الطائفة الموسوية ترعى أكبر مقبرة يهودية في شمال بغداد
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

بعدما عانت من الإهمال وعدم الصيانة منذ عقود

الطائفة الموسوية ترعى أكبر مقبرة يهودية في شمال بغداد

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الطائفة الموسوية ترعى أكبر مقبرة يهودية في شمال بغداد

مقبرة يهودية في بغداد

بغداد ـ نجلاء صلاح الدين سكن اليهود في تاريخ العراق المعاصر المدن الكبيرة، مثل بغداد والبصرة والموصل، وكانت لهم أحياء عُرفت بأسمائهم، كـ"عكد اليهود" أي زقاق اليهود في منطقة البتاوين في بغداد. وازدهرت هذه المناطق بأنها من المناطق الجميلة والغنية، لكن وبعد خروج اليهود من العراق وسلب ممتلكاتهم فيما بات يعرف بـ"الفرهود"، عانت هذه المناطق من الإهمال الشديد، ولم تشهد أي عملية صيانة أو إعمار منذ أربعينات القرن الماضي، وشملت المقبرة الكبيرة لليهود التي كان يملكها مواطن يهودي يُدعى دانيال، الذي تبرع ببنائها للمواطنيين اليهود، والذي تم شراؤها بمبلغ مليون دينار عراقي حينها.
وتقع أكبر مقبرة يهودية في مدينة الصدر في بغداد، وهي عبارة عن مقبرة عادية لا تختلف كثيرًا عن المقابر العراقية من الناحية الشكل العمراني للقبور، فيما قال المسؤول عن هذه المقبرة زياد البياتي، إنها تضم أربعة ألاف يهودي ماتوا على مدى القرن الماضي، وقد انتقلت المقبرة إلى منطقة الحبيبية عام 1975، حيث كانت في حي النهضة وسط العاصمة التي كانت مكتظة بالسكان، مما اضطرت الحكومة السابقة إلى نقلها إلى مكان أوسع ومفتوح بعيدًا عن الازدحام السكاني، واتخذ القرار بنقلها إلى خارج المدينة، وقد استلمت رعاية هذه المقبرة منذ نقلها إلى هنا في العام 1975".
وأضاف البياتي، لـ"العرب اليوم"، "سمعت من والدي أنه تم نقل رفات الألاف من المتوفين  بإشراف من قبل الحكومة السابقة ووزارة الأوقاف ورجال دين"، لافتًا إلى "عدم وجود أفراد أو جماعات يزورونها، وأن الكتابة باللغة العبرية على القبور، وقد دفن هنا عزرا ناجي زلخا وعدد من أصحابه، وهؤلاء كانوا خمسة، أعدمهم النظام العراقي السابق لتهمة التجسس لحساب إسرائيل، وقد دفنوا متقاربين، وهناك قبر لطيار يهودي أيضًا، وامرأاة من الطائفة اليهودية التي لم تترك العراق، وتعمل في إحدى مستشفيات بغداد وتم دفنها مع بقية أبناء طائفتها عام 2009 "، مضيفًا أن من يتولى الإنفاق والترميم والخدمات على المقبرة اليهودية هي الطائفة الموسوية، ومقرها في شارع النهر الواقع على ضفة دجلة بجانب الرصافة، وهو من أقدم وأشهر الشوارع في بغداد، وهي المسؤولة عن دفع فواتير الماء والكهرباء أيضًا، وترميم القبور، والشواهد، وتتحمل المتعلقات المادية الأخرى".
وأشار البياتي إلى زيارة مواطن عراقي مقيم في بريطانيا منذ أشهر إلى أضرحة تعود لذويه، وهي كانت آخر زيارة لشخص للمقبرة، برغم أحفاد وعوائل المدفونين موجودين في دول الخارج، مضيفًا أن "طريقة الدفن والطقوس التي يقوم بها اليهود لموتاهم هي مشابهة للطريقة الاسلامية".
وردًا على سؤال عن تعرض المقبرة الى التجاوز من قبل المواطنين برغم تعرض الكثير من المؤسسات الحكومية إلى ذلك، لا سيما أنها تقع في منطقة فقيرة، أجاب "لم تتعرض المقبرة للتجاوز من قبل المواطنين, إنهم يحترمون المكان, لا سيما أنها تضم ألاف الأموات،لكن القوات الأميركية اقتحمت بدبابة السياج الخارجي، وأحدثت فيه ضررًا بالغًا بعد أن تحصن جنود من الجيش العراقي السابق داخل المقبرة، وكان ذلك في العام 2003 مما تطلب إعادة إعماره ثانية".
وقال مقرر لجنة السياحة والأثار في مجلس النواب العراقي أحمد العباسي، لـ"العرب اليوم"، "ليس لديّ علم بوجود مقبرة لليهود في بغداد، ولم تطرح على لجنة السياحة والآثار هكذا موضوع"، كما أكد الكلام السابق رئيس لجنة الأوقاف الدينية في البرلمان العراقي النائب علي العلاق، بأنه "ليس لديه علم بالموضوع إطلاقًا" .
ويعود تاريخ اليهود في العراق إلى حملات السبي التي قاد آخرها ابن الملك البابلي نبو خذ نصر عام (586 ق.م.)، والتي سُبي خلالها نحو 40 ألف يهودي إلى بابل ، وحرّم على اليهود العودة إلى موطنهم في العصر البابلي، واستمر هذا المنع إلى حين سيطرة الأخمينيين على البلاد، حيث سمح لهم بالعودة إلى إسرائيل، فعاد بعضهم، في حين بقى كثيرون حتى مطلع القرن العشرين ميلادي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطائفة الموسوية ترعى أكبر مقبرة يهودية في شمال بغداد الطائفة الموسوية ترعى أكبر مقبرة يهودية في شمال بغداد



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia