الاقتصاد الصيني ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

وسط أجواء الحرب التجارية مع الولايات المتحدة

الاقتصاد الصيني ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الاقتصاد الصيني ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية

ناتج الاقتصاد الصيني
بكين - العرب اليوم

أظهرت بيانات رسمية، الجمعة، أن الاقتصاد الصيني نما بوتيرة أبطأ من المتوقعة عند 6.5 في المائة في الربع الثالث من العام الجاري، مقارنة مع الفترة ذاتها قبل عام، مسجلًا أبطأ نمو منذ الأزمة المالية العالمية.

وتُشير البيانات إلى تباطؤ متواضع في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، بعد جهود حكومية استغرقت سنوات لمعالجة مخاطر الديون ساهمت في الضغط على النمو، ويواجه الاقتصاد تحديات الحرب التجارية مع الولايات المتحدة، والتي من المنتظر أن تنعكس بشكل أقوى على أداء الصادرات خلال الفترة المقبلة.

كان خبراء استطلعت وكالة "رويترز: آراءهم توقعوا نمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 6.6 في المائة في الربع الممتد من يوليو /تموز) إلى سبتمبر /أيلول.

وبذلك يكون النمو تباطأ بشكل واضح بعدما قاوم في الربعين الأول (6. 8 في المائة) والثاني (6، 7 في المائة).

وقراءة نمو الناتج المحلي الإجمالي على أساس سنوي خلال الربع هي الأضعف منذ الربع الأول من عام 2009 خلال الأزمة المالية العالمية.

وعلى أساس فصلي، نما الناتج المحلي الإجمالي 1.6 في المائة خلال الربع الثالث، مقارنة مع نمو بلغ 1.8 في المائة في الربع الممتد من أبريل/ نيسان) إلى يونيو /حزيران، وفقًا لما ذكره المكتب الوطني للإحصاءات، وكان محللون توقعوا نموا نسبته 1.6 في المائة على أساس فصلي.

كما أصدر «مكتب الإحصاءات الوطني»، أرقامًا أخرى تصب في الاتجاه ذاته، فقد سجل الإنتاج الصناعي أيضا تباطؤا في سبتمبر/أيلول، محققاً نموًا بنسبة 5.8 في المائة فقط بالمقارنة مع الشهر نفسه من السنة السابقة، وهو تباطؤ يفوق توقعات الخبراء الذين استجوبتهم وكالة "بلومبرغ"، والذين توقعوا أن يصل النمو إلى 6 في المائة.

ويعاني النشاط الاقتصادي الصيني من تبعات النزاع التجاري المتصاعد بين بكين وواشنطن، وقد فرضت إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترمب منذ يوليو/ تموز رسومًا جمركية مشددة على بضائع صينية بقيمة 250 مليار دولار في السنة، ردت عليها بكين بإجراءات مماثلة طاولت 110 مليارات دولار من البضائع الأميركية.

ولا تزال الصادرات تشكل أحد محركات الاقتصاد الصيني، ودفعت الرسوم الجمركية الأميركية التي استهدفت السيارات والآلات والأدوات الكهربائية الصينية الشركات إلى نقل مصانع إنتاجها أو تجميد استثماراتها في الصين.

وتساهم الحرب الجمركية التي تترافق مع توترات سياسية حادة بين البلدين، في زيادة صعوبة الأوضاع التي تواجهها الصين على وقع تبعات جهود النظام الشيوعي لتقليص ديونه.

وتسعى الحكومة منذ العام الماضي إلى تشديد الشروط المطلوبة لمنح القروض، وتشن حملة ضد «مالية الظل» غير الخاضعة للضوابط، وتمارس ضغوطًا على المجالس المحلية لحملها على الحد من إنفاقها العام ومن استثماراتها القائمة على قروض، حرصًا منها على احتواء الارتفاع الحاد للدين الصيني الإجمالي الذي تخطى 250 في المائة من إجمالي الناتج الداخلي.

وتنعكس هذه الجهود سلبًا بصورة مباشرة على مشاريع البنى التحتية الكبرى وعلى القطاع العقاري الدعامتين الرئيسيتين لإجمالي الناتج الداخلي الصيني، كما تعقد تمويل الشركات.

وفي مؤشر على التباطؤ، لا تزال الاستثمارات في الأصول الثابتة، التي تعتبر مؤشر الإنفاق في البنى التحتية، تراوح مكانها، وإن كانت سجلت ارتفاعًا طفيفًا وغير متوقع محققة 5.4 في المائة خلال الفصول الثلاثة الأولى من السنة بعد نسبة 5.3 في المائة في الفترة نفسها من العام الماضي، إلا أنها تبقى قريبة من أدنى مستوى نمو سجلته حتى الآن.

والمؤشر الوحيد الإيجابي يبقى أرقام مبيعات التجزئة، مؤشر الاستهلاك، التي تعكس حيوية مع تسارع مفاجئ بنسبة 9.2 في المائة في سبتمبر/أيلول بالمقارنة مع الشهر نفسه من العام الماضي، مقابل نمو بنسبة 9 في المائة في أغسطس/آب، فيما كان المحللون يتوقعون أن تبقى هذه الأرقام مستقرة.

ويشير كوتا هيراياما، الاقتصادي المتخصص في الاقتصاديات الناشئة في «إس إم بي سي نيككو سيكيوريتز»، في طوكيو لوكالة "رويترز" إلى أن التباطؤ الاقتصادي في الصين تزايد رغم تعهدات السلطات الصينية بتشجيع الاستثمار.

واعتبر ني وين، المحلل في هواباو ترست في شنغهاي، أن الرؤية الاقتصادية بشأن الصين لا تدعو للتفاؤل مع ما تواجهه الصادرات من ضغوط أميركية وانحسار الطلب من الأسواق الناشئة، مرجحًا أن يتباطأ نمو الناتج الإجمالي الصيني العام القادم ليتراوح بين 6 - 6.2 في المائة.

وتقول رويترز إن شركات صناعة السيارات التي كانت نشطة للغاية في فترات سابقة، تعاني الوقت الراهن من ضعف إنفاق المستهلكين، حيث إن مبيعات السيارات هبطت لأقل مستوياتها في سبع سنوات تقريبًا خلال سبتمبر/أيلول.

وارتفعت الصادرات الصينية بما يفوق التوقعات خلال سبتمبر/أيلول، مسجلة زيادة سنوية بنسبة 14.5 في المائة، لكن محللون لا يرون أن أمام الصادرات أفق إيجابي، خاصة أن الارتفاع الأخير قد يكون مقودا برغبة المستوردين في شراء شحنات صينية قبل أن تفرض الولايات المتحدة رسومًا أكثر قسوة على الصين. وقال هيراياما إنه يتوقع ظهور آثار النزاع التجاري بشكل أوضح في بيانات الصادرات الصينية خلال بداية العام المقبل.

وقال مسؤول في جهاز تخطيطي في الصين خلال يوليو/تموز، إن البلاد تحتاج للحفاظ على وتيرة نمو بنحو 6.5 في المائة لتوفير الوظائف الكافية، ويرى خبراء أن الصين تبذل قصارى جهدها لتنشيط الطلب المحلي في مواجهة تباطؤ الطلب الخارجي الناتج عن الحرب التجارية.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الاقتصاد الصيني ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية الاقتصاد الصيني ينمو بأبطأ وتيرة منذ الأزمة المالية العالمية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

آخر مستجدات ملف البنك الفرنسي التونسي

GMT 10:17 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

GMT 14:35 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

GMT 11:54 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

حقل نفطي جديد يدخل حيز الإنتاج في قبلي التونسية

GMT 06:19 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

"Transformers 5" يشعل البوكس أوفيس بـ 15 مليون دولار

GMT 20:48 2021 الخميس ,12 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف

GMT 05:06 2014 الأربعاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

2014 صور لا ننساها

GMT 07:27 2019 الجمعة ,18 كانون الثاني / يناير

الحريري يؤكد أن الحل السياسي يجب أن يحترم سورية

GMT 05:36 2018 الإثنين ,05 تشرين الثاني / نوفمبر

الإمارات.. خطوات استباقية لريادة المستقبل

GMT 19:09 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

بايرن ميونخ مهنئًا الأهلي "ننتظركم في كأس العالم للأندية"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia