الرسام العالمي علي فرزات يؤكد قيام النظام السوري على الأجهزة الأمنية والمخابراتية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

رأى أن الفنان الحقيقي يتضامن مع الشارع الثائر فكراً وسلوكاً وممارسةً

الرسام العالمي علي فرزات يؤكد قيام النظام السوري على الأجهزة الأمنية والمخابراتية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الرسام العالمي علي فرزات يؤكد قيام النظام السوري على الأجهزة الأمنية والمخابراتية

رسام الكاريكاتور العالمي علي فرزات

دمشق ـ جورج الشامي أكد أنه يعرف النظام السوري جيداً منذ قرابة 35 عامًا, أي منذ اشتغاله في الصحافة, مشيرًا إلى أن النظام يقوم على أسس أمنية ومخابراتية, وكانت الصحافة خاضعة لرقابة أمنية, ممثلة في هرمية الوظيفة الصحافية, وما يعلوها من سلطة وزارة الإعلام, والأجهزة الأمنية والمخابراتية , لافتًا إلى أنه اشتغل بالترميز لتعريته.
وكشف فرزات في حديثه مع شبكة وجريدة "شام" الإخبارية المعارضة عن تعرضه للبلطجة التي دبرتها أجهزة أمن ومخابرات النظام, والتي كادت أن تودي بحياته، مشيرًا إلى أن هذه الترميزية كانت تجربة نضال حقيقية, ما دفع بإحدى الأكاديميات الأمريكيات, أن تتخذ من رسوماته مثالاً للترميز الكاريكاتيري المناضل ضد الديكتاتورية في سورية, التي تبدأ منذ عام 1963, حينما اغتصب حزب البعث الحكم في سورية, وحتى مرحلة ما قبل الثورة.
وأضاف: "قبل الثورة بثلاثة شهور قررت أن أكسر حاجز الخوف لدى الناس والشارع, حينما تناولت شخصيات السلطة بشكل مباشر, منها بشار ورامي مخلوف وأجهزة الأمن والمخابرات, حتى أكسر الرعب والخوف المتأصل لدى الناس, وأنا أفتخر أني ساهمت في كسر حاجز الخوف, والناس حينما كانوا يخرجون للتظاهر كانوا يحملون رسوماتي, هذا أمر كان يبعث على سروري كوني حققت أثراً ملموساً لديهم عبر فني. وكانت ردة الفعل الهمجية والبربرية من قبل النظام عبر الاعتداء عليّ, شيئاً طبيعياً بالنسبة لنظام قائم على الإجرام, لا يملك سوى العنف في الرد على النتاج الإبداعي المثمر".
وعن التضامن العالمي معه جراء هذه البلطجة, قال فرزات:" إن كثير من فناني العالم قاموا بالتضامن معي, عبر رسمهم لي, وإبداء مواقف داعمة ومناصرة لمواقفي, وكثير منهم لا أعرفه, والكثير من الناس في العالم أقبلوا على شراء ومطالعة رسوماتي بوتيرة كبيرة".
وعن التمرد الفني، وعلاقته مع  الأيديولجية السياسية يقول فرزات:"التمرد ليس مجرد مسألة سياسية, هناك ظلم اجتماعي, ظلم حقيقي متعددة المستويات, يمارس على الناس منذ ما يقارب الـ50سنة, هو هذا الظلم الذي تجده يمشي في الشارع, والشعارات هي تحصيل حاصل, الأيديولوجية الحقيقية هي الإنسان الذي أصفه بتسونامي, ما أراه هو تسونامي بشري, مطالب بالحرية, الحرية التي تعيد حقوقه ممن استلبها".
ويتابع فرزات سرده لمشاركاته الثقافية المناصرة للثورة السورية, والتي كانت إحدى محطاتها "يوم التضامن مع الشعب السوري" الذي يقيمه معهد العالم العربيفي بباريس, "اليوم هناك عدة مسارات تمشي على التوازي, الحراك الثوري في الداخل, تقابله إفرازاته على كافة الأصعدة ومناحي الوجود, بات هناك فنانون للثورة وإعلاميون وسياسيون, وأصبح من الضروري, أن يصل صوت الثورة إلى كل مكان في هذا العالم, وكل منا يشتغل في مجال اختصاصه".
وحول موقفه من نقابة الفنانين السوريين يجيب فرزات:"هذه المؤسسات أنشأها حزب البعث, وكانت عبارة عن تجمعات مخابراتية وأمنية, ليست من أجل الثقافة والفن, بل من أجل قمع الفنان والفن, من أجل أن يكون لدى كل مبدع مصنّف أمني, يكون أداة رقابة ومتابعة مسلطة عليه".
وفيما يتعلق بالنخبة الفنية في سورية,يقول  "الفن كلمة عامة, حينما نقول الفنان, يجب أن نصنّف هذه الكلمة, ونضع الفنان في مكانه الحقيقي, والفنانجي/الكندرجي في مكانه الحقيقي كذلك, الثورة أبدعت فينا هذه الحالة من التصنيف الأخلاقي, من كان مع الشارع الثائر, فكراً وسلوكاً وممارسةً, هو فنان, الفن هو قيمة أخلاقية وجدانية وطنية, وغير ذلك هي صنعة وحرفة, وللآسف ظهر أن كثيراً من الفنانين الذين كانوا يدّعون أنهم مع الفقراء والشارع والمظلومين هم ببغاوات حقيقية, يقومون بتصدير خطاب ملقن لهم, وهذا ما أكدته التجربة, حينما اختبرت شعاراتهم على أرض الواقع المعاش".
وأخيراً عن خصوصية فن الكاريكاتير في الثورة يقول: "خصوصية فن الكاريكاتير في الثورة هي في انتمائه للشارع, ليس فن الكاريكاتير فقط, أي فن ينتمي للشارع, هناك معادلة, الفن صوت وصدى, حينما توجه نتاجاً إبداعياً, ويلاقي صدى لدى الناس, إذا هو أحدث التأثر والتأثير المتوخى نتيجة التفاعل, وحينها يصبح المتلقي منتجاً آخراً للعمل الإبداعي، وحينما تصاب أو يحدث لك شيء تجد الناس يعتبرونه هماً مشتركاً وجمعياً, وليس شيئاً شخصياً يهم فقط من وقع عليه الفعل, ويدافعون عنك حتى الموت، الثورة والإبداع والقيمة الأخلاقية, نتيجة التفاعل بين الفن الذي كان قبل وأثناء وبعد الثورة, هذه المعادلة تعطي للفن خصوصيته".
ويستخدم فرزات سلاحه الكامن في رسومه الكاريكاتيرية في معركة علنية ضد النظام في سورية حالياً، وهو ما دفع الرئيس الأسد لاتهام فرزات بطعنه في ظهره خلال لقائه أهالي مدينة جوبر.
وبدأت علاقة فرزات بالأسد الابن خلال تحضيره لاستلام السلطة في أواخر أيام والده، وتطورت في السنوات الأولى لحكمه إلى حد منحه ترخيصاً لأول جريدة مستقلة تصدر بعد 40 عاماً من منع الصحف الخاصة في سوريا وهي صحيفة "الدومري".
لكن هذه العلاقة التي بدأت متفائلة بعهد جديد سرعان ما خفت نسبة التفاؤل بها مع التضييق على أعداد جريدة "الدومري" وصولاً إلى إغلاقها عام 2004 بعد عدد حمل عنوان "الإيمان بالإصلاح" بالخط العريض على صفحتها الأولى.
ومنذ إغلاق جريدة "الدومري" تحول فرزات إلى خصم صريح للإعلام السوري الذي استهدفه في أكثر من مناسبة وشن حملات ضده وصلت إلى قيام عناصر أمن ملثمين باختطافه ورميه على طريق المطار بعد مهاجمته والاعتداء عليه في سيارته أثناء عودته من مكتبه الى المنزل.
يشار إلى أن علي فرزات فنان رسام كاريكاتير سوري ولد في حماة عام 1951. هو فنان كاريكاتير عالمي فاز بعدد من الجوائز الدولية والعربية، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية الأجنبية، وأصدر في عام 2000 صحيفة خاصة "الدومري" الساخرة.
وحصل فرزات على ترخيص بإصدار جريدة "الدومري" في عام 2001 وكان ذلك أولترخيص يعطى لصحيفة مستقلة في سورية منذ 1963 وشهدت رواجا كبيرا منذ بدء صدورها مع طبع 60 ألف نسخة، إلا انه نتيجة بعض المشاكل مع السلطات توقفت الجريدة عن الصدور بعد أن تم سحب الترخيص منه في عام 2003.
وأسس فرزات صالة للفن الساخر التي اتخذت من مقر جريدة الدومري موقعا لها لتكون استمرارا لفكرها معتمدًا على النجاح الذي حصدته الجريدة لدى الجمهور الذي نقلت همومه وعكست واقعه وكانت لسان حاله، وفاز علي فرزات بعدد من الجوائز الدولية والعربية، منها الجائزة الأولى في مهرجان صوفيا الدولي في بلغاريا 1987، وجائزة الأمير كلاوس الهولندية 2003.
وقد أقام معرضا في معهد العالم العربي في باريس 1989، ونشرت رسوماته في العديد من الصحف السورية والعربية الأجنبية،  وقد عرف برسوماته الجريئة والتي تنتقد النظام السوري، في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2011، اختاره البرلمان الأوروبي مع أربعة مواطنين عرب آخرين للفوز بجائزة ساخاروف لحرية الفكر.
وكان "فرزات" في بداية الثورة تعرض لاعتداء قام به عناصر الأمن بعد اختطافه، وتكسير أصابعه، بعد مهاجمته والاعتداء عليه في سيارته وهو في طريق عودته من مكتبه إلى المنزل،وظهر الرسام العالمي في صورة في المستشفى بعد مهاجمته من قبل عناصر متخفية اختطفوه وانهالوا عليه ضرباً، واستهدفوا وجهه ويديه.

 
 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الرسام العالمي علي فرزات يؤكد قيام النظام السوري على الأجهزة الأمنية والمخابراتية الرسام العالمي علي فرزات يؤكد قيام النظام السوري على الأجهزة الأمنية والمخابراتية



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:16 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج القوس الخميس29-10-2020

GMT 16:15 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النزاعات والخلافات تسيطر عليك خلال هذا الشهر

GMT 16:45 2019 الخميس ,04 إبريل / نيسان

أبرز الأحداث اليوميّة عن شهر أيار/مايو 2018:

GMT 17:32 2019 السبت ,30 آذار/ مارس

آمال وحظوظ وآفاق جديدة في الطريق إليك

GMT 18:26 2020 الإثنين ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

حظك اليوم برج الميزان الإثنين 2 تشرين الثاني / نوفمبر 2020

GMT 18:11 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

يبدأ الشهر بيوم مناسب لك ويتناغم مع طموحاتك

GMT 10:44 2013 الثلاثاء ,09 إبريل / نيسان

شرش الزلّوع منشط جنسي يغني عن الفياغرا

GMT 14:55 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

يحذرك من ارتكاب الأخطاء فقد تندم عليها فور حصولها

GMT 18:34 2021 الإثنين ,01 شباط / فبراير

تضطر إلى اتخاذ قرارات حاسمة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia