الصين ترغب في تحوّل ممر البحر الشمالي بديلًا موسميًا عن قناة السويس
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

أكّدت أنه سيخفض من تكاليف وقود السفن التي تنتقل بين الموانئ

الصين ترغب في تحوّل ممر البحر الشمالي بديلًا موسميًا عن قناة السويس

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الصين ترغب في تحوّل ممر البحر الشمالي بديلًا موسميًا عن قناة السويس

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان
أنقرة - العرب اليوم

 أعلنت تركيا عن مسار قناة إسطنبول، في 15 يناير /كانون الثاني الماضي، التي تحدثت عن إنشائها العام الماضي، بعمق 43 كيلومترًا، على أن تقطع الغابات والأراضي الزراعية لتصل البحر الأسود ببحر مرمرة، بتكلفة 250 مليار دولار.

وقال وقتها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن شاء الله سنضع أساس القناة الجديدة، موازيًا للبوسفور, هناك قناة السويس وقناة بنما، وستكون هناك قناة إسطنبول".

و هددت إيران بإغلاق مضيق هرمز،في الأول من شهر يوليو /تموز الماضي، الذي يعد أحد أهم الممرات المائية في العالم وأكثرها حركة للسفن، وذا أهمية استراتيجية واقتصادية وتجارية كبرى لدول الخليج العربي بخاصة، ودول الشرق الأوسط بصفة عامة، بالإضافة إلى باب المندب الذي يربط البحر الأحمر بخليج عدن، ما ألقى بظلاله على حركة السفن المارة بقناة السويس.

ونشرت "واشنطن بوست" تقريرًا بشأن مضيق بيرينغ في المنطقة القطبية الشمالية، الذي يزداد الاهتمام به يومًا بعد يوم مع التغيرات المناخية التي قد تشكل تحولًا كبيرًا في مسارات الشحن العالمية.

أشارت الصحيفة أن، الأسبوع الماضي بدأت، تحت سماء مشمسة بصورة جزئية، ودرجة حرارة معتدلة نسبيًا في مضيق بيرينغ، وفي رحلة صعبة صوب الميناء، تجربة استكشاف حديثة في المنطقة القطبية الشمالية.

وقالت الصحيفة إن الرحلة قامت بها السفينة "فينتا" الكبيرة، والجديدة، والمخصصة للإبحار في الجليد، والمملوكة حصريًا لشركة الشحن الدانمركية العملاقة "ميرسك"، وهي أول سفينة حاويات في العالم تحاول تلمس سبيلها عبر البحر الشمالي، وهو الممر الشمالي الشرقي الأسطوري الذي ينطلق من حافة ألاسكا عبر شمال الدول الإسكندنافية مرورًا بساحل سيبيريا الروسي المقفر.

وأوضحت أنه من الممكن الآن اجتياز ممر العبور البحري فيما بين شهري يوليو /تموز وأكتوبر /تشرين الأول، نظرًا للانحسار السريع والمقلق للغاية للجليد في المحيط المتجمد الشمالي إثر التغيرات المناخية الكبيرة.

وتعد روسيا، والصين، وشركات الشحن التجارية العالمية من بين أصحاب المصالح ذوي الآمال الكبيرة في أن يتحول ممر البحر الشمالي بديلًا موسميًا عن قناة السويس المصرية، ويقول التقرير في هذا الصدد، "سوف يقلل من عدد الأسابيع المطلوبة، ويقلص من أوقات العبور، ويخفض من تكاليف الوقود بالنسبة للسفن التي تنتقل بين مختلف موانئ أوروبا، وآسيا، والأميركتين".

وتفتخر شركة "روزاتوم" الروسية العملاقة، التي تملك وتدير أكبر أسطول من السفن ذات المحركات النووية العابرة للبحار الجليدية في العالم، بأن ممر البحر الشمالي لا يعاني من طوابير العبور ولا قراصنة البحار، في إشارة واضحة إلى التهديدات التي يشكلها القراصنة الأفارقة في خليج عدن خلال السنوات الأخيرة.

وكان مع تسارع وتيرة حركة المرور والشحن التجارية عبر القطب الشمالي، فإن البيئة التي لا تزال حتى يومنا هذا نقية وبسيطة للغاية، ولا يسكنها إلا عدد محدود جدًا من السكان، وهم في الغالب الحيتان، والحيوانات المائية، وحفنة من العلماء إلى جانب السكان الأصليين، وأطقم إزالة الجليد، وعمال شركات النفط، من شأنها أن تشهد الكثير من التحولات.

يمكن أن يثور الخلاف بين روسيا، وعدد من المنافسين الدوليين، بشأن مـن سيتولى السيطرة ومن أين؟ وقد حذر وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو، الشهر الماضي، قائلًا: "لقد تحول القطب الشمالي إلى هدف للمصالح الإقليمية، والموارد الطبيعية، والمصالح العسكرية الاستراتيجية لعدد من البلدان المعنية. ومن شأن ذلك أن يسفر عن تصاعد في احتمالات نشوب الصراع في هذه المنطقة".

و كان الطرف القطبي الشمالي قبل عقود مضت، من ساحات الصراع في حقبة الحرب الباردة ومضمارًا للتبارز البحري ومناورات الغواصات بين مختلف القوى الدولية. بيد أن الصراع المقبل سيحمل صبغة تجارية أكثر منها عسكرية كما كان الأمر من قبل.

وأوضح تقرير "واشنطن بوست" أن "لقطات الأقمار الاصطناعية تظهر هناك تدويرًا في قطع ملتف في اتجاه عقارب الساعة حول القطب الشمالي، ويتزايد انتشاره، عامًا بعد عام، خلال فصل الشتاء ثم يعاود الضمور والانكماش مع حلول الصيف. ويُلاحظ بكل وضوح مدى الانكماش الذي يحدث للجليد خلال فصل الصيف، بنسبة 13.4 في المائة خلال السنوات العشر الماضية.".

ونقل التقرير عن والت ماير، العالم والباحث البارز لدى المركز الوطني لبيانات الثلج والجليد في كولورادو، قوله إنه بالتطلع إلى المستقبل، فإن النماذج المناخية تشير إلى فصول الصيف الخالية تمامًا من آثار الجليد في القطب الشمالي في مرحلة زمنية بين عامي 2050 و2070، مع التنبؤ ببعض السيناريوهات التي تشكل التغيرات السريعة زمنيًا بحلول العام 2030 على أدنى تقدير.

وكان رغم أن هذا أمر يبعث على الألم الشديد بالنسبة للكثيرين الذين يساورهم القلق العميق بشأن مستقبل الحياة على الأرض, إلا أن "القطب الشمالي الجديد" قد يكون من بواعث النعم الجديدة للبعض هناك، بدءً من روسيا حتى الصين، مع تضرر قناة السويس المصرية.

ويكون من شأن "ممر البحر الشمالي"، نظرًا لموقعه المثالي على طول البحار الضحلة في سيبيريا، أن يخلو من الجليد في زمن يسبق التوقعات المناخية، ويبقى مفتوحًا للملاحة البحرية لفترة زمنية أطول من المناطق الأخرى المشابهة في القطب الشمالي. و"ممر البحر الشمالي" يمر في أغلبه عبر المنطقة الاقتصادية الروسية الخالصة، ويتعين على السفن التي تسعى للمرور أن تتقدم بطلب التصريح للعبور من إدارة "ممر البحر الشمالي" الروسية. و تفرض الحكومة الروسية رسوم العبور على الملاحة والمساعدات في إزالة الجليد من طريق السفن.

وقال ميكا هوفيلانين، مدير المشاريع لدى شركة "أكير أركتيك تكنولوجي"، العاملة في مجال تصميم السفن المزودة بأنظمة الدفع القوية والمقدمات القوية لتحمل صدمات القطع الجليدية العائمة , إن المشاكل هناك تتمثل في أن البحر الشمالي بعيد تمامًا عن الحضارة والمدنية. ووصف الظروف في منطقة القطب الشمالي بأنها "شديدة التطرف"، حتى في فصل الصيف.

وأضاف "غير أن نقطة التسويق الأساسية لذلك الممر البحري هي الوقت, فمن شأن السفينة التي تبحر من كوريا الجنوبية إلى ألمانيا عبر رأس الرجاء الصالح في جنوب أفريقيا أن تقطع المسافة في 46 يومًا على الأرجح، وفقًا لموقع "searoutes.com" المعني بالممرات البحرية. بيد أن الرحلة نفسها سوف تستغرق 37 يومًا فقط مع عبور قناة السويس المصرية. ولكنها لن تتجاوز 23 يومًا مع ممر البحر الشمالي في روسيا.

وشرعت المئات من السفن الصغيرة في اتخاذ هذا المسار بالفعل. وبعد نقرات عدة على موقع "marinetraffic.com" تظهر نقالات النفط، وسفن الشحن، وسفن الأبحاث، وحتى السفن السياحية القليلة التي تبحر في هذه المنطقة خلال فصل الصيف. وشركة الشحن الصينية "كوسكو" على طريقها الآن لاستكمال 12 عملية عبور لسفن الشحن خلال هذا الممر الشمالي في العام الجاري ".

وتعتبر حركة مرور الحاويات البحرية، إلى جانب حاويات الوقود الأحفوري، القلب والرئتين من الاقتصاد العالمي. وتمثل لحظة عالمية فارقة لكلا المجالين في القطب المتجمد الشمالي.

وشحنت روسيا الحمولة الأولى من الغاز الطبيعي المسال من منشأة يامال الإنتاجية الجديدة، التي بلغت تكلفة إنشائها نحو 27 مليار دولار، عبر الدائرة القطبية الشمالية إلى ميناء رودونغ الصيني في يوليو الماضي، استكمالًا للرحلة الافتتاحية التي استغرقت 19 يومًا من الإبحار، بأقل من رحلة قناة السويس المصرية بـ16 يوماً كاملة. وأصبحت شحنات الغاز الطبيعي المسال عبر هذا الممر البحري الشمالي من الرحلات الاعتيادية إلى أوروبا في وقت سابق من العام الجاري.

ويدور الاختبار المقبل حول كيف يمكن للسفينة الحديثة التي تحمل 3600 حاوية، مثل سفينة "فينتا" التجارية العملاقة، أن تمر من خلال هذه الطريق البحرية المختصرة.

و جنحت إحدى سفن الركاب الكندية في القطب الشمالي الكندي، وتعين إخلاء ركاب السفينة على الفور. وفي أواخر يونيو /حزيران الماضي، لا يزال الجليد يخنق خليج أوب الروسي، الأمر الذي أدى إلى شل حركة الشحن عبر الخليج.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الصين ترغب في تحوّل ممر البحر الشمالي بديلًا موسميًا عن قناة السويس الصين ترغب في تحوّل ممر البحر الشمالي بديلًا موسميًا عن قناة السويس



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 18:22 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج العذراء الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 12:53 2014 الثلاثاء ,25 شباط / فبراير

"Facebook messenger" سيكون متاحًا لويندوز فون بعد أسابيع

GMT 11:08 2016 الثلاثاء ,26 كانون الثاني / يناير

وقف الهدر والتبذير..شعار الكويت الجديد

GMT 16:21 2019 الخميس ,27 حزيران / يونيو

اجتماع تقني يجمع مسؤولي منتخبَي مالي وتونس

GMT 11:21 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عقدة حياتو والكامرون

GMT 14:25 2017 الأحد ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

فيلم الرعب "Jigsaw" يحقق 32 ميلون دولار في أسبوع عرضه الأول

GMT 09:26 2017 الخميس ,13 إبريل / نيسان

سوسيج تري كامب السحر الحقيقي للحياة البرية

GMT 20:34 2018 الإثنين ,10 كانون الأول / ديسمبر

"HER" BURBERRY عطر المرأة الجريئة الباحثة عن التميز

GMT 12:54 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

أبسط وأسهل طريقة لاختيار الحجاب الملون بأناقة

GMT 13:37 2012 الخميس ,20 كانون الأول / ديسمبر

كأس ألمانيا: دورتموند وشتوتغارت وبوخوم إلى ربع النهائي

GMT 03:00 2013 الجمعة ,25 تشرين الأول / أكتوبر

ظاهرة "الإرهاب" كلفت تونس 4 مليارات دينار

GMT 16:40 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

"برجر كينج" تعلن عن وظائف جديدة

GMT 16:54 2018 الإثنين ,02 تموز / يوليو

شهر واعد يحمل لك فرصة جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia