صناعة الآلات الموسيقية تزدهر في فلسطين رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

تلقى دعماً وتحفيزاً لدراسة صناعة وترميم الكمان في بريطانيا

صناعة الآلات الموسيقية تزدهر في فلسطين رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - صناعة الآلات الموسيقية تزدهر في فلسطين رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي

صناعة الآلات الموسيقية تزدهر في فلسطين
رام الله - العرب اليوم

داخل ورشته الصغيرة الواقعة في مدينة رام الله بالضفة الغربية المحتلة، ينشغل الشاب شحادة الشلالدة (28 سنة) لساعاتٍ طويلة مسابقاً الوقت لإنجاز صنع آلة موسيقية جديدة من نوع «الكمان» يدوياً، ليواصل بذلك مسيرة شغفه وحبّه للآلات خاصّة الوترية منها الذي بدأ مُذ كان بعمر الطفولة.

يعود الشاب بالذاكرة للوراء، ويقول لمصادر إعلامية: «درست الموسيقى بجمعية الكمنجاتي المحلية في عمر 15 سنة، وتنبّه حينذاك عدد من المدرسين لاهتمامي بتفاصيل الآلات الوترية وشكلها، الذي نبع بالأساس من حبّي للتعامل مع الأخشاب والتعرّف على أنواعها»، مبيّناً أنّ أستاذاً إيطالياً كان يزور الجمعية لصيانة الآلات المتعطلة لاحظ ذلك أيضاً، وقام بتوجيه دعوة له لزيارة ورشته في إيطاليا.

خوضه لتلك التجربة كان علامة فارقة، فتحت الباب أمامه لمزيدٍ من الإبداع، فأنتقل من مراحل العمل على إصلاح الآلات المعطوبة لمراحل صنعها، وكانت «الكمنجة» أول آلة صنعها. لاقى إنتاجه الأول الذي استغرق شهوراً طويلة، قبولاً كبيراً من صاحب الورشة وبعض ذوي الخبرة.

اقرأ أيضا:

تنظيم مسابقة الشطرنج في القرية الفرعونية بالتعاون مع الاتحاد المصري السبت

«على أثر ذلك تلقيت دعماً وتحفيزاً لدراسة تخصص صناعة وترميم الكمان في كلية نيوارك ببريطانيا من المحيطين» يضيف، موضحاً أنّ التكلفة المالية العالية لدراسة هذا المجال كانت ستقف عائقاً أمامه، لولا تدخل عدد من المؤسسات المحلية التي تُعني بالفن وأصحاب المواهب وتقديمها المساعدة له.

في عام 2012. أنهى الشاب الذي يعدّ من أوائل صانعي الآلات الوترية الغربية في فلسطين دراسته، وعاد لمسقط رأسه ليبدأ العمل في المشغل التابع لجمعية الكمنجاتي. حيث تولى مهمة إصلاح أعطاب آلات الطلبة وغيرهم من العازفين المحليين والدوليين الذين ذاع بينهم صيته وصار مصدر ثقة بالنسبة لهم.

شقه لطريقٍ مغاير في التعامل مع الآلات، عن طريق الدمج بين الطبيعة الموسيقية التي تتطلبها الحالة المحلية وخبرته التي اكتسبها على أيدي أساتذة محترفين في عدد من الدول الأوروبية، أهْلَه ليكون المشارك العربي الوحيد في مسابقة «ترينالي» بمدينة كريمونا بإيطاليا، وهي مسابقة تقام كل ثلاث سنوات يشارك بها مئات صانعي الآلات من مختلف دول العالم وكان هذا في شهر سبتمبر (أيلول) عام 2018.

يكمل شلالدة كلامه «المسابقة الدولية كان فيها إلى جانبي نحو 400 شخص، وشاركت بآلة من نوع (الفيولا)، استغرقت مني عملية صنعها أربعة أشهر، استطعت فيها مطابقة شكلها للمواصفات الواردة في شروط المسابقة»، مشيراً إلى أنّ آلته حصلت بحسب نتائج لجنة التحكيم على المرتبة العشرين، وهذا بحد ذاته إنجاز له ولبلده التي لمع اسمها لأول مرّة في مثل هذه المسابقة، كما يقول.

تمرّ عملية تصنيع الآلات التي تتراوح مدتها بين الثلاثة أشهر والسبعة حسب نوع وحجم الآلة، بعدد من المراحل أولها الرسم وقص الخشب وتجهيزه ثم الانتقال لحفره وفق الحاجة، وبعدها يتم تركيب الأوتار وملحقاتها وموازنتها، ليبدأ لاحقاً فحصها وتجريبها. ويعتمد شلالدة في ذلك على أذنه التي أصبحت مع الوقت أداته الأفضل لقياس أداء آلاته التي يُعدُّ كلّ واحدة منها بمثابة كائنٍ حي يحتاج لعناية ورعاية خاصّة.

40 آلة تقريباً، هي مجموع ما صنعه الشاب العشريني حتّى وقت إعداد هذا التقرير، توزعت أنواعها بين «الفيولا، والكمان، والتشيللو». يبيّن أنّ جميعها حظي بإعجاب العازفين وأصحاب الاختصاص، منبهاً إلى أنّ فرصة التصريف في السوق المحلية نادرة بسبب الحالة السياسية السائدة التي أدت لضعف الاهتمام بالموسيقى بشكلٍ عام.

«الحب والحلم بواقع أفضل وحياة دون تشويش الاحتلال، هي رسالتي من الموسيقى للعالم»، يتابع حديثه، لافتاً إلى أنّ كلّ الآلات التي صنعها حملت علامته التجارية مع شهادة صنع تفصيلية تشبه إلى حدٍ كبير شهادة ولادة الطفل الجديد.

وهذا الاهتمام بتلك التفاصيل يرجع وفقاً لقوله للصعوبة التي يواجهها خلال عملية الصنع، فالأمر بحاجة لتركيز عالٍ ومعرفة بعدد من العلوم مثل العلوم الموسيقية، وعلوم الصوتيات.

المعيقات التي تواجه الشاب خلال عمله كثيرة وأهمها عدم توفر المواد الخام محلياً التي يعتبر خشب القيقب والسبروس وهو الأمر الذي دفعه للسفر إلى أوروبا لتوفيرها، إضافة لذلك فهو يعاني أحياناً من صعوبة في التنقل بسبب قيود الاحتلال.

قد يهمك أيضا:

تنظيم معرض لإظهار آثار المملكة العربية السعودية 

الإسلامية اللبنانية استضافت المعرض الثقافي السياحي الصيني

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صناعة الآلات الموسيقية تزدهر في فلسطين رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي صناعة الآلات الموسيقية تزدهر في فلسطين رغم قيود الاحتلال الإسرائيلي



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 14:28 2019 الإثنين ,01 إبريل / نيسان

تشعر بالعزلة وتحتاج الى من يرفع من معنوياتك

GMT 09:45 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

20 عبارة مثيرة ليصبح زوجكِ مجنونًا بكِ

GMT 16:52 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

تتيح أمامك بداية السنة اجواء ايجابية

GMT 15:26 2020 الأربعاء ,02 كانون الأول / ديسمبر

يوم مميز للنقاشات والاتصالات والأعمال

GMT 07:09 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك أمور إيجابية خلال هذا الشهر

GMT 16:36 2019 الأربعاء ,01 أيار / مايو

النشاط والثقة يسيطران عليك خلال هذا الشهر

GMT 17:29 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يحالفك الحظ في الايام الأولى من الشهر

GMT 02:37 2015 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

تعرفي علي أجود أنواع البلسم الطبيعي للشعر المصبوغ

GMT 02:12 2020 الإثنين ,14 كانون الأول / ديسمبر

سيرين عبد النور تتألق بالبيج والنبيتي من لبنان

GMT 06:35 2019 الإثنين ,01 تموز / يوليو

تنتظرك نجاحات مميزة خلال هذا الشهر

GMT 16:23 2019 الإثنين ,10 حزيران / يونيو

تعرف على المطاعم في العاصمة الكينية "نيروبي"

GMT 18:51 2019 الجمعة ,28 حزيران / يونيو

السمك يحمي صغيرك من الإكزيما
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia