الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

استخدام تقنيات تصوير غير ضارة لتحليل الطلاء

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

صورة للوحات البورترية التي عثر عليها في أم برجات في الفيوم والتي تعود إلى 2000 عام
بروكسيل - سمير اليحياوي

كشف تحليل سلسلة من صور مومياوات مصرية قديمة عمرها 2000 عام، والتي اكتشفت في قربة "أم برجات" في الفيوم في مصر، استخدام الفنان المصري القديم أصباغ لونية من مناطق بعيدة في أوروبا، لخلق هذه اللوحات النابضة بالحياة.

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

وأعلن علماء الآثار عن هذه اللوحات الخشبية التي تعود إلى الحقبة الرومانية للمرة الأولى العام 1899، وتم تجاهلها إلى حد كبير على مدى 100 عام مضت لصالح البرديات المكتشفة معهم، واستخدم العلماء حاليًا سلسلة من التقنيات المتطورة لدراسة المواد الملونة وخطوط الفرشاة والخشب المستخدم في عمل هذه اللوحات النادرة.

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

وأكد الباحثون أن الفنانين رسموا خطوطًا لعملهم بصبغة تسمى "الصبغة المصرية الزرقاء"، والتي كانت طلاءً فاخرًا في ذلك الوقت، وسبب الاكتشاف حيرة الباحثين لأن الأصباغ الأولى كان يتم تصنيعها بطريقة مصطنعة، ووجدوا بعد تحليل اللوحات أنه تم استخدام صبغات تأتي من مناطق بعيدة مثل إسبانيا، بينما وجدت أصباغ أخرى تم استيرادها من كيوس في اليونان، أما الأخشاب التي رسمت عليها اللوحات فكانت تأتي من أوروبا الوسطى.

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة

وتشير نتائج الدراسة التي أجراها باحثون في جامعة نورث وسترن وجامعة فيبي فى كاليفورنيا ومتحف هيرست للأنثروبولوجيا إلى اعتماد الفنانين المصريين على شبكات التجارة الواسعة للحصول على المواد الخاصة بهم، وأوضح عالم المواد في جامعة نورث ويسترن، الدكتور مارك والتون، والذي قاد فريق البحث إلى إمكانية تسليط الضوء على الموطن الذي جاء منه الفنانون في الإمبراطورية البيزنطية، أنه تم إنشاء اللوحات المصرية الرومانية في مصر منذ القرن الأول الميلادي وحتى القرن الثالث، ويعتقد أن الرسم على اللوحات الخشبية واستخدام الشمع لرسم بروتريه للمومياوات سلفًا للبروتريه الغربي.

وأضاف والتون: يوضح تحليل المواد المستخدمة في رسم لوحات أم برجات إلى المنظور الدولي للمصريين القدماء، فوجدنا أن أصباغ الحديد جاءت من كيوس في اليونان وأن الصبغات الحمراء جاءت من إسبانيا والخشب الذي يتم الرسم عليه جاء من وسط أوروبا، وعلمنا أيضًا أن الرسامين استخدموا الصبغة المصرية الزرقاء بطريقة غير معتادة لضبط درجات الألوان.

ومن المعروف أن لوحات المومياوات التي تعود إلى الحقبة الرومانية في مصر تبنت بعض أساليب الفنانين اليونانيين، واستخدمت هذ الأساليب لاحقًا في الصور الرمزية للمسيح ومريم العذراء والملائكة في الكنيسة المسيحية الأرثوذكسية والكاثوليكية،  وتعد اللوحات التي اكتشفت في أم برجات من أفضل اللوحات في العالم، واستخدم الباحثون تقنيات تصوير غير ضارة لأخذ عينات صغيرة من الطلاء لمعرفة كيفية صنع اللوحات، فضلاً عن إمكانية تحديد ترتيب بناء الأجزاء المختلفة من اللوحة وخطوط الفرشاة.

وذكر الدكتور والتون أن المعلومات التي تم التوصل إليها بشأن الأصباغ المستخدمة في الرسم ساعدت في التعرف على ورش العمل القديمة، وأن الهدف هو استخدام الأدوات ذاتها التي استخدمها الفنانون القدماء كدليل على إنتاج هؤلاء الفنانين، واستخدم عند الفحص عدد من الأدوات التحليلية المتطورة في نورث ويسترن للكشف عن مفاتيح جديدة لتحديد يد الفنان الفردي.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة الأصباغ الأوروبية ساعدت المصريين القدماء على إبداع لوحات حيّة



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia