تونس- تونس اليوم
أحيى متحف معقل الزعيم الذكرى السادسة والستون لعودة الزعيم الحبيب بورقيبة الى تونس يوم غرة جوان 1955 . وقد دأب هذا المتحف الذي تتولى ادارتة السيدة عواطف بحرون على احياء مثل هذه الذكريات الوطنية بتنظيم حوارات أو ورشات عمل.وقد انطلقت هذه التظاهرة بتقديم الباحث في التاريخ المعاصر منصف السلطاني للنشاط وللضيوف ولمختلف عناصر البرنامج الذي افتتح بعرض شريط وثائقي قصير يحمل عنوان "عودة الزعيم " مدته عشرة دقائق تابع بالصوت والصورة التجمهر الغفير والحفاوة التلقائية التي استقبل بها الشعب التونسي عودة الزعيم بورقيبة فور نزوله من الباخرة التي قدم على متنها بميناء حلق الوادي...
ثم تابع الشريط توجه الزعيم بورقيبة الى القصر الملكي في قرطاج في مرحلة أولى للقاء الأمين باي ثم مرور الموكب بمختلف الشوارع والساحات وصولا الى رحبة الغنم (ساحة معقل الزعيم حاليا) أين القى خطابه الشهير معلنا على بداية المرحلة الجديدة التي دخلتها تونس بعد انتهاء المفاوضات الفرنسية التونسية الى الاتفاقية التي سيتم امضاؤها رسميا في باريس يوم 03 جوان من نفس الشهر.
وبعد انتهاء الشريط ألقى الاستاذ منصف باني الباحث بمعهد تاريخ تونس المعاصر بحديقة المتحف وأمام جمهور متكون بالخصوص من تلامذة المدرسة الابتدائية بمعقل الزعيم ومن طلبة مركز تكوين الاطارات الطبية محاضرة بعنوان الزعيم الحبيب بورقيبة يوم النصر: غرة جوان 1955 تطرق من خلالها الى أهمية الحدث مع تنزيله في اطاره التاريخي العام والخاص إضافة الى ذكره لعدد من الأحداث التي مهدت لهذا الحدث وأكد على تكاتف الشعب واصطفافه وراء الوطنيين التونسيين بغية تحقيق الاستقلال.
واثر المحاضرة أدار الأستاذ حبيب القزدغلي مدير مخبر التراث بكلية منوبة الحوار وشدد بدوره على أن هذه التظاهرة هي فرصة للحوار ولطرح جميع التساؤلات ومحاولة أبعاده التاريخية وظروفه المحلية والعالمية مؤكدا على أهمية استحضار الماضي وتفكيك أحداثه قصد الفهم والتهدئة التي يسمح بها علم التاريخ الذي يرفض الاقصاء والنسيان والتقديس بهدف خدمة الحاضر واستشراف المستقبل وقد شارك العديد من التلاميذ ومن الطلبة وبقية الحضور في النقاش عبر الاستفسار وطرح الأسئلة وابداء الآراء.كان اللقاء مناسبة لتنشيط المتحف وهو بدوه مكان ذاكرة اذ موجود في المنزل الذي سكنه الزعيم بورقيبة وعائلته من ثلاثينات القرن المرضي الى عودته في غرة جوان 1955.وكان الحوار ابضا مناسبة لتبسيط بعض الأفكار وتقريبها الى الجيل الجديد وهي الفائدة المرجوة من احياء مثل هذه الأحداث التاريخية الهامة التي عرفتها بلادنا والتي يسودها لبس في أذهان الاجيال الجديدة بسبب الغاء الاحتفالات الرسمية بها وأحيانا تعمد تجاهلها من الذاكرة الجماعية مما يفقدها رمزيتها وأهميتها لدى الشباب ويعمق من القطيعة بينهم وبين آبائهم وأجدادهم من مؤسسي الدولة الوطنية. وقد تم طرح بعض الأسئلة والملاحظات التي أثرت هذه التظاهرة من طرف الحضور وتم التعريج على ضرورة تكرر هذه الأنشطة التي تشرك خاصة الشباب وتعطيهم فكرة اكثر دقة عن تاريخ بلادهم .
قد يهمك ايضا
معرض تشكيلي للفنانة المبدعة ريم سعد بالفضاء الثقافي في فندق الفن بجربة
افتتاح متحف متعدد الوسائط في قاعدة سرية سوفيتية للغواصات في القرم
أرسل تعليقك