انطلاق معرض فوتوغرافي للصم بعنوان نظرة إلى المدينة في الإسكندرية
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يكشف حقيقة المرئي والافتراضي في عالم صامت بلا أصوات مزعجة

انطلاق معرض فوتوغرافي للصم بعنوان "نظرة إلى المدينة" في الإسكندرية

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - انطلاق معرض فوتوغرافي للصم بعنوان "نظرة إلى المدينة" في الإسكندرية

انطلاق معرض فوتوغرافي للصم بعنوان "نظرة إلى المدينة"
برلين- العرب اليوم

سعت جماعة من الشباب الصم والبكم إلى البحث في العلاقة الممتدة بين الإنسان والمدينة، مخترقة كثيرًا من السياقات الشخصية وأخرى شديدة الخصوصية بشأن حقيقة المرئي والافتراضي في عالم هادئ صامت بلا أصوات مزعجة ولا ضوضاء مقلقة ولا ضجيج صاخب، وذلك في المعرض الفوتوغرافي "نظرة إلى المدينة" الذي أقيم في معهد غوته الألماني في الإسكندرية، وأنجزته ورشة أعدت خصيصًا للحدث.

ويعد المعرض نتاجًا لورشة تدريب على التصوير الفوتوغرافي بالهاتف، ويقول مدير مختبر الصم للفنون الرقمية والبصرية وجيه اللقاني "وجدنا أن الصم يتواصلون من خلال هواتف ذكية، فبدأنا ندربهم على التقاط صور فوتوغرافية مطابقة للمعايير الفنية، باستخدام وسيط مترجم للغة الإشارة، ثم اخترنا فكرة المعرض".

وتكونت الورشة من جزءين "تضمّن الأول التدريب على التصوير الفوتوغرافي عبر كاميرات الموبايل، وطرق التقاط صورة في شكل احترافي، والثاني مجموعة من المحاضرات والمناقشات والحوارات مع الشباب بشأن رأيهم في المدينة وشكل الحياة فيها وعلاقة السكان بها من خلال مترجم للغة الإشارة، ومدة الورشة كانت 10 ساعات على مدار أربعة أيام، وشملت التدريب على تقنيات الكاميرا، وماهية الصورة بمعاييرها الفنية، إضافة إلى التدريب البسيط على إجراء تعديل فيها، والتقط كل شاب عددًا من الصور التي تُعبّر عن علاقة الإنسان بفضاءات المدينة وكتلها الصماء والمتحركة، حيث تتحول المرئيات والأمكنة إلى لحظة درامية إبداعية تقبض عليها عدسة الفنان.

وأتت الورشة في إطار أهداف مختبر الصم للفنون الرقمية والبصرية، ومؤدّاها جعل الصورة لغة التواصل المشتركة بين الصم والمجتمع الذي يعيشون فيه، وحض الشباب المشارك على التساؤل عن حقيقة الصورة ومحاولة استيعاب محتواها الفني عبر دمج تقنيات الفوتوغرافيا والتصوير الرقمي من أجل إيجاد قيم فنية تحكم العلاقة بين المرئي والافتراضي، وعن سبب اختيار الإسكندرية يقول اللقاني "لما تحويه من تعددية حضارية وثقافية وما نتج عنها من تحولات واختلافات وتناقضات وإبداعات. وقد حاولنا التعرف على المدينة كما يراها هؤلاء الصم والبكم من خلال اختياراتهم ولقطاتهم ومعالجاتهم للصور التي تظهر رؤيتهم للمدينة، وكان السؤال: كيف يشاهدون المدينة؟"

وشارك في المعرض تسعة فنانين هم أحمد محمد عبدالسلام وأحمد شعبان وإبراهيم أيمن ومحمد أحمد ومحمد علي ومحمد حبشي ومحمد صبري وعمر السيد ورمضان محروس، قدموا لقطات أدهشت الجمهور، تطلّ فيها المدينة والشوارع والبحر والأمواج وعلامات المرور وصنوف من البشر بخطوات وئيدة ومتسارعة من بين جنبات الصور لتظهر المدينة الصاخبة حيث ضجيج الشارع المنهمر بصلصلة عربات الترام وأصوات السيارات المختلطة بصراخ الباعة الجوالين، في تضاد لافت مع حالة الصمت والتأمل التى أثارتها صور أخرى تناولت تفاصيل معمارية فخمة لعدد من المباني التي أثارت بسكونها كثيرًا من التناقضات والتفسيرات والتأويلات عند مقارنتها بالصور الأخرى، ونجح المشاركون في إظهار المدينة كما تكون، صاخبة وصامتة.

ويؤكد محمد أحمد أن التجربة كانت مثيرة إلى حد كبير وأضافت إليه من خلال التعرف على كثير من التفاصيل الفريدة أو الغريبة والطريفة التي سعى لالتقاطها بعدسة هاتفه الخليوي، ولفت إلى أنه سيعمل على صقل موهبته بالتعرف على تقنيات أعلى في مجال التصوير من خلال المشاركة في ورش أخرى، ويرى عمر السيد أن رؤية الصم للمدينة لا تبتعد كثيراً عن رؤية الشخص العادي، فمن خلال قراءة تعابير وجوه الناس يمكنه إدراك ما يحدث من تحولات. ولفت إلى أنه كان يراقب المدينة بتقلباتها وتحولاتها وما تحدثه من تغيرات، مؤكدًا سعادته بإيجاد الوسيلة لصياغة هذه التحولات عبر الفوتوغرافيا، "حيث تتعرى الكتل من ملامحها التقليدية ليعيد كل منا صياغتها وفقاً لاقتناعاته وأفكاره ورؤيته الإبداعية".

يذكر أن مبادرة مختبر الصم للفنون الرقمية والبصرية هي مبادرة غير ربحية تعمل على اكتشاف القدرات والطاقات الإبداعية لدى الصم من خلال مساعدتهم وتشجيعهم على تعلم الفنون الرقمية والبصرية وممارستها، وتمكنهم من استخدام تلك الفنون كلغة للتواصل بينهم وبين مجتمعهم والعالم، بعد تزويدهم الأدوات والمهارات والمعارف التي تساعدهم على تطوير مواهبهم الفنية، لحضّهم على الابتكار وإطلاق الخيال.

 

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطلاق معرض فوتوغرافي للصم بعنوان نظرة إلى المدينة في الإسكندرية انطلاق معرض فوتوغرافي للصم بعنوان نظرة إلى المدينة في الإسكندرية



GMT 09:37 2021 الثلاثاء ,07 كانون الأول / ديسمبر

إعطاء إشارة انطلاق مشروع تهيئة متحف قرطاج ومحيطه المباشر

GMT 17:37 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

وزير الشؤون الدينية التونسي يعلن عن أكثر من 195 ألف مترشّح للحج

GMT 17:12 2021 الأربعاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

تواصل أشغال ترميم مكتبة العطارين في المدينة العتيقة التونسية

GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 17:04 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أمامك فرص مهنية جديدة غير معلنة

GMT 15:20 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تمهل لكنك لن تهمل

GMT 14:26 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الحوت الخميس29-10-2020

GMT 14:52 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

قد تتراجع المعنويات وتشعر بالتشاؤم

GMT 13:46 2020 الخميس ,24 أيلول / سبتمبر

حظك اليوم برج الثور الخميس 29-10-2020

GMT 18:06 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

كن هادئاً وصبوراً لتصل في النهاية إلى ما تصبو إليه

GMT 18:37 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

أعد النظر في طريقة تعاطيك مع الزملاء في العمل

GMT 09:37 2020 السبت ,26 كانون الأول / ديسمبر

إليك وجهات سياحية رخيصة يمكن السفر إليها في بداية العام

GMT 12:22 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تعاني من ظروف مخيّبة للآمال

GMT 22:42 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

هاني شاكر يشارك جمهوره أول أغنية له في 2021 "كيف بتنسى"

GMT 08:32 2021 الخميس ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

تفاقم عجز الميزانية التونسية بنسبة 28 في المائة

GMT 06:18 2017 الإثنين ,25 كانون الأول / ديسمبر

بقلم : أسامة حجاج

GMT 23:32 2019 السبت ,05 كانون الثاني / يناير

فوائد جمة لاستخدام قناع الخيار لصاحبات البشرة الدهنية
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia