مثقفون يؤكدون أن تحويل سجن نقرة السلمان إلى متحف سيحافظ على تأريخه
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

قالوا إنه الأشرس في تاريخ العراق وحُبِسَ فيه الوَطَنيّون المعارضون للدولة

مثقفون يؤكدون أن تحويل سجن نقرة السلمان إلى متحف سيحافظ على تأريخه

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - مثقفون يؤكدون أن تحويل سجن نقرة السلمان إلى متحف سيحافظ على تأريخه

تحويل سجن نقرة السلمان الى متحف
بغداد – نجلاء الطائي

بغداد – نجلاء الطائي لعقود طويلة، كان مجرد ذكر "نقرة السلمان"، يثير الخوف في نفوس من يسمع الكلمة، فمنذ زمن الوجود البريطاني في العراق، وحتى الأعوام الأخيرة من حكم النظام السابق، كان هذا السجن الواقع في منطقة السلمان، وسط بادية محافظة المثنى، مكانا لسجن النشطاء السياسيين، الذين لم يغادره بعضهم أحياء. الشاعران مظفر النواب، وعريان السيد خلف، والكاتب والمؤرخ الكردي محمد جميل روز بياني، هم من أشهر نزلاء هذا السجن، وكلماتهم وقصائده التي كتبت بين جدرانه وخلف أسواره، تحولت في ما بعد إلى أشهر المحكيات المرعبة عن ما يجري هنا، وسط الصحراء، لكن السجن الشهير، تحول الآن إلى مجرد خرائب، تقول حكومة المثنى المحلية أنها تفكر بتحويلها إلى متحف يوثق تاريخ السجن بعد قرار من وزارة السياحة بذلك.
ويقول عضو مجلس محافظة المثنى فهد سيف في حديث إلى "العرب اليوم" إن "سجن نقرة السلمان لم تطرأ عليه أي تغييرات منذ أعوام والحكومة المحلية اليوم عازمة توثيق الأحداث التي مر بها السجن ونزلائه".
وأضاف سيف أنه "من المحتمل أن يبقى السجن أثرا ومعلما مهما يحكي طابع ما حملته هذه النقرة"، مبينا أن "وزارة السياحة قامت في وقت سابق باتخاذ قرار بتحويله إلى متحف تاريخي ولا نعلم سبب تعطيل تنفيذه إلى الآن ليبقى هذا السجن مهجورا دون الاستفادة منه".
فيما، يقول عضو مجلس محافظة المثنى، رئيس جامعة المثنى السابق، غازي الخطيب في حديث إلى "العرب اليوم" إن "نقرة السلمان أشرس السجون التي عرفها تاريخ العراق وفيه سجن المثقفون والسياسون الذي يعارضون الدولة من الوطنيين"، مشيرا إلى أن "السجن أصبح رمزاً للنضال".
ويضيف الخطيب أنه "أخيرا قررت وزارة السياحة والآثار تحويل سجن نقرة السلمان الشهير إلى متحف لتوثيق الحقبة الدكتاتورية المظلمة".
ويقول أستاذ التاريخ القديم في جامعة المثنى حسن البهادلي في حديث إلى "العرب اليوم"، "في عام 1928 بنى القائد الإنكليزي كلوب باشا بعد احتلال العراق قلعة حولتها الحكومات اللاحقة الى سجن ضد الوطنيين وأبطال الانتفاضات والمعارضين"، ويتابع "بعد عام 1946 شيدت الحكومة سجناً آخر في هذا المكان الذي تحيطه الصحراء".
ويبين البهادلي أن "سجن نقرة السلمان هو أحد أقدم السجون في العراق وكان يعد منفى في ذلك الوقت حيث اختار الإنكليز منخفض السلمان أو ما يعرف بنقرة السلمان، لتكون مقرا لهذا السجن"، ويشير الى أن "السجن كان مكانا خاصا لايواء السجناء السياسيين".
ويقول الكاتب والناقد عبد الله الصالح، "في تسعينات القرن الماضي تحول سجن السلمان إلى مخزن للحبوب، ومن ثم هجر قبل عام 2003"، ويوضح أن "من أشهر نزلائه الشاعر مظفر النواب والكاتب والمؤرخ الكردي محمد جميل روز بياني، والشاعر عريان السيد خلف وغيرهم".
ويقول الناطق باسم مديرية السياحة في المثنى علي السماوي في حديث إلى "العرب اليوم" إن "وزير السياحة والآثار اتخذ قرارا يقضي بتحويل سجن نقرة السلمان الى متحف يوثق الحقبة المظلمة والأليمة من تاريخ العراق وذلك بعد التنسيق مع محافظة المثنى ووزارتي العدل والداخلية، فضلا عن الأجهزة والدوائر الخدمية في المحافظة".
ويضيف السماوي أن "الوزير قام بزيارة سجن نقرة السلمان وأطلع على الكتابات المحفورة على جدران السجن والزنازين التي خلفها المعتقلون وراءهم كذكرى شاهدة على معاناتهم وظلمهم من قبل النظام البائد".
يذكر أن سجن نقرة السلمان يعد أحد أقدم السجون في العراق، يقع في منطقة صحراوية بالقرب من الحدود العراقية السعودية تتبع ناحية السلمان في محافظة المثنى (مركزها مدينة السماوة، 250 كم جنوب العاصمة بغداد)، أسس السجن من قبل القوات الإنكليزية في عشرينيات القرن الماضي، وبنت الحكومة العراقية في ستينات القرن الماضي سجنا أكبر بكثير على إنقاضه.

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

مثقفون يؤكدون أن تحويل سجن نقرة السلمان إلى متحف سيحافظ على تأريخه مثقفون يؤكدون أن تحويل سجن نقرة السلمان إلى متحف سيحافظ على تأريخه



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 06:39 2020 الخميس ,24 كانون الأول / ديسمبر

دور. هبرّودس ان يهرب

GMT 14:24 2021 الأحد ,20 حزيران / يونيو

إبتكار روبوت يمكنه الحفر والحركة تحت الأرض

GMT 06:20 2017 الإثنين ,29 أيار / مايو

ترامب بين قمم الرياض وألغام المتضررين

GMT 22:45 2016 الأحد ,01 أيار / مايو

10 نصائح لمنع الكذب عند الطفل
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia