جولة لـالعرب اليوم داخل المتحف الأثري بباردو في الذكرى 125 لتدشينه
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

من قرطاج الرومانية إلى الحضارة العربية الإسلامية

جولة لـ"العرب اليوم" داخل المتحف الأثري بباردو في الذكرى 125 لتدشينه

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - جولة لـ"العرب اليوم" داخل المتحف الأثري بباردو في الذكرى 125 لتدشينه

المتحف الوطني بباردو (تونس)

تونس ـ المختار كمون يحتفل خلال الشهر الجاري بمرور 125 عاماً على تدشينه، خلال فترة الحكم الحسيني لتونس وبداية الاستعمار الفرنسي عام 1888، وبهذه المناسبة عرضت إدارة المتحف أكثر من 500 صورة فوتوغرافية نادرة تؤرخ لمختلف مراحل تشييد هذا الصرح الأثري وتطويره على امتداد قرن وربع من الزمن. ويعتبر المتحف الوطني بباردو - الواقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس على بعد أقل من 4 كلم - من أهم الوجهات السياحية في تونس فلا يمكنك أن تزور تونس دون أن يصلك أخبار هذا المعلم التاريخي فيتملكك الفضول والرغبة الجامحة في التجول بين قاعاته وأزمنته نظرا لكونه أول متحف في العالم بالنسبة إلى فن الفسيفساء الرومانية التي تعود إلى القرن الثاني قبل الميلاد.
ولا تجد عناءً كبيراً في الوصول إلى المتحف حيث لا يكلف الأمر أكثر من 20 دقيقة على متن المترو من وسط العاصمة تونس في اتجاه ضاحية باردو مرورا بمقر المجلس الوطني التأسيسي (مجلس الشعب) قبل أن تجد نفسك أمام معلم  تاريخي عظيم يختصر الأزمنة والأمكنة يفوح منه عبق الحضارات المتعاقبة على هذه الأرض من عليسة وحنبعل وصولا للفتوحات الإسلامية في تأريخ موضوعي صادق بعيد عن التوظيفات كلها.

جولة لـ"العرب اليوم" داخل المتحف الأثري بباردو في الذكرى 125 لتدشينه  

وتم تدشين متحف باردو عام 1888 ليكون أقدم وأكبر وأهم المتاحف في شمال أفريقيا، أطلق عليه منذ عام 1900 اسم المتحف العربي وفتح أبوابه للزوار عام 1913 . وفي عام 1988 احتفالا بمئويته تم تدشين قاعة الحضارة الإسلامية وأعيد تنظيم رواق الفنون والتقاليد الشعبية وأعيد تنظيم قاعة الكنوز وجناح الآثار البونية واللوبية.
ويضم المتحف أجنحة وقاعات عدة، نذكر منها قاعة قرطاج الرومانية وقاعة الشاعر الروماني "فرجيل" وقاعة "دقة" وقاعة الفسيفساء المسيحية، وقد اكتسب المتحف شهرة عالمية بفضل مجموعة الفسيفساء التي يمتلكها والتي تعد الأثرى والأكثر تنوعا وتفننا في العالم، ولعل أروع ما يمكن أن تقع عليه عيناك أكبر لوحة فسيفساء رومانية تجسد إلاه البحار الروماني "نبتون" وهو يحمل رمحا بثلاث رؤوس.
وتم اكتشاف هذه اللوحة في محافظة سوسة (سماها الرومان سابقا حضرموت) في الوسط الشرقي للبلاد التونسية وتم وضعها بطريقة عمودية على حائط البهو الرئيس للمتحف أين يقف الزائر متصاغرا أمام عظمة ما تقع عليه عيناه، قبل أن ينتقل إلى قسم ما قبل التاريخ ليجد قطعا حجرية متناثرة جمعت من مواقع أثرية من مختلفة ربوع تونس في رحلة عبر الأزمنة بين مختلف محطات تاريخ قرطاجنة (التسمية الرومانية لتونس) -تارة- وفي رحلة عبر الأمكنة بين مختلف جهات هذه الأرض المعطاء التي يعود تاريخها إلى أكثر من 1700 سنة - تارة أخرى-، فكل منطقة في تونس لها تاريخها وجذورها الموغلة في القدم من قرطاج شمالا إلى حضرموت (سوسة) في الوسط التونسي وصولا إلى قفصة في أقصى الجنوب الغربي، تلك المنطقة الغنية بحجر الصوان أو ما يطلق عليه علماء الآثار بالرماديات.
ولكي تستطيع مواصلة رحلتك عبر الزمان والمكان في قاعات المتحف الوطني بباردو، عليك أن تترجل قليلا بين كل بهو ولوحة وتمثال من على صهوة المتعة وأعرج على مشرب المتحف كي تأخذ دقائق تسترجع فيها أنفاسك وتجلس مع نفسك في جلسة استيعاب لما نهمته عيناك وروحك من الجمال والحضارة والعراقة.
وتفتنك في قاعة قرطاج الرومانية لوحة الشاعر الروماني المشهور "فرجيل" وتأسر مقلتيك بجمالها وسحرها، بخاصة وأنها الفسيفساء الوحيدة التي تجسد هذا الشاعر بقطع صغيرة من الرخام والكلس وعجين الزجاج وهو يرتدي حلة رومانية بيضاء اللون تحيط به ملهمة التاريخ "كليو" وملهمة الفن "ملبومان".
وفي قاعات أخرى من المتحف تشدك تماثيل الأباطرة الرومان بعظمتهم وبعبقرية النحاتين الأوائل الذين أبدعوا في نحت أدق ملامحهم، حتى أنك تنسى للحظات وجودك المادي وتنصهر في تفاصيل رؤوس عظماء روما وعيونهم الغامضة المتحدية لزوال الحضارات وتعاقبها، ولا يوقظ شرودك غير تبعثر خطواتك من هول وروعة وعظمة  ما وطأت عليه عيناك، فتختار ركنا من الأركان تجلس إليه في حركة تقترب بك من الأرض ومن قاع المتحف قبل أن تقع عيناك على زخرف رائع للوحات فسيفسائية فرشت القاعة وامتدت من القرن الأول قبل الميلاد مرورا بقرطاج البونية والرومانية وصولا إلى قرطاج البيزنطية، إنها المتعة والحضارة أينما وليت بصرك.
وتتقارب الأزمنة داخل متحف باردو فيخترق الزائر حواجز الزمان وهو يشاهد تماثيل تعود إلى الحضارة الإسلامية في تونس ليسقط أسير فنون وحضارات أخرى غير التي اعترضته في بداية زيارته، إنه إبداع المسلمين في المخطوطات والمعمار وصنع الأواني الفخارية والخزف والنقود القديمة التي تنتمي  إلى العهد الأغلبي الفاطمي والعهد الحفصي حتى نهاية الدولة الحسينية في أواخر القرن 19 تاريخ تدشين هذا الصرح التاريخي العظيم.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جولة لـالعرب اليوم داخل المتحف الأثري بباردو في الذكرى 125 لتدشينه جولة لـالعرب اليوم داخل المتحف الأثري بباردو في الذكرى 125 لتدشينه



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia