العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

التقاليد الرمضانية بدأت بالانحسار مع تقدم وسائل التواصل والتكنولوجيا

العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية

التقاليد الرمضانية
بغداد – نجلاء الطائي

ما زلت اتذكر تلك الليالي الرمضانية التي نقضيها مع العائلة ونحن نجتمع سوية على مأدبة الافطار، اذ كنا ننتظر بلهفة لنسمع صوت مدفع الافطار ولنعجل في شرب الماء او اكل قطعة من التمر واللبن، فلكل حي عدد من الطقوس التي توارثتها الاجيال الخاصة بشهر رمضان. اما اليوم بدأت بالاختفاء وتلاشت عند الكثير من العوائل العراقية فلم يعد الجيل الحالي يمارسها الا في ما ندر او بطريقة مغايرة.

ففي الماضي لم نمتلك التكنولوجيا التي تجعلنا نرسل رسائل قصيرة لتهنئة الاقارب والاصدقاء بحلول شهر رمضان، وهذا ما جعلنا حاليا نستغني عن الزيارات التي كانت لها نكهة خاصة خصوصا انها كانت تجمع العديد من الاهل والاصدقاء في منزل واحد .

لانعرف سبب ذلك هل هي الحالة الاقتصادية ،الحالة الاجتماعية ام الوضع الامني ؟هل الطقوس الرمضانية التي توارثناها عن ابائنا واجدادنا في السابق تختلف عما هي الان ؟هل تخلوا الناس عن عاداتهم وتقاليدهم الموروثة في هذا الشهر الكريم ؟هل هناك اناس مازالوا يمارسون تلك الطقوس والتقاليد ؟هناك الكثير من العادات والتقاليد قديما في رمضان يمارسها العراقيون حيث كانت موائد الافطار يقيمها الاهل بالتناوب في كل يوم في بيت من بيوت العائلة على ان يكون الافطار في اليوم الاول من رمضان في بيت كبير العائلة ان كان ابا او اخا او قريبا وتكون هذه الموائد عامرة بكل اصناف الطعام اهمها التمر واللبن والحساء فهي تتكرر يوميا وبعد الافطار بالتمر واللبن يتجمعون ليصلوا صلاة المغرب جماعة ثم يعودون لاكمال افطارهم وبعد الافطار يتم تناول الشاي .

من التقاليد المتوارثة الاخرى كان الجيران قديما يتبادلون يوميا الاطعمة، فالاطباق كانت تدور بين منازل الحي طوال الشهر الكريم فهي موروث اجتماعي يحافظ عليه العراقيون فضلاً عن انها اصالة تفتخر بها كل الاجيال .

في هذا السياق اشارت الحاجة ام رسول 73سنة من سكنة مدينة الكاظمية المقدسة ،ان الناس في هذا الشهر الكريم لهم عاداتهم وتقاليدهم وابرزها تبادل الاطعمة بين الجيران في وقت الفطور وهذه العادة تتعدى الى وقت السحور الى حد تصل اننا ذات مرة تسحرنا سوية على مائدة واحدة .

اما ام علي تطرقت الى ان تبادل الاطعمة بين الجيران اصبح حالة نادرة ولا تحدث الافي المناطق الشعبية مازلنا نتمسك بهذه العادات والتقاليد الرمضانية بهذه العبارات اشارت السيدة ام اسامة من منطقة حي العامل ،اننا مازلنا نتمسك بتبادل الاطعمة بين جيراننا فهذه العادة لها نكهة خاصة اننا نفرح عندما يأتينا صحن قبل الافطار كما نفرح بالصحون التي نتبادلها مع الجيران فهي تدل على الكرم .

فيما تحدثت السيدة ام مصطفى 47 سنة عن تقاليد رمضان في وقت السحور حيث هناك اشخاص مسؤولون يقومون بأيقاظ الصائمين يدعى (ابو الطبل ) ولكل منطقة او حي لها (ابو الطبل )الخاص بها حيث يتجول ليلا هذه العادة وجدت في بغداد منذ زمن العباسيين بعد ذلك في صباح العيد يتجول ابو الطبل على المنازل لتقديم التهاني وتلقي المكافأة (عيدية)جزاء خدمتهم خلال شهر رمضان .

تقاليد رمضانية اخرى يتجمع اطفال الحي ليلا وهم يحملون معهم اكياسا ويطوفون في ازقة الحي ويطرقون الابواب. يخرج اهل البيت لإعطاء الاطفال الحلوى والمعجنات او نقود لشراء مايريدون . هناك العديد من الالعاب الشعبية التي تتزامن مع شهر الطاعة والغفران يمارسها بعض الشباب ليلا في المقاهي  منها لعبة (المحيبس) حيث ينقسمون الى فريقين ولكل فريق رئيس ويقوم احدهم بإخفاء المحبس في يد واحد من افراد فريقه وعلى الفريق الثاني معرفة اليد التي اخفي فيها المحبس، فان تم الكشف عليه ينتقل المحبس للفريق الاخر اما اذا لم يكتشف فتحتسب نقطة للفريق وتتكون اللعبة من(21)نقطة يكون على  الفريق الخاسر تقديم الحلويات للجميع .

واشارت الى ان العيد اختلفت فيه الزيارات والمعايدات ففي عصر السرعة والتكنولوجيا وجدنا من مسجات العيد وسائل بديلة عن بعض الزيارات التي قد تكون غير متاحة في العيد لضيق الوقت او للانشغالات طارئة او الاكتفاء بالسلام عليه عن طريق الاتصال، مما ادى الى اختفاء 'اللمة' العراقية والالتقاء مع الاقارب .

خلاصة القول ان هذه التقاليد والطقوس الرمضانية بدأت بالانحسار والاندثار مع تقدم العصر والتكنولوجيا، فالأجيال الحالية لاتعرف تلك العادات التي تربى عليها الاجيال التي سبقتهم واصبحت نغمات الجوال سيدة الساعات الرمضانية. كم نتمنى ان تعود تلك الطقوس الجميلة في هذا الشهر الفضيل.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية العراقيون قد يستغنون عن الزيارات في شهر رمضان بكتابة رسائل نصية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia