رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد
آخر تحديث GMT09:18:26
 تونس اليوم -

لا يكتمل الصيام بدون المشروبات التراثية الدمشقية

رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد

 تونس اليوم -

 تونس اليوم - رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد

اجواء رمضان في حي الميدان الدمشقي
دمشق - نور خوام

يرتبط شهر رمضان في دمشق  بمجموعة عادات خاصة تاخذ طابعا احتفاليا متنوعا يعكس  تنوع  اصول سكانها من عرب و اتراك و كرد و شركس ومهاجرين من كافة اصقاع الارض، وتبدأ الإحتفالات برمضان في دمشق  منذ ليلة النصف من شعبان التي يحرص الدمشقيون على صوم نهارها وإحياء ليلتها في المساجد حيث تنشد المدائح النبوية و تؤدى رقصة "المولوية" ، وفي اليوم التالي يبدأ الناس بشراء "مونة رمضان" وتجهيز بيوتهم بكل ما تحتاجه من مواد غذائية وتشهد الأسواق نشاطا إستثنائيا في تلك الفترة وتلاحظ الزينة و الأضواء الخضراء في جميع المتاجر ، وقبل بدء الصوم بأيام كان الدمشقيون يخرجون إلى ضفاف نهر بردى والبساتين القريبة منه(الربوة -نبع بردى -الغوطة) مع عائلاتهم أو اصدقائهم للتمتع بالطبيعة و بالطعام و الغناء و الإحتفال في تقليد قديم يسمى " التكريزة " وهو لوداع أيام الإفطار باحتفال صغير ممتع قبل قضاء الشهر الكريم في العبادة و التقرب من الله عز وجل .

رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد

ومع دخول أول أيام رمضان يتبادل الناس التهاني والتبريكات في زيارات للاقارب والمعارف ويزينون بيوتهم وحاراتهم حتى أن  الغريب عن دمشق يخطأ في التمييز بين أول يوم في شهر رمضان وبين أول أيام عيد الفطر .

وينتظر سكان العاصمة بعد منتصف الليل صوت الطبلة والنداء المييز للمسحراتي  وهو من أجمل العادات الرمضانية بلباسه الشعبي و عباراته المنتقاة التي تدفع الناس للقيام من النوم وذكر الله والإستعداد للصوم ، ويعد إجتماع العائلة على السحور طقسا أكثر من وجبة طعام يشارك فيه كل افراد العائلة  حيث ينتاول المتسحرون أطعمة من التراث الدمشقي ( معروك -سمن وتمر -رز بحليب)، ومن العادات المحببة أيضا في أوائل أيام الصوم أن يساير الأهالي أولادهم الصغار ويشاركوهم لذة الصيام بأن يسمحوا لهم بالصيام حتى آذان الظهر  في تقليد يسمى (درجات المادنة ) .

رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد

وتنهمك النساء في النهار  باعداد وجبة الفطور وتبادل أطباق الطعام مع الجيران في عادة قديمة القصد منها أن تكون موائد الفقراء مشابهة للأغنياء و أن لا "يكسر  خاطر" شخص صائم حتى لو كان فقير الحال ، وتسمى هذه العادة ب " السكبة "  ... وتتسابق نساء دمشق لإعداد أجمل "سفرة" لإرضاء زوجها و التباهي أمام المدعوين من أقاربها، ولا تكتمل وجبة الإفطار بدون المشروبات التراثية للدمشقية "عرق سوس - تمر هندي -قمر الدين " أو المقبلات " الفول المدمس- التسقية"  

رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد

وتعد وجبة الإفطار في رمضان أنسب وقت لإجتماع العائلة و الأصدقاء و حل الخلافات و تصفية القلوب ونسيان المشاكل..وتجري العادة أن يدعو كبير العائلة جميع أفرادها للإفطار في اول أيام الصيام ليتصالح الكبار ويحلو مشاكلهم  ويلتقي الصغار والشباب منهم للحفاظ على الروابط الاسرية في المستقبل، وشهر رمضان مقسم في دمشق إلى ثلاث أقسام ،أولها لدعوات الإفطار والتفنن بإعداد أشهى الأطعمة واجتماع العائلة ..والثاني للتسوق لشراء ملابس العيد وحاجات العائلة ..والثالث لتجهيز الحلويات والإستعداد للعيد ،وهذا الترتيب قديم في دمشق ومتعارف عليه ( أول عشرة "للمرق"  و الثانية "للخرق" و الثالثة  "لصر الورق"  ) ، ولا تكتمل تقاليد شهر رمضان بدون " الختمة" وهي قراءة القرآن الكريم كاملا مرة واحدة على الأقل بغض النظر عن "ختمة " صلاة التراويح  ..ويتسابق الصائمون لأكمال أكثر من "ختمة" أثناء قيام الليل وإهداء أجرها للوالدين أو لشخص قريب أو صديق متوفى.

رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد

و يتمثل الدمشقيون بأخلاق الشهر الفضيل و يخرجون زكاة أموالهم و صدقاتهم و يتم شراء "مونة رمضان " للعائلات الفقيرة والأرامل  قبل بداية الشهر و توزيع الأموال على الفقراء ودور الأيتام قبل أيام من عيد الفطر لشراء الملابس الجديدة للأطفال  لكي تعم الفرحة جميع البيوت والنفوس ..كما يتسابق أغنياء العاصمة لإقامة موائد الرحمن في الأحياء الفقيرة، ويحاول أهالي العاصمة الحفاظ على هذه العادات رغم قسوة الحرب و الحالة الإقتصادية الصعبة، حتى لا ينساها الأطفال و تندثر  مع الأيام .

رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد

arabstoday

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد رمضان في الشام ألفة محبة تسامح وتمسك بالعادات والتقاليد



GMT 04:41 2024 الثلاثاء ,20 شباط / فبراير

الكشف عن فوائد مذهلة لحقنة تخفيف الوزن الشهيرة

GMT 19:19 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

مراهق فلبيني يدخل فرّامة كفتة لتنتهي حياته

GMT 20:36 2021 الثلاثاء ,19 كانون الثاني / يناير

أفضل أنواع وتصميمات الأحذية الرياضية وطرق العناية بهما

GMT 05:00 2021 الخميس ,21 كانون الثاني / يناير

مجلس الشيوخ الأميركي يقر تعيين أول مسؤول في إدارة بايدن

GMT 05:13 2019 الثلاثاء ,05 شباط / فبراير

نظام غذاء سري لأكبر أنواع أسماك القرش في العالم

GMT 06:08 2021 الأحد ,31 كانون الثاني / يناير

مانشستر سيتي يعزز صدارته بفوز شاق على شيفيلد يونايتد

GMT 12:01 2018 الإثنين ,03 أيلول / سبتمبر

رونار وفكر الثوار

GMT 19:05 2021 الجمعة ,01 كانون الثاني / يناير

يشير هذا اليوم إلى بعض الفرص المهنية الآتية إليك

GMT 10:09 2021 الجمعة ,02 إبريل / نيسان

Isuzu تتحدى تويوتا بسيارة مميزة أخرى

GMT 18:28 2017 الثلاثاء ,11 تموز / يوليو

مجلس الشعب السوري ينفي إصدار بطاقات هوية جديدة
 
Tunisiatoday

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday Tunisiatoday
tunisiatoday tunisiatoday tunisiatoday
tunisiatoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
tunisia, tunisia, tunisia