الفنان التونسي الأمين النهدي يتربع على عرش الفن الرابع
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

لا تقف شخصيّاته على نمطية واحدة وهو قريب من الشعب

الفنان التونسي الأمين النهدي يتربع على عرش الفن الرابع

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الفنان التونسي الأمين النهدي يتربع على عرش الفن الرابع

الفنان التونسي الأمين النهدي
تونس ـ كمال السليمي

حصد المسرحي التونسي الأمين النهدي، الذي بدأ مسيرة فنية طويلة انطلقت منذ عقد السبعينات من القرن الماضي، على ألقاب غير معدودة في مجال الكوميديا والمسرح، بعدما خاض تجاربًا مسرحية عدّة شملت المسرح الشعبي، ثم المسرح الفرجوي، لتستقر عند مسرح الممثل الواحد، المعروف باسم "ألوان مان شو".

ونال النهدي، على مدار أربعة عقود لقب "ملك الكوميديا" و"إمبراطور المسرح" و"فنان الشعب"، فهو قريب من الفئات الاجتماعية الشعبية، ويعكس الواقع التونسي بمختلف مكوناته، دون تعقيدات بقية أهل المسرح، لاسيما المسرح التجريبي.

وتجده في مسرحياته، لاسيما تلك التي من فئة "ألوان مان شو"، التي لاقت نجاحًا كبيرًا، يقلد عشرات الشخصيات، ويتقلب على المسرح عبر الأصوات والمشاهد والشخصيات، بحيث لا تقف في نهاية الأمر له على شخصية نمطية واحدة، تحيل إلى نعاس المتفرج وملله.

وتوصل النهدي لهذه الدرجة من الاندماج في الأدوار المسرحية الاجتماعية بفضل أصوله الريفية، فهو آت إلى العاصمة التونسية من مناطق الشمال الغربي التونسي وتحديدًا منطقة الكاف، المعروفة بتراثها الموسيقي المميز، وحسها الإبداعي المختلف، ووجود النكتة على الوجوه والأفواه.

كشف النهدي، عن علاقته بالجمهور، "أنا أنتزع الضحك من أعماق قلوب المتفرجين، وهذا من بين أسرار النجاح" على حد تعبيره. ويضيف "المسرح الناجح هو مسرح الشعب، القريب منه، والمدغدغ لانفعالاته، والمعبر بلسانه ولهجته".

يذكر أنّه تم اكتشاف لمين النهدي، في بداية السبعينات، عندما أدى دورًا كوميديًا خفيف الظل في فيلم "فردة ولقات أختها"، وظهر بوجه أسمر نحيل، جعل التساؤلات تحاصره من كل مكان، وتبحث عن إجابة للإجادة التي أدى بها ذاك الدور.

ودخل في عام 1974 غمار المسرح بمسرحية اجتماعية تحمل اسم "الكريطة"، وهي مسرحية من نوع المسرح الأسود، التي تحيل إلى الأحياء العمالية القصديرية عارضة معاناة الوافدين من الأرياف على مدن الصفيح الساخن.

ولا تزال تلك المسرحية، التي تجاوز عمرها 40 عامًا، تعرض إلى اليوم على شاشات التلفزة التونسية.

واتّجه الأمين النهدي، بعد نضج تجربته المسرحية، وأدائه لأدوار معقدة، منذ بداية عقد التسعينات، إلى عروض "مان شو"، التي بات أحد رموزها الكبار، إلى حد أن مديري المهرجانات يشهدون بكونه من المسرحيين الأوائل، الذين يراهن عليهم لملء مدرجات المهرجان، والإفلات من الخسارة المالية عند برمجة أعماله المسرحية على الجمهور التونسي.

وخاض النهدي تجربة جديدة في مسرحية "في هاك السردوك انريشو" (بمعنى في ريش ذاك الديك نحن ننفش)، وهي ذات طابع اجتماعي، يعرض شخصيات تونسية مختلفة المشارب، ولكنها تحمل النكتة الهادفة، وأبقت هذه المسرحية لمين النهدي واقفًا على خشبة المسرح من عام 2002 إلى 2012، قبل أن يخوض في 2013 غمار تجربة أخرى، لا تقل نجاحًا عن التجارب السابقة، وهي مسرحية "ليلة على دليلة".

ومن تعودوا على إطلالة النهدي، يدركون أن وجوده على المسرح بتاريخه المسرحي الطويل يمنحه فرصة الارتجال، وتطوير العمل المسرحي، فهو يضيف إليه بعض المشاهد، ويخفض درجة وجود بعض الشخصيات في عمليات تعديلية متواصلة، تجعل العمل المسرحي يمتد لأعوام متتالية.

وأصبح في رصيد النهدي نحو 42 مسرحية، من بينها 40 ناجحة بامتياز. وطوال هذه المسيرة الفنية الحافلة كان لمين النهدي يخوض في السياسة بطريقته الخاصة، إلا أنه كشف أنَّ "كنا نخاف من (المدب) (المؤدب) و(الطهار) (من يختن الأبناء الصغار) والشرطة.. أما اليوم فأصبحنا نخاف من الأسعار، والتونسي بات يرتعش من الأثمان وينظر شذرًا إلى تسعيرة المواد.. لذلك على الحكومة مراجعة كل الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية والثقافية".

ودخل لمين النهدي السجن في عهد الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، وزمن الرئيس السابق زين العابدين بن علي تعرضت معظم أعماله المسرحية للمنع، ومع ذلك واصل التجربة بثبات، لأنه يرى أن الإبداع لا يموت. ويقول "أشعر بالفرح والغبطة وأنا ألاحظ أن المسرح البلدي (وسط العاصمة التونسية) يضاء مرتين في الأسبوع تقريبًا لاحتضان العروض الفنية الجديدة".

وروى النهدي قصة سجنه، في عهد بورقيبة، فيقول "حذروني وقتها وأنا خارج أرض الوطن من السجن في حال العودة إلى تونس، لكنني فضلت الرجوع ودخول سجن بلادي على الحرية وأنا في الغربة".

وأردف "أثناء فترة حكم بن علي تعرضت معظم أعمالي المسرحية للمنع على غرار مسرحية (الفرجة)، على الرغم من جمعها في عرض واحد لـ12 ألف متفرج، ومسرحية (في هاك السردوك نريشو)، التي منعت من العرض لمدة تجاوزت العام والنصف". مضيفًا "أكرر وأؤكد أني لا أنتمي لأي حزب سياسي".

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفنان التونسي الأمين النهدي يتربع على عرش الفن الرابع الفنان التونسي الأمين النهدي يتربع على عرش الفن الرابع



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia