الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بعد توارد القصص والحكايا مابين الحقيقة والخيال

الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952

فتوات مصر
القاهرة- محمد عمار

عرف أكثر شعب مصر لقب الفتوه من روايات الكاتب العالمي نجيب محفوظ حيث كتب العديد من الأعمال التي تتحدث عن حياة الفتوات من هذه الروايات "الحرافيش" .. "السيرة العاشورية" .. وعدد من القصص منها "الشيطان يعظ" وفيلم "الفتوة" والذي شارك فيه بكتابه السيناريو والحوار ، ورغم أن الأديب العالمي نجيب محفوظ لم يكن يقصد على الإطلاق حياة الفتوات بمعناها الحرفي بل كان يقصد مفهوم القوة والسيطرة والهيمنة على شعوب العالم الثالث إلا أن الشعب المصري أراد أن يسأل هل هناك فتوات حقيقيين.

كان الفتوة موجود بالفعل في أحياء مصر القديمة وكان يوجد بعمل هام مثل شيخ الحارة كلمته تنفذ ليساعد البوليس في السيطرة على المنطقه وفرض الامن وللحقيقه الفتوة وجد في ظل الاحتلال الإنكليزي لكي يحافظ على مصالحه من هذه الأحياء فالإنكليز كانوا يمتلكون مخازن للطعام وكانوا يخافون غضب الجوعى إذا قاموا عليهم فكانوا يعينوا فتوة يتغلب على أقوى رجل حتى يهابه الناس ورغم محاولة الإنكليز زراعة السيطرة في قلوب المصريين وزراعة الخوف إلا أن الفتوة جاء عكس ما أراده الإنكليز كان رجل محبوب وعطوف ينصر المظلوم.

أشهر الفتوات الذين عرفهم الشعب المصري هو زكي الصيرفي وهو أحد فتوات الحسينية والجمالية وباب الفتوح استطاع ان يجمع القوه وقال عنه أهالي المنطقه مثل سعد أبو زيد إنه كان يسمع والده يتحدث عن المعلم الصيرفي والذي اعتبره شخصية عاشور الناجي الذي جسده الأديب نجيب محفوظ في كتاباته.

وكان رجل خير ينصر المظلوم على الظالم وكان يكره الإنكليز وحافظ على الحي في أمن وآمان، أما الفتوة الآخر فهو فتوة بولاق واسمه إبراهيم كروم كان رجلًا وطنيًا من الدرجة الأولى واستمر فتوة حتى قيام ثورة حزيران/يوليو 1952 التي أبقت على الفتوات ليقموا قيام شيخ الحارة لمعرفة تعداد الأحياء ولأن الثورة أرادت أن يتكاتف الشعب ظلت تحكم أحياء مصر مع الفتوات حتى تشد عزم الشعب المصري وتحسه على العمل والنهوض لاخذ حقوقه، وكان كروم يعشق عبد الناصر ويراه رجلًا من الطراز الرفيع حتى أن كروم هذا ذهب يطلب من السيرك أسد ليركبه ويكون في استقبال الزعيم جمال عبد الناصر  في القاهرة بعد زياره إلى الزعيم خارج مصر.

ولم يكن الفتوات من الرجال فقط وإنما كانت هناك سيدات أيضًا في الباطنية والجيزة وكان هناك احترام، كانت رتيبه إحدى قانطات الباطنية، وكان الجميع يحترمها ويخاف منها حتى منتصف الثمانيات وقالت الأنسه داليا شوقي إن رتيبه توفيت عام 1990 وكان عمرها حين توفيت 80 عامًا ورغم كل هذا إلا أنها في استطاعتها أن تغلق شارع بأكمله.

 وأضافت داليا شوقي أن في منطقة أم الغلام في حي الجمالية كان هناك سيدة تدعى سنية ماتت في آواخر الثمانيات وكانت "معلمة" كبيرة تهز الحي إذا قامت مشاجرة وكانت دائمًا تعقد مجالس لأخذ الحقوق كما البدو قديمًا،وفي الجيزة كانت توجد سكسكه، وهي إحدي فتوات هذا الحي العريق كما تقول السيدة أمل عبد العليم التي كانت طفلة حينما ماتت سكسكه وكانت صاحبة حق وتدافع عن المظلوم وتعقد مجالس للصلح في المقهي الذي كانت تمتلكه

وقال الدارس للتراث المصري وتاريخه خالد حمدي إن هناك اتجاهًا لعوده الفتوه في الاحياء عن طريق رجل يحبه الجميع ويستطيع أن يدافع عنهم ويحميهم في أي مشاجره مضيفًا أن هناك عدد من الدول العربيه تستخدم أسلوب الفتوة في تعيين رجل حكيم وقوي في الأحياء للصلح بين الأهالي وتجنب المشاكل.
 

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952 الفتونة مهنة لم تعرف حياة سوى في مصر قبل ثورة 1952



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia