الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بين مطالب الشعب والاحتجاجات المستمرة وضعف النمو الاقتصادي

الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة

الحكومة الأردنية
عمان - العرب اليوم

تواجه الحكومة الأردنية الجديدة مرحلة صعبة وخيارات لا تبدو سهلة لمواجهة احتجاجات الشارع الذي تآكلت مداخيله نتيجة زيادة الضرائب والرسوم، بالتزامن مع تضاؤل المنح والمساعدات التي تتلقاها الخزينة العامة، إضافة إلى ضعف النمو الاقتصادي المتأثر بالظروف الإقليمية.

وتظهر أرقام وزارة المال الأردنية أنها تلقت في الشهرين الأولين من العام الحالي أقل من 100 مليون دولار من المنح والمساعدات، علمًا أنها وضعت على أساس تلقي نحو بليون دولار للسنة المالية بأكملها، إذ كانت تصل إلى 1.7 بليون دولار في السنوات الماضية.

احتجاجات الشارع الأردني

وشهد الكثير من المحافظات الأردنية احتجاجات للتعبير عن رفض المواطنين السياسات الحكومية، وتخللت بعضها أعمال شغب، وتفاوتت الشعارات التي رفعها المحتجون، ومنها على سبيل المثال "معناش" ردًا على مشروع قانون "ضريبة الدخل"، و"صفها واطفيها على الدوار الرابع"، مقر رئاسة الوزراء الأردنية، والذي يدعو إلى إيقاف السيارات وإطفاء محركاتها عند مقر الرئاسة.

وأطاحت الاحتجاجات الشعبية المتواصلة منذ أيام في الأردن، حكومة هاني الملقي، ويطالب المحتجون بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وسحب مشروع قانون ضريبة الدخل وإلغاء نظام الخدمة المدنية المقترح، والتوقف عن سياسة رفع الأسعار واللجوء إلى جيب المواطن لسد العجز في الموازنة العامة.

وكان مشروع قانون ضريبة الدخل مثابة الشرارة التي فجرت الاحتجاجات في ظل التزام الأردن ببرنامج إصلاح اقتصادي مع صندوق النقد الدولي، والذي يشكل تعديل القانون الساري أهم محاوره، إذ يطالب الصندوق بضرورة توسيع الشرائح المشمولة في فئة دافعي الضرائب من المواطنين، ما ترجم في بنود مشروع القانون بخفض الإعفاءات للعائلات والأفراد، ورفع نسبة ضريبة الدخل إلى 40 في المئة على المصارف والتأمين على سبيل المثال.

وكشف الأرقام المترتبة على القانون، أن العائلة التي كانت تحصل على دخل سنوي قدره 33.8 ألف دولار، تعادل "2282" دولارًا شهريًا، إضافة إلى 5650 دولارًا في شكل فواتير استشفاء وتعليم. لكن مشروع القانون الجديد جاء ليخفض الإعفاءات إلى 22.598 دولارًا، حيث ستدفع العائلة التي تتقاضى أكثر من ذلك للخزانة.

ولم تأتِ مجابهة هذا القانون وليدة اللحظة، وإنما هي نتيجة تراكمات ناجمة عن السياسات المالية التي اعتمدت بعد "الربيع العربي"، ولجوء الأردن إلى صندوق النقد الدولي لينفذ برنامجه الأول (2012- 2015)، "برنامج الاستعداد الائتماني" والذي يعرفه الصندوق بأنه يسمح بتسريع التمويل الخارجي لحاجات البلدان، ودعم السياسات المصممة لمساعدتها على الخروج من الأزمات واستعادة النمو القابل للاستمرار، وفقًا لموقع صندوق النقد الدولي.

معدلات النمو الاقتصادي

وفشل النمو الاقتصادي على أرض الواقع في تحقيق المعدلات القوية الموعودة، وكان معدله في بداية عمر البرنامج الأول "الاستعداد الائتماني" يقترب من 3 في المئة، وهو يقف الآن عند 2 في المئة نتيجة التداعيات الإقليمية ومنها تدفق نحو 1.3 مليون شخص من اللاجئين السوريين على الأردن، وتوقف صادراته إلى العراق وسورية.

وحتى يتمكن الاقتصاد الأردني من استيعاب أعداد الداخلين من شبابه إلى سوق العمل، تفترض الدراسات أن يتحقق نمو اقتصادي يقارب 7 في المئة، وهو بعيد المنال الآن، ما جعل الأرقام الرسمية خلال السنوات الأربع الماضية تعلن صراحة أن معدلات البطالة ارتفعت إلى 18.3 في المئة، مقارنة بـ11.9 في المئة في العام 2014.

صندوق النقد الدولي

وكانت بعثة صندوق النقد الدولي زارت الأردن الأسبوع الماضي، قبل الاحتجاجات في الأردن، وتزامنت زيارتها في يومها الأخير مع دعوات النقابات المهنية إلى إضراب عام ليوم واحد احتجاجًا على مشروع قانون ضريبة الدخل، وصفت المشاركة في الإضراب بأنها الأوسع، وفئة الموظفين هي الأكثر تضررًا بالقانون الجديد لأن مداخيلهم معروفة، إذ يطبق القانون عليهم بسهولة في حال بقي على حاله من دون تعديلات، فيما لا يرى الشارع نجاحات حكومية سابقة في ملاحقة المتهربين من الضريبة، على رغم أن هذا التعديل هو الرابع منذ 2010.

ويشير خبراء صراحة إلى أن بعض المهن في الأردن لا يدفع ما يستحق عليه من ضرائب. وعجزت الحكومات عن مكافحة التهرب الضريبي، لكن وزير المال الأردني السابق عمر ملحس، ذكر سابقًا أن "دائرة التحقيقات المالية" التي ستنشأ بموجب القانون "ستحد من التهرب الضريبي".

أزمة ثقة

وتشهد أزمة الثقة بين الشارع والحكومات توسُّعًا كبيرًا في ظل الضغوط المعيشية وكثرة الإجراءات الحكومية الهادفة إلى موازنة بلا عجز، بخاصة أن تلك الإجراءات (فرض الضرائب والرسوم) لا تزال معتمدة منذ العام 2012.

واستهلت الحكومة الأردنية السنة المالية هذا العام بإخضاع 164 سلعة إلى الضريبة العامة على المبيعات بنسبة وصلت إلى حدها الأعلى (10 في المئة)، بعد ما كان بعضها معفى تمامًا، إلى جانب رفع الدعم عن الخبز في مقابل توزيع الحكومة دعمًا نقديًا للمستحقين، بلغ 219 مليون دولار، كجزء من شبكة الأمان الاجتماعي، وفقًا لنشرة وزارة المال.

وتشعر الطبقة الوسطى بالإنهاك بسبب الإجراءات الحكومية، لأن معظم مداخيلها ينفق على تعليم أبنائها في المدارس الخاصة، وعلى الصحة والنقل في ظل تردي مستوى الخدمات العامة.

وكان الملك عبدالله الثاني، أعطى توجيهاته للحكومة قبل استقالتها، بتجميد قرار رفع أسعار المحروقات لحزيران /يونيو، نظرًا للظروف الاقتصادية في شهر رمضان المبارك، على رغم ارتفاع أسعار النفط عالميًا، والذي على أساسه تتولى لجنة التسعير تعديل أسعار المشتقات النفطية "رفعًا أو خفضًا" منذ العام 2011.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة الحكومة الأردنية تكشف بالأرقام عوائق المرحلة وتؤكد الخيارات شديدة القسوة



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة

GMT 00:28 2016 السبت ,31 كانون الأول / ديسمبر

جمال عبد السلام يؤكّد أنه يدعم الشعب السوري

GMT 10:39 2015 السبت ,17 كانون الثاني / يناير

كيفية صناعة الموهبة والإبداع عند الأطفال؟

GMT 12:35 2017 الأربعاء ,26 تموز / يوليو

جريمة السبّ والقذف

GMT 14:54 2019 الثلاثاء ,12 شباط / فبراير

سيمبا التنزاني يتقدم بالهدف الأول في مرمى الأهلي
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia