متحف طلعت حرب يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

يضم صورًا وكتبًا وخرائط ومقتنيات شخصية نادرة

"متحف طلعت حرب" يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - "متحف طلعت حرب" يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر

"متحف طلعت حرب"
القاهرة - العرب اليوم

لم تكن أم كلثوم تتمتّع بالشّهرة العارمة كسيدة الغناء العربي؛ لكنّها كانت معروفة بصوتها الطّربي المميّز، حين أتت لمقابلة رجل الاقتصاد المصري طلعت حرب، لتشكو إليه عقد احتكار وقعته قديمًا بشروط جائرة، فسخُه يتطلّب دفع مائتي جنيه، وهو مبلغ ضخم بحسابات النّصف الأول من القرن الماضي.

استجاب طلعت حرب للمغنّية الشّابة، وأقرضها المبلغ للتّخلص من عقد الاحتكار، بضمان صوتها الذي لا مثيل له، قبل أن يتبنّى تقديمها في عدد من الأفلام من إنتاج «شركة مصر للتّمثيل والسينما»، التي أسّسها "بنك مصر"، ضمن 15 شركة أخرى، لاستثمار أموال مودعيه المصريين، كأوّل بنك وطني أهلي مصري , لذلك لم يكن من العجيب أن ترثيه أم كلثوم بعد وفاته ببضع سنوات، بأغنية " اذكروه خلدوه "، من كلمات صالح جودت، وألحان رياض السنباطي.

ويتناقل الحكاية السّابقة العاملون في متحف طلعت حرب التابع لبنك مصر، الذي يقع في المبنى التاريخي في شارع محمد فريد في وسط البلد , وأُنشئ المتحف عام 2011، تخليدًا لذكرى طلعت حرب باشا، الذي لقب بـ "رجل الاقتصاد المصري "، وساهم خلال فترة الحربين العالميتين الأولى والثانية، في تحرير الاقتصاد المصري من تبعية الاحتلال الأجنبي، عن طريق إنشاء أول بنك مصري، ومجموعة من الشّركات المهمة، مثل: " مصر للغزل والنسيج "، و "مصر للطيران" ، و"مصر للتأمين"، و"مصر للمناجم والمحاجر"، و" مصر لصناعة وتكرير البترول" ، و" مصر للسّياحة "، و" استوديو مصر"، وغيرها.

ويضمّ المتحف عددًا من الأوراق، والوثائق التاريخية، بعضها من مقتنيات البنك نفسه، وبعضها تم إهداؤه إلى المتحف من قبل أسرة طلعت حرب، الذي يحرص أولاده وأحفاده على زيارة المتحف باستمرار، للاطّلاع على سيرة جدهم , وتعكس مقتنيات المتحف جانبًا آخر من شخصية المفكر الاقتصادي، من ضمنها حرصه الشّديد على الوقت. ففي حجرة الاجتماعات الخاصة به يُلحظ صغر حجم المقاعد، واختفاء مساند الظهر، بالإضافة إلى صغر مساحة الغرفة في الأساس.

تقول شيرين محمود، مسؤولة المتحف، إنّ تصميم تلك المقاعد جاء ضمن فلسفة طلعت حرب في إدارة الوقت، فالكراسي لا تسمح للجالس بالجلوس فترة طويلة، وبالتالي فإن الاجتماعات جميعها تكون موجزة، إضافة إلى ذلك نجد سجلات ضخمة تضم أسماء المودعين، تعود إلى إنشاء بنك مصر عام 1920، كتبت بخط اليد، ولا تحمل خطأ واحدًا، على ما يبدو أنّ النّظام الشّديد كان من ضمن صفات طلعت حرب أيضًا، ومن حوله.

أمّا من النّاحية السّياسية، فكان طلعت حرب مقربًا من كل الجهات التي ترفض هيمنة الاستعمار، فتظهر الصّور المعلقة على الجدران علاقته مع الزعيم الوطني سعد زغلول، والملك فؤاد، الرافض للهيمنة الإنجليزية على حكمه.

تقول شيرين محمود، إنّ الملك فؤاد أهداه لقب «الباشوية» عام 1930، خلال حضوره افتتاح مصنع مصر للغزل والنسيج، الذي وصل عدد العمال فيه إلى 12 ألف عامل، وهو عدد كبير وقتها، مشيرة إلى إحدى الصّور المعلقة في المتحف، التي تمثّل خروج آلاف العمال وقت انتهاء العمل.

ومن المقتنيات الطّريفة في المتحف صورة قديمة لعربة كتب عليها «شركة مصر لمصائد الأسماك»، المملوكة لبنك مصر أيضًا، وتمثّل أول شركة لتوصيل الأسماك للفنادق والمنازل، بعيداً عن منافذ البيع، كما ابتكر طلعت حرب أول نظام للإعلان داخل الأفلام السينمائية المنتجة من قبل «شركة مصر للتمثيل والسينما»، ويمكن ملاحظة ذلك خلال أحداث فيلم «سلامة في خير»، للراحل نجيب الريحاني، كما تؤكد شيرين محمود.

في المتحف أيضًا عقد تأسيس بنك مصر، بإمضاء عدد من السياسيين ورجال الاقتصاد في مصر خلال بداية القرن الماضي، كـ«شيكوريل»، و«قطاوي»، وعدلي باشا يكن، وغيرهم , وكتاب عن قناة السويس يرفض استمرار هيمنة الأجانب عليها، ويضمّ خريطة تفصيلية للقناة، يقول العاملون في المتحف إنّ الرئيس الراحل جمال عبد الناصر استعان بها خلال تأميمه للقناة، بعد صدور الكتاب بسنوات , و يضمّ المتحف استقالة طلعت حرب عقب التدهور المالي الذي أصاب البنك، خلال نهاية الحرب العالمية الثانية.

قد يهمك ايضَا:

"زباين أون لاين" عرض مسرحي في مركز طلعت حرب الثقافي

معرض نادى طلعت حرب للكتاب فى دورته الأولى

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متحف طلعت حرب يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر متحف طلعت حرب يوثِّق تاريخ النضال الوطني في مصر



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 00:00 2016 الخميس ,22 كانون الأول / ديسمبر

عليك النظر إلى المستقبل البعيد واختيار الأنسب لتطلعاتك

GMT 04:00 2018 الثلاثاء ,03 تموز / يوليو

مستقبل إردوغان

GMT 13:21 2021 الخميس ,22 إبريل / نيسان

عملاق صيني للطرق الوعرة سيظهر العام الجاري

GMT 11:08 2021 السبت ,05 حزيران / يونيو

شركة كيا تكشف عن النسخة الأحدث من طراز K5

GMT 12:43 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

وفاة شخص وإصابة 2 بتصادم 3 سيارات في دبي

GMT 06:02 2012 الإثنين ,31 كانون الأول / ديسمبر

اتفاق تعاون بين الأردن والكويت

GMT 12:58 2017 الإثنين ,27 تشرين الثاني / نوفمبر

آلات قطر الإعلامية والدينية.. والتحريض على مصر وجيشها

GMT 07:04 2021 الجمعة ,29 تشرين الأول / أكتوبر

كثرة التنقل

GMT 10:23 2021 الأربعاء ,08 كانون الأول / ديسمبر

أفكار بسيطة لإضافة لمسة بوهيمية جذابة إلى منزلك

GMT 13:38 2013 الإثنين ,30 كانون الأول / ديسمبر

أسوأ إطلالات المشاهير لعام 2013
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia