المسرح الإماراتي ينشر الوعي الثقافي ويعد من ضرورات التنمية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يعتبر مرآة المجتمع لدى الأمم والشعوب

المسرح الإماراتي ينشر الوعي الثقافي ويعد من ضرورات التنمية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - المسرح الإماراتي ينشر الوعي الثقافي ويعد من ضرورات التنمية

المسرح الإماراتي
الشارقة - جمال أبو سمرا

إن الوعي والثقافة حجر أساس في سعي الشعوب والأمم الطامحة إلى المحافظة على الهوية الوطنية والشخصية الثقافية ومنها المجتمعات الناشئة كمجتمع الإمارات في مواجهة الثقافة الاستهلاكية التي تشكل تحدياً آخر فيه .

سعت مختلف المؤسسات الثقافية إلى تحقيق تنمية ثقافية فاعلة بشكل يغذي التوجهات نحو بناء الإنسان ومستقبل هذا الوطن، وتكريس ثقافة  وطنية وصياغة تراث ثقافي وطني مميز، ثم إبراز الوجه الحضاري والثقافي والتراثي لأجيال اليوم من أبناء الإمارات والمقيمين فيها وكذلك تعميق دور الإنسان الإماراتي في خدمة وطنه وترسيخ مفهوم المواطنة الحقيقية لهذا الإنسان وقناعته بأهمية ترجمة هذه المواطنة إلى أعمال إيجابية تسهم في صياغة حديثة وعصرية لوطنه، وتحقيق التنمية المنشودة في دولته، ثم من منطلق الإيمان بأهمية قيام هذه المؤسسات والمراكز في إرساء دعائم الوعي والتنمية في مجتمع يرنو إلى تسجيل حضوره في ساحة الإبداع والمعرفة العالمية والتطور الحضاري والفني والعلمي في مرحلة البناء الاجتماعي والثقافي والحضاري الذي ينشده المجتمع ويحتمه واقع التطور المنشود .

ولما كان المسرح يمثل مرآة المجتمع لدى الأمم والشعوب، وأحد أشكال الإبداع الفني وانعكاسا للتطور الثقافي والحضاري، ويسهم بدوره في الارتقاء بالإنسان وبالحراك الإبداعي ويشكل إحدى منارات الوعي والتنوير بما يقدمه من أعمال بعض منها ظل خالداً في عقول وأفئدة الإنسانية حتى أصبحت الكلمة المأثورة "أعطني خبزا ومسرحا اعطيك جيلا صالحا" مضربا عبر غابر الزمان فإن هذا يؤكد حقيقة الدور الذي يمارسه المسرح في توعية الشعوب وتحقيق النهضة والتنمية وحقيقة مفردات الرسالة التي يحملها للمجتمعات والشعوب .

ومن هنا جاء اهتمام الدولة بالمسرح لتشكل الحركة المسرحية في الإمارات في مرحلة العقدين الأولين من عمر الدولة مفصلا مهماً، وركيزة أساسية في الحياة الثقافية في الإمارات بعد أن وجدت الرعاية المميزة والمشجعة من مختلف المستويات الرسمية، ومنها القيادات السياسية التي وفرت كل الرعاية و الدعم المادي والمعنوي، خاصة بعد أن وجد الاهتمام الإعلامي والشعبي،كما أصبح المسرح في الإمارات يحظى باهتمام كبير من قبل المؤسسات الثقافية والفنية وله حضور كثيف من قبل أفراد المجتمع الذين أدركوا مدى أهمية لغة المسرح في حياتهم، ولعل وجود مهرجان مسرحي سنوي تحتضنه إمارة الشارقة باسم "أيام الشارقة المسرحية" لهو ترجمة حقيقية على هذا الاهتمام، ففي هذا المهرجان الذي أصبح تقليدا سنوياً يلتقي فيه المبدعون من مؤلفين وكتاب مسرح إلى مخرجين وممثلين ونقاد وفنيين إماراتيين وعرب وأجانب في تظاهرة فنية سنوية مازالت تجد كل الدعم من  عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسميوترصد لهذا المهرجان جوائز سخية وكان من نتائج هذا المهرجان وصول مسرح الإمارات إلى الواجهة العربية والفوز بجوائز عربية بل أصبح مسرح الإمارات منافسا حقيقيا للمسارح العربية ولعل حصول مسرح الشارقة الوطني مؤخرا على جائزة أفضل عرض مسرحي متكامل، وهو "لا تقصقص رؤياك" في مهرجان المسرح الخليجي لهو دليل على هذا الاهتمام، ثم وفي هذا الإطار كانت الفجيرة وهي إحدى إمارات الدولة تبحث عن حضورها الإبداعي وتألقها الثقافي حينما شرعت في تنظيم مهرجان مسرحي كل عامين حول المنودراما تستقطب له كوكبة من أهل المسرح في دول عربية وأجنبية، إضافة إلى نخبة من الفنانين الإماراتيين في تظاهرة إبداعية أخرى .

إن الحركة المسرحية إنما تجسد أحد روافد الثقافة التي تغذي المسار المعنوي كي يسير موازياً للمسار المادي في إطار الرغبة الأكيدة نحو بناء مستقبل الدولة وصيانة نسيجها الاجتماعي والاقتصادي والثقافي والإبداعي والفني، وإذا ما أردنا تحصين الإنسان والمجتمع والدولة من التحديات الداخلية والأزمات الخارجية لاسيما في ظل أوضاع غير مستقرة تشهدها المنطقة والعالم، فإن واقع الحال ومستجداته، واستحقاقات المستقبل ومتطلباته تؤكد ضرورة فتح ملف الحركة المسرحية في الدولة لتحديد حجم الإنجاز المحقق ونوعية الإنتاج الإبداعي والفني الذي تجسد عبر العقود الأربعة الماضية، ثم دراسة حصاد المسرح عبر تلك العقود وتقييمه لتأكيد الإنجاز النوعي، وتعميمه وتعزيز رسالة المسرح وحضوره في المشهد الثقافي ،ثم تشخيص أوجه الضعف والخلل والعمل على معالجتها .

إن القراءة الدقيقة والموضوعية والأمينة للفعل المسرحي في الدولة خلال العقود الأربعة الماضية تساعدنا على وضع رؤية موضوعية محددة المعالم والأهداف، تتجاوز السلبيات وتعالجها ثم تحديد الأولويات وآلياتها وترسم الأطر والمسارات وتأكيدها .

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المسرح الإماراتي ينشر الوعي الثقافي ويعد من ضرورات التنمية المسرح الإماراتي ينشر الوعي الثقافي ويعد من ضرورات التنمية



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 08:55 2021 الأربعاء ,10 شباط / فبراير

آخر مستجدات ملف البنك الفرنسي التونسي

GMT 10:17 2018 الإثنين ,15 تشرين الأول / أكتوبر

اختفاء خاشقجي والحقيقة وتصفية الحسابات

GMT 14:35 2016 الخميس ,04 شباط / فبراير

اقتراح علمي لمكافحة الإرهاب والصراع

GMT 11:54 2021 الأربعاء ,22 أيلول / سبتمبر

حقل نفطي جديد يدخل حيز الإنتاج في قبلي التونسية

GMT 06:19 2017 السبت ,24 حزيران / يونيو

"Transformers 5" يشعل البوكس أوفيس بـ 15 مليون دولار

GMT 20:48 2021 الخميس ,12 آب / أغسطس

موديلات متنوعة من أحذية الشاطئ هذا الصيف
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia