تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

مستوطنة حضرية واسعة تماثل في حجمها لوس أنجلوس

تكنولوجيا ناسا الجديدة "ليدار" تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - تكنولوجيا ناسا الجديدة "ليدار" تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية

كيف كشفت تكنولوجيا ناسا عن مدينة أنغوكور الضخمة؟
لوس أنجلوس - مادلين سعادة

كشفت مسوحات الليزر الأخيرة عن آثار لمستوطنة حضرية واسعة تماثل في حجمها لوس أنجلوس حول معابد أنغكور في الأدغال الكمبودية، وعندما تستكشف المعابد الضخمة في أنغكور بجانب مليوني سائح يأتون إليها سنويا تشعر وكأنك تستكشف هذه المملكة المفقودة للمرة الأولى، وما يصعب تخيله وأنت تتجول بين المواقع المحطمة في عمق الغابة أن هذه الآثار كانت ذات يوم جزءًا من أكبر مدينة مترامية الأطراف على هذا الكوكب، وتأكدت تفاصيل الموقع المذهلة مؤخرا من خلال مسح ليزر جوي والذي قطع طريق الأشجار لأول مرة لاكتشاف شبكة من المستوطنات الحضرية التي تمتد لأميال، وتبين أن العاصمة القديمة "خمير" التي ازدهرت في القرن التاسع إلى القرن 15 لديها الكثير من القواسم المشتركة مع لوس أنجلوس أكثر من سلسلة المعابد الواقفة في عزلة رائعة في الغابة

تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية

 وبيّن عالم الآثار الاسترالي الذي يقود المسح الضوئي جوا  في École Française d’Extrême-Orient بالتعاون مع السلطة الكمبودية الوطنية APSARA ووزارة الثقافة والفنون داميان إيفانز: "غيرت تكنولوجيا الليزر قواعد اللعبة، وكشفت مسوحات الليزر لدينا عن مستوطنة مماثلة في الحجم للوس أنجلوس أو سيدني مع شكل حضري يشبه المدن منخفضة الكثافة في العالم المعاصر".

تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية

وركزت استكشافات أتكغور لعدة قرون على مكونات المعابد والرمزية الدينية للهياكل والعوالم الكونية المجسدة في النقوش الخاصة بهم، وليس من الصعب معرفة السبب، ويقول عنها المستكشفف الفرنسي الشاب هنري مهوت عام 1858" إنها أعظيم من أي شئ تركته لنا اليونان  أو روما"، ووصف أحد المجمعات المعقدة هناك بكونها "منافسة لمعبد سليمان"، وبني هذا المعبد المركزي وحده بواسطة الملك سوريافارمان الثاني في أوائل القرن 12 ليصبح أكبر مجمع ديني في العالم، وهو أكبر 4 مرات من الفاتيكان، وترتفع أبراجه المخروطية الخمسة بنحو 160 هكتار، وباعتباره الهيكل الوحيد الباقي فيا لمنطقة كان من المفترض أن تعمل المعابد مثل المدن المسورة في القرون الوسطى والتي يسكنها موظفين يمثلون بضعة آلاف من الناس، وربما بُنيت من قبل الملوك المتعاقبة والأسرة المالكة حيث انتقلت حاشيتهم من مجمع إلى آخر، ما خلّف وراءه سلسلة من المدن المنفصلة المنتشرة عبرا لسهل ويحد كل منها خندق دفاعي.

وأظهرت مسوحات الليزر التي أجريت عامي 2012 و2015 أن هذه الجدران المقدسة لا تضم الكثير لكنها كانت محاطة بشبكة حضرية مترامية الأطراف، وشبكة من الشوارع والقنوات الممتدة عبر المناظر الطبيعية وتغطي منطقة مساحتها أكبر من باريس في العصر الحديث، وما كان يدرسه علماء الآثار ببساطة يعادل مدينة أوروبية في كل شئ مُحيت باستثناء الكنائس والكاتدرائيات، وفي وقت الازدهار في القرن الثاني عشر عندما كان عدد سكان لندن 18 ألف نسمة كانت أنغكور موطنا لمئات الآلاف ما يقدر بثلاثة أرباع مليون شخص، ويضيف إيفانز " أنا متردد في استخدام كلمة مدينة لأن أنغكور لا تتبع الشكل المعتاد للمدينة القديمة المحاطة بأسوار مع حافة محددة بوضوح، ولكن بدلا من ذلك اكتشفنا مناطق حضرية في وسط المدينة مكتظة بالسكان تغطي مساحة 35-40 كم مربع،

وتعد المنطقة عالم من الأحياء المختلطة مع حقول الأرز والحدائق والبرك"، وأمكن استخلاص كل ذلك بفضل تكنولوجيا طورتها ناسا من خلال بضع ساعات من طائرة هليكوبتر، حيث أطلقت الطائرة ملايين من أشعة الليزر كل 4 ثوان من الجزء السفلي من طائرة هليكوبتر، وتتيح تكنولوجيا ليدار نوعا من إزالة الغابات افتراضيا وتجريد المكان من الأشجار للكشف عما يكمن تحت أرض الغابة، وكشف المسح عن تضاريس المدرج مع شبكة دقيقة من الأخاديد والتلال ومدينة محفورة من المناظر الطبيعية، وأضاف إيفانز " على أرض الواقع عندما تنظر ترى فقط كتل ومطبات، ولكن المسح الجوي أظهر نظام متطور جدا من شبكات الطرق والأحياء المخططة ومحطات المياة، وتعد أنغكور عملا هندسيا جيولوجيا على نطاق لم يسبق له مثيل".

واستخدمت الأحجار في مدينة خمير  لحصار الآثار والمعالم الدينية المبنية من كتل كبيرة بطول 30 ميلا على طول قنوات محفورة خصيصا، بينما كان كل شئ أخر في المدينة بما في ذلك القصور الملكية مصنوع من الخشب والقش، وارتفعت المنازل على ركائز فوق تلال ترابية، للاحتفاظ بها فوق مياة الفياضانات في موسم الأمطار، وكشف رسم الخرائط بتقنية ليدار للمدينة عن مستويات معقدة من أنظمة استصلاح وإدارة المياة والتي لم تكن موجودة في أي مستعمرة أخرى في تلك الحقبة.

تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية

وركزت الدراسة الآثرية السابقة على الدور الرمزي للمياة في أنغكور واعتبار الخزاتات الأسطورية رموزا للمحيطات الأسطورية المحيطة بجبل ميرو الذي يعد منزل الآلهة الهندوسية، كما لعبت المجاري المائية دورا واضحا في الجغرافيا المقدسة للمدينة، وكانت موجودة في الأساس لري حقول الأرز وكمصدر لثروة الإمبراطورية العظيمة، ويعتد النجاح في المناخ المداري على القدرة على التخفيف من الفياضانات خلال موسم الرياح الموسمية الصيفية وتخزين ما يكفي من المياة لري الحقول خلال موسم الجفاف، وهو ما أتقنه حكام مدينة خمير بشكل واضح، وتم ترتيب الأحياء السكنية حول آلاف البرك في حين تُروى الحقول بواسطة زوج من الخزانات الكبيرة، ويتصل النظام برمته من خلال شبكة واسعة من القنوات، وتعد الخزانات التي تمتد على بعد 5 أميال وميل واحد غرب أنغكور أكبر خزانات للمياة على الأرض.

ويعتقد إيفانز أن هذه البراعة الهيدرولوجية في المدينة ربما تسلط الضو على السبب النهائي لتراجع هذه المدينة الرائعة، وتكهن علماء الآثار لفترة طويلة بأسباب تدهور مدينة خمير، وأشارت إحدى وجهات النظر إلى نهب المدينة من قبل الغزو السيامي عام 1431 ما دفع الملوك والشعب إلى الفرار بشكل جماعي إلى منطقة قريبة هي بنوم بنه في الوقت الحاضر، ولكن هناك القليل من الأدلة التي تشير إلى الهجرة الجماعية، ويرى أخرون أن التحول من الهندوسية إلى البوذية بعد عهد جيافارمان السابع استنزف حضارة البلاد من خلال إشاعة الحرب، إلا أن هذا الرأي يتجاهل التوسعات العنيفة من الحكام البوذيين في أماكن أخرى من العالم، وأشار اقتراح آخر إلى أن مدينة خمير استنزفت نفسها من خلال مشاريع البناء حيث انهارت البلاد بسبب النصب.

تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية

ويعتقد إيفانز أن العوامل البيئية لعبت دورا هاما، وبدأ في البحث في السجلات الرسوبية مشيرا إلى وجود أدلة حول فياضانات كارثية، ومضيفا " مع التوسع في أنغكور دمرت الغابات وخزانات المياه، واكتشفنا فشل شبكات المياه"، وفي ظل اعتماد النظام بالكامل على الإدارة الناجحة للمياه فإن أي انكسار في هذه السلسلة سيؤدي إلى تراجع تدريجيا، وأصر إيفانز على أنه لا وجود لدليل يؤكد انهيارا دراماتيكيا على الإطلاق، مضيفا " هناك الكثير من الأدلة على استمرار الحيوية في أنغكور"، وعندما زار المدينة التجار البرتغاليون في القرن 16 والمستكشفين الفرنسييت في القرن 19 واجهوا مجتمعات تضم آلاف الأشخاص الذين يعيشون في وحول والمعابد، وتابع إيفانز " ربما اختفت من وعي الأوروبيين لبعض الوقت لكن أنغكور أبدا لم تكن مدينة مفقودة، لكنها تضخمت قليلا".

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية تكنولوجيا ناسا الجديدة ليدار تكشف تفاصيل مدينة أنغوكور السرية



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia