية ومن ثم معدل النمو العالمي المتوقع.

شكوى المركزي الهندي

أعرب مسؤول كبير في بنك الاحتياطي الهندي، السبت،عن قلقه البالغ إزاء محاولات الحكومة التعدي على ما يتمتع به البنك من استقلالية، في إطار سعيها للحصول على مزيد من الصلاحيات للرقابة على البنوك العامة، بهدف تنقية وتعزيز النظام المصرفي في البلاد.

وقال نائب محافظ البنك المركزي الهندي، فيرال أشاريا، مسؤول السياسة النقدية، في كلمة له في مدينة مومباي، الجمعة، إن البنك يتمتع بصلاحيات محدودة لضمان انضباط البنوك الحكومية التي يوجد بها مخالفات، فهو لا يملك صلاحية تعيين موظفي أي بنك أو سحب التراخيص أو الدفع باتجاه دمج البنوك مع بعضها البعض، بحسب ما أوردته وكالة أنباء «بلومبرغ» الأميركية، السبت.

وأضاف أن الحكومة تُقوِّض استقلالية البنك المركزي عبر مساعيها لتحصيل نصيب أكبر من الفوائض، في الوقت الذي يسعى فيه البنك إلى تعزيز حسابه الختامي.

وأكّد نائب المحافظ أن استقلالية البنك المركزي، تضمن عدم إخفاء خسائر البنوك جراء المساس بمعايير الإشراف والرقابة، موضحًا أن هذا سيمثل إصلاحًا حقيقيًا شاملًا لصالح مستقبل الاقتصاد الهندي.

ووضعت السياسات العامة لبعض الدول بالكاد، محافظي البنوك المركزية في موقف المدافع عن استقلاليته، والدفاع عن قرارات السياسة النقدية إذا كانت انكماشية "رفع الفائدة" أو توسعية "تخفيض الفائدة".

شكوى المركزي الأوروبي

وقال رئيس البنك المركزي الأوروبي، ماريو دراغي، قال في كلمة له في بروكسل، الجمعة، "المصداقية معلقة على الاستقلال، لا يجب أن يخضع البنك المركزي لأي سيطرة مالية أو سياسية، ويجب أن يكون حرًا في اختيار الأدوات التي يراها الأكثر مناسبة لتنفيذ مهمته، لذلك يجب على المشرعين حماية استقلال البنوك المركزية".

ودخل دراغي، الإيطالي الجنسية، في نزاع علني مع حكومة بلاده بعد أن أشار إلى المخاطر الناجمة عن ارتفاع العائد على سندات الخزانة الإيطالية على خلفية الخلاف بين روما والمفوضية الأوروبية، بشأن العجز في موازنة إيطاليا للعام المقبل.

واستغل رئيس البنك المركزي الأوروبي، المؤتمر الصحافي الدوري له بعد اجتماع مجلس محافظي البنك، الخميس، لدعوة الحكومة الإيطالية من أجل تخفيض نبرتها الشعبوية، وضرورة تبني سياسات تكبح جماح تكاليف الاقتراض.

ورد نائب رئيس وزراء إيطاليا، لويجي دي مايو، على تصريحات دراغي، الجمعة، باتهام الأخير بتسميم المناخ، وقال ألبيرتو باجناي، رئيس لجنة الشؤون المالية في مجلس الشيوخ الإيطالين إن تحذيرات رئيس البنك المركزي الأوروبي "هراء".

وبين استقلال البنوك المركزية واتهامها باستمرار بتدمير الاقتصاد بسياساتها، على غرار ما صرح به الرئيس الأميركي دونالد ترمب، في يوليو/تموز الماضي، قدم وزير الخزانة الأميركي ستيف منوتشين، تأكيدات بشأن استقلالية الاحتياطي الفيدرالي.

ووصف منوتشين في حديث لقناة «فوكس نيوز» الأميركية، خلال شهر يوليو/تموز، أداء الاقتصاد الأميركي بأنه على سكة النمو السريع والمستدام، بعد تحقيق نمو بلغت نسبته 4,1 في المائة في الفصل الثاني، لكنه أيضًا كان مجبرًا على تبديد مخاوف أثارتها تصريحات للرئيس دونالد ترمب مؤخرًا،بشأن خطوات لمجلس الاحتياطي الفيدرالي لرفع سعر الفائدة.

وقال منوتشين، "نحن كإدارة ندعم بشكل مطلق استقلالية الاحتياطي الفيدرالي، والرئيس أعرب عن ذلك بوضوح"، مضيفًا، "دعوني أكون واضحًا، أنه يحترم بالكامل استقلالية الاحتياطي الفيدرالي".

ترامب ينتقد مجلس الاحتياطي الاتحادي

ويتبع الرؤساء الأميركيون في العادة عرفًا بالإحجام عن تناول عمل البنك المركزي الأميركي في تصريحات علنية، لكن ترامب خرج عن تلك الأعراف، وقال خلال مقابلة مع قناة "سي إن بي سي"، في 20 يوليو/تموز، "لا يروق لي أننا نبذل كل هذا العمل في الاقتصاد، ثم أرى أسعار الفائدة ترتفع".

ورفع الفائدة يكبح الاستثمار المباشر، أو يقلل من نسبته، حسب أسعار الفائدة والعملة نفسها، وهو ما انعكس على حجم تداولات الدولار الفترة الأخيرة، فقد زادت التعاملات على العملة الأميركية بعد رفع الفائدة مرتين وسط توقعات برفعها مرتين أخريين.

ويُعاني البنك المركزي التركي، من تدخلات مباشرة بسبب سياسته النقدية، فقد وجه الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، انتقادات مباشرة سابقًا لسياساته، وقرر البنك المركزي التركي، الخميس، الإبقاء على سعر الفائدة الرئيسي، وأعلن في بيان، بعد اجتماع للجنة السياسة النقدية، أنه قرر الإبقاء على سعر إعادة الشراء "ريبو" لأجل أسبوع عند 24 في المائة، وبعد الإعلان، فقدت الليرة التركية 1 في المائة من قيمتها في مقابل الدولار واليورو، وترفع البنوك المركزية عادة أسعار الفائدة للمساعدة في كبح ارتفاع معدل التضخم "أسعار المستهلكين".

لكن يبدو أن الأموال الرخيصة الناتجة عن الأزمة المالية عام 2008، التي أجبرت البنوك المركزية على فائدة صفر، في محالة لإنعاش الاقتصاديات، بعد ركود اقتصادي، ما زالت تلقي بظلالها على أسعار الفائدة الحالية ومعدلات التضخم، وسط توقعات بأزمة أخرى بدأت تلوح في الأفق بأزمة عملات الأسواق الناشئة.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

استقلالية البنوك المركزية تُمثل جوهر قضية حركة العملات استقلالية البنوك المركزية تُمثل جوهر قضية حركة العملات



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia